الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد تهديدات إخوانية باغتياله.. إبراهيم منير يعزز حراسته الشخصية

الرئيس نيوز

يقول خبراء إن ما يمر به تنظيم الإخوان في الوقت الراهن يعد أعمق أزمات التنظيم الإرهابي عبر تاريخه، وفقًا لتحليل أعده المشروع الاستقصائي حول الإرهاب (IPT) بالاشتراك مع مشروع Islamist Watch المهتم بتطورات قوى الإسلام السياسي.

يتفاخر تنظيم الإخوان منذ عشرات السنين بوحدة أعضائه وقدرته على تحمل كل الضغوط الخارجية، ولكن الانقسام الأخير الذي أصاب التسلسل الهرمي للجماعة انتهى بإعلان فصيل مقره تركيا عزل نائب المرشد العام في لندن إبراهيم منير والإطاحة به.

وأعلن المتحدث باسم الإخوان طلعت فهمي هذه الخطوة في 13 أكتوبر، بعد أن قام منير بإيقاف 6 أعضاء مقيمين في تركيا بتهمة الفساد والاختلاس، وقال الفصيل المنشق إن منير تصرف من جانب واحد، وقررت لجنة حاكمة للإخوان تضم نفس الأشخاص الذين علق منير عضويتهم أنه لم يعد بإمكانه قيادة الإخوان.

ويواجه إبراهيم منير معارضة غير مسبوقة في تاريخ التنظيم الذي يتجاوز 93 عامًا وقرار عزل المرشد العام اتخذته جماعة بقيادة الأمين العام للإخوان محمود حسين وحدث ذلك بعد أيام من قيام منير بإيقاف الأعضاء الستة، بمن فيهم حسين، وفتح تحقيق في أنشطتهم.

منير، 84 سنة، هو أكبر أعضاء المجموعة سناً وأصبح ضمن مجموعة القيادة العليا منذ 2013 بعد أن حظرت مصر التنظيم الإرهابي وبعد ألقاء القبض على المرشد العام آنذاك محمد بديع، وحصل بديع على عدة أحكام بالسجن مدى الحياة العام الماضي فيما يتعلق بالاحتجاجات العنيفة التي أعقبت الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة شعبية عارمة في 30 يونيو.

وساعد منير جماعة الإخوان على النجاة من تحقيقات الحكومة البريطانية في صلات الإخوان بالتطرف والإرهاب في عام 2014، وهو الذي قال أمام لجنة برلمانية بريطانية إن الشريعة الإسلامية تتسامح مع المرتدين والمثليين جنسياً، وأصبح مرشدًا عامًا بالإنابة في أغسطس 2020 بعد أن اعتقلت مصر العقل المدبر للإخوان محمود عزت.

وأدت الاتهامات المتبادلة والصراعات على السلطة إلى الكشف عن أن مكتب الإخوان في تركيا - بقيادة حسين - يتلقى حوالي 1.7 مليون دولار شهريًا من الحكومة التركية، وهو دعم يعود إلى عام 2013، على الرغم من الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تواجه الليرة التركية والتي ساهمت في غضب الأتراك على سياسات أردوغان، وينخرط منير الآن في محاولة للحصول على هذه الأموال.

ووصف منير في مقطع فيديو عزله بأنه "غير قانوني ومخالف للائحة"، وذكر أنه لم يتفاجأ بهذه الخطوة، لكنه قال إن الأعضاء الموقوفين ليسوا مخولين بالتصرف ضده، وقال منير "كل من ساهم في هذه الإجراءات طرد نفسه من الإخوان"، وذكر مصدر لم يذكر اسمه لشبكة سكاي نيوز عربية، أن منير عزز مؤخرا حراسته الشخصية بعد أن تلقى تهديدات باغتياله. وبحسب المصدر ذاته، يستعد حسين لإعلان نفسه مرشدًا بالوكالة، فيما تحاول مجموعة محسوبة عليه التخلص من منير.

وعلق الخبير عمرو فاروق لشبكة سكاي نيوز عربية قائلاً إن ثقافة الاغتيال والعمل المسلح ليست جديدة على تصرفات الإخوان أو سجلهم الدموي، ولكنها عادة من ضمن عاداتهم الإجرامية الراسخة، واستهدف التنظيم كل من يخالف أو يعارض توجهاته منذ تأسيسه على يد حسن البنا، وأضاف فاروق إن منير يحاول فضح المخالفات المالية والإدارية التي ارتكبها محمودج حسين وحلفاؤه لتصفية الحساب معهم، وشهدت الجماعة عددًا من الانقسامات في السنوات الأخيرة، حيث تبادل الأعضاء الاتهامات ببيع أعضاء جماعة الإخوان المسجونين في مصر واختلاس أموال التبرعات وتعهد بعض أعضاء الإخوان المسجونين بالتصالح مع الحكومة المصرية، كما تكرر نداء للمصالحة الشهر الماضي مطالبين بالإفراج عنهم مقابل التخلي عن أي نشاط سياسي، واعترف المتحدث باسم إبراهيم منير، أسامة سليمان، بأن الإخوان في أزمة وأن القرار الوحيد يشمل تراجع الفصيل المقيم في تركيا والامتثال للتحقيق ونتائجه، وقال سليمان: "إذا أصرت مجموعة محمود حسين على موقفها، فإنهم أبعدوا أنفسهم عن الجماعة، ولا شك في أن الأزمة أثرت سلبًا على قوة هيكل الجماعة بشكل مؤقت".

وتنص لائحة الإخوان، التي تم تعديلها في عام 1994، على أن مجلس الشورى يمكن أن يعزل المرشد العام إذا أصبح غير قادر على أداء مهامه وتتطلب إجراءات العزل موافقة ثلثي أعضاء مجلس إدارة جماعة الإخوان، ولكن منير حل المجلس في يوليو، وادعى أن الفصيل التركي ليس لديه سلطة لعزله.

وقال الكاتب السياسي المرتبط بجماعة الإخوان عصام عبد الشافي للجزيرة مباشر: "هذه الأزمة لن تمر بسلام على الجماعة مثل الأزمات السابقة لأنها بين جبهتين تمتلك كل منهما العديد من وسائل القوة"، وفشلت الجهود الأخيرة لحل النزاع حيث رفض فصيل الإخوان في تركيا التنازل عن السيطرة على الشركات ووسائل الإعلام لإدارة منير وتشمل هذه المحطات شبكة "وطن" التليفزيونية التابعة للتنظيم وموقع الإخوان الرسمي، إخوان أون لاين، الذي يديره فهمي، ويرى المراقبون السياسيون المصريون أن الأزمة الحالية هي الأعمق في تاريخ جماعة الإخوان البالغ 93 عامًا.

علاوة على ذلك، يمثل هذا الخلاف مخالفة لأحد المبادئ الرئيسية للجماعة وهو السمع والطاعة، هذا هو المبدأ الذي يقسم جميع الأعضاء الجدد في المجموعة على طاعته دون سؤال ولكن الخلاف الأخير أزال هذا العقيدة ومعه الكثير مما تبقى من مصداقية قادة الإخوان في أعين أعضاء التنظيم، وفقًا لهاني غرابة، الكاتب والمحلل السياسي المتخصص في مكافحة الإرهاب.