الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

زيارة غير متوقعة.. ماذا بحث وفد برلمان طبرق الليبي مع أردوغان بأنقرة؟ ‏

الرئيس نيوز

فيما تبدو محاولة من البرلمان الليبي الشرعي في شرق طبرق، فتح ‏صفحة جديدة مع أنقرة، التي تتدخل في الشؤون الليبية منذ العام 2011 ‏حيث الثورة ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي، أجرى وفد من ‏البرلمات برئاسة فوزي النويري، المكلف بالقيام بأعمال رئيس المجلس، ‏زيارة إلى تركيا والتقى خلالها بالرئيس التركي رجب أردوغان، ‏ومسؤولين آخرين.‏
المثير للدهشة أن من قام بالزيارة غير المتوقعة وفد كبير من مجلس ‏النواب وجلّهم من أشد المعارضين لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، ‏والرافضين لسياسات حكومته في الملف الليبي، خلال أعوام الأزمة في ‏بلادهم، ووفق تقارير صحفية فقد أدت الزيارة إلى نتائج لافتة تنبئ ‏بتجاوز كل الخلافات السابقة التي أدت إلى قطيعة تامة بين الطرفين ‏خلال الأعوام الماضية، وفتح قنوات جديدة للتواصل السياسي والتعاون ‏الاقتصادي بين شرق ليبيا وتركيا.‏
فيما ربطت تقارير بين الزيارة وبين مخرجات الجلسة التي أجراها وفد ‏اللجنة العسكرية (5+5) في تركيا؛ إذ أحرز عبرها تقدماً كبيراً في ‏المفاوضات مع أنقرة لسحب قواتها من الغرب الليبي.‏

اللقاء مع أردوغان ‏
الزيارة بدأت بلقاء رئيس مجلس النواب المكلف فوزي النويري، مع ‏أردوغان؛ إذ ناقش الطرفان بحسب المتحدث باسم البرلمان الليبي عبدالله ‏بليحق، مستجدات الأزمة الليبية ووقف التدخلات الخارجية.‏
تابع: "النويري والوفد الرسمي المرافق له بحثا مع أردوغان سبل تحقيق ‏الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة"، كما تطرقت المحادثات إلى عدد ‏من الملفات المشتركة، في مقدمتها الملفات الاقتصادية.‏
تعاون اقتصادي ‏
وعن الأبعاد الاقتصادية، للزيارة، قال بليحق إن الوفد البرلماني الذي ‏يزور تركيا هذه الأيام تناول سبل عودة الشركات التركية إلى العمل في ‏المنطقة الشرقية بليبيا، بعد أعوام من القطيعة السياسية والاقتصادية بين ‏الجانبين، وصلت حد وقف الرحلات الجوية بينهما في مرات كثيرة، ‏بسبب الاعتراضات على الدعم العسكري التركي لقوات حكومة الوفاق ‏السابقة أثناء الحرب على طرابلس.‏
تابع: "الوفد تطرق أيضاً مع رئيس لجنة الصناعة في مجلس الأمة ‏التركي زيا التوني الدز، إلى سبل عودة الشركات التركية المتعاقدة في ‏مجالات النفط والكهرباء".‏

رغبة في العودة
الباحث في الشؤون التركية، أشرف سالم، يقول لـ"الرئيس نيوز": "ظني ‏أن تركيا تريد فتح قنوات تواصل مع الشرق الليبي، وأنها تريد من أن ‏تجعل البرلمان بوابة دخولها إلى ليبيا، فقد أشارت تقارير إلى أن أنقرة ‏تستهدف أن تصل استثماراتها في ليبيا إلى 25 مليار دولار، فضلًا عن ‏رغبتها فب العودة إلى الاستثمار في قطاع النفط والغاز". ‏
لكن سالم استطرد قائلًا: "هناك معوقات كثيرة لعودة الأمور إلى نصابها، ‏بين تركيا وشرق ليبيا، فالشرق بها قائد الجيش خليفة حفتر أكبر ‏الرافضين للتواجد التركي في بلاده، كما أن الاتفاق البحري غير القانوني ‏بين تركيا وحكومة الوافق السابقة أكبر المعرقلات في طريق هذه ‏العودة".‏

وشدد رئيس مجلس الأعمال التركي الليبي في مجلس العلاقات ‏الاقتصادية الخارجية مرتضى قرنفيل على أهمية ليبيا بالنسبة إلى تركيا ‏واقتصادها، قائلاً في تصريحات نهاية نوفمبر الماضي، إن "حجم التبادل ‏التجاري بين البلدين زاد 43 في المئة خلال العامين الأخيرين، وليبيا تُعدّ ‏السوق الأجنبية الأولى للمقاولين الأتراك، ولذلك فهي مهمة بالنسبة إلى ‏اقتصاد أنقرة".‏
عدّد قرنفيل الأسباب التي تجعل ليبيا تحظى بأهمية كبيرة لدى تركيا، ‏مبيّناً أنها تبعد عنها مسافة 3 أيام عبر البحر، وهي بوابة مهمة على ‏بلدان القارة الأفريقية، ومتوقعاً أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين ‏أكثر من 3 مليارات دولار للمرة الأولى، بداية العام الجديد.‏