الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

هل السعودية تحتاج لمنظومة صواريخ جديدة بعد فشل "باتريوت" ؟

الرئيس نيوز

أعلنت جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء، عاصمة اليمن، مسؤوليتهم عن الهجمات على منشأتين تابعتين لشركة أرامكو السعودية، ووفقًا لمجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية، وأطلق الحوثي ما لا يقل عن سبعة صواريخ على المملكة العربية السعودية الليلة الماضية ورد الجيش السعودي بصواريخ باتريوت المتقدمة، في محاولة لتدمير صواريخ الحوثي في الجوي.

وأعلن السعوديون أن سبعة من صواريخ باتريوت أصابت أهدافها بنجاح ولا تزال الضربات الصاروخية التي ألحقت أضرارًا بالغة بمنشأة نفطية سعودية رئيسية في 14 سبتمبر 2019، لغزًا للجمهور إلى حد كبير، ومن غير الواضح أن الحوثيين وحدهم يمتلكون القدرة على شن ضربات صاروخية طويلة المدى وموجهة بدقة.

من المحتمل أن الهجمات تضمنت طائرات بدون طيار تحلق لمسافات بعيدة تطلق ذخائر صغيرة موجهة إلى مواقع أرامكو على بعد حوالي 800 ميل من الحدود السعودية اليمنية، وأضافت المجلة الأمريكية أن الحرس الثوري الإيراني المتشدد في الماضي قام بتزويد الحوثيين بأسلحة بما في ذلك طائرات بدون طيار ومكونات للصواريخ الباليستية.

ولكن هناك شيء واضح للغاية، فقد كشف الهجوم عن حدود نظام الدفاع الجوي السعودي الذي يبدو أنه متطور، وأنفقت الرياض في السنوات الأخيرة مليارات الدولارات على بناء ست كتائب من صواريخ باتريوت أرض-جو الأمريكية الصنع والرادارات المرتبطة بها، ولكن باتريوت لم توقف الهجوم الأخير، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها صواريخ باتريوت السعودية بل يبدو أن ما لا يقل عن خمسة صواريخ باتريوت قد أخطأوا أو تعطلوا أو فشلوا في مهامهم عندما حاولت القوات السعودية اعتراض وابل من الصواريخ استهدفت الرياض في 25 مارس 2018.

وبحسب المجلة، لقي رجل مصرعه بعد إصابته بشظايا معدنية ومن غير الواضح ما إذا كانت الشظايا ناتجة عن صواريخ باتريوت معطلة، أو من اعتراض ناجح، أو سقوط صواريخ حوثية على الأرض، ولكن مقاطع فيديو لعدد من الهواة ظهرت على الإنترنت في أعقاب المناوشات الصاروخية تشير إلى أن العديد من صواريخ باتريوت انفجرت في الجو أو انحرفت عن مسارها، واستحضرت الصواريخ الضالة ذكريات إخفاقات مماثلة شملت صواريخ باتريوت التي أدارتها الولايات المتحدة خلال حرب الخليج عام 1991 وغزو العراق عام 2003.

وقال تيودور بوستول، عالم فيزياء الصواريخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمنتقد البارز لأنظمة الدفاع الصاروخية الأمريكية: "إنها ليست سوى مسار غير منقطع للكوارث"، ويبدو أن الرياض تدرك أنها بحاجة إلى دفاعات صاروخية أفضل.

وكتب مارك تشامبيون لموقع بلومبيرج: "تجري المملكة العربية السعودية محادثات للحصول على نفس نظام الدفاع الجوي المتقدم إس-400 الذي اشترته تركيا مؤخرًا من روسيا"، وهذا السلاح الروسي، على الرغم من أنه لم يتم اختباره في القتال، إلا أنه يتمتع بمزايا تقنية تتفوق على صواريخ باتريوت الأمريكية ويبلغ مداه 400 كيلومتر (250 ميلاً)، مقابل 160 كيلومترًا لصواريخ باتريوت، ويمكنه تدمير الأهداف التي تتحرك بسرعة مضاعفة ويمكن تركيبه للعمل في غضون خمس دقائق، مقارنة بساعة كاملة تلزم لإعداد بطارية باتريوت للإطلاق.

وتقوم روسيا بإقران إس -400 مع نظام بانتسير- S1 الأصغر، للتعامل مع الصواريخ منخفضة المدى وقصيرة المدى التي يمكن أن تتخطى نظام الدفاع الصاروخي الباليستي الأكبر، وعلى الرغم من أن روسيا نشرت صواريخ إس -400 في شمال غرب سوريا، فقد استخدمت نظام بانتسير لمواجهة ضربات الطائرات بدون طيار، ومن الناحية المثالية، يحتاج السعوديون إلى دفاعات متعددة الطبقات، بما في ذلك أنظمة دفاع قصيرة المدى مثل سكاي شيلد الألمانية أو بانستير الروسية للسماح بالاشتباكات السريعة للتهديدات الصغيرة بأنظمة أرخص من باتريوت باهظ الثمن، ويشرح جاستن برونك، زميل باحث في القوة الجوية والتكنولوجيا في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة أن جميع أنواع الدفاعات الجوية التقليدية يمكن أن تجد صعوبة ما في التصدي لطائرات بدون طيار صغيرة الحجم وغير مكلفة تطلق ذخائر دقيقة أصغر حجمًا وأرخص.

وكتب تايلر روجواي في موقع وور زون: "هذه حقيقة قاسية لا يفهمها معظم الناس، بما في ذلك العديد من الخبراء في قطاع الدفاع - أنظمة الدفاع الجوي، بغض النظر عن مدى تقدمها وتكاملها العميق، فإن أنظمة الدفاع الجوي ليست سحرية، بل تقع تحت العديد من القيود الكبيرة، لا سيما بالنظر إلى أن معظمها يعتمد بشكل أساسي على أجهزة الاستشعار الأرضية".

نحن نعيش في عصر يتمتع فيه كل فرد بإمكانية الوصول إلى صور عالية الدقة من الأقمار الصناعية لأي نقطة تقريبًا على الكرة الأرضية وهذا شيء لم يكن من الممكن تصوره حتى بعد نهاية الحرب الباردة، ويمتلك فرد واحد الآن القدرات التي تم بناء وكالات استخبارات حكومية كاملة لتوفيرها وكل ذلك على هواتفهم الذكية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة وبالمجان تمامًا! ويعد نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) من التقنيات الثورية غير المسبوقة، لذا فقد أصبحت الدقة المذهلة أكثر إثارة للقلق منذ أن تطورت صناعة الطائرات بدون طيار، والآن أصبحت مكونات التحكم في الطائرات بدون طيار عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) جاهزة إلى حد ما بطبيعتها ويتم توفيرها من الشركات المصنعة في جميع أنحاء العالم وبالجمع بين هذين الأمرين، يكون لأي معتدي استغلال وسائل الاستهداف الذكي وقدرات الاستهداف الدقيقة المتاحة بتكلفة ضئيلة وبدون أي عوائق تقريبًا.