الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بوادر أزمة جديدة بين تونس وليبيا.. والدبيبة يصعد ويرفض المخاوف التونسية

الرئيس نيوز



أشعلت التقارير الصحفية التونسية حول التخوف من تسلل إرهابيين من ليبيا إلى تونس تداعيات الأزمة السياسية التونسية وعلاقتها مع ليبيا المجاورة منذ أمس الأول الجمعة خاصة مع رفض رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة المخاوف التونسية من تسلل إرهابيين من ليبيا إلى الداخل التونسي عبر الحدود الشرقية والجنوبية.

وقالت صحيفة واشنطن إكزامينر إن المسؤولين التونسيين لم يعبّروا عن هذه المخاوف في العلن على الإطلاق، لكنها كانت موضع تكهنات واسعة النطاق في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي التونسية منذ أن اتهم الرئيس قيس سعيد قوى الإسلام السياسي باستهدافه باغتياله.

وقال الدبيبة في كلمة متلفزة: "هناك دول مجاورة تتهمنا بالإرهاب" في حين أن تهديد الإرهاب على الأراضي الليبية ينبع من تدفق الإرهابيين من "دول الجوار"، مؤكدا بقوله: "لقد حاربت ليبيا الإرهاب في سرت وفي كل مكان. الليبيون شعب حر ولا نقبل اتهامنا بالإرهاب".

وأشار إلى أنه أرسل "وفدا رفيع المستوى" مطلع الأسبوع الجاري إلى تونس للتوصل إلى تفاهم مع السلطات التونسية حول الموضوع وتبديد هذه الاتهامات التي وصفها بـ"الغريبة". وبحث الوفد الليبي برئاسة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ووزير الداخلية خالد مازن مع نظرائهما التونسيين آفاق إعادة فتح الحدود بين ليبيا وتونس.

وقد أغلقت السلطات الليبية الحدود التونسية الليبية منذ أسابيع قليلة بسبب اعتبارات صحية تتعلق بجائحة كوفيد-19 وقررت الحكومة الليبية الأسبوع الماضي أن الوقت قد حان لإعادة فتح الحدود لكن التونسيين أخضعوا إعادة فتح الحدود لرأي اللجنة العلمية لمكافحة الوباء. لكن كانت هناك تكهنات بأن لدى السلطات التونسية مخاوف أمنية أيضًا عندما اعترضت على إعادة فتح الحدود. ونفى وزير الخارجية عثمان الجرندي الجمعة قلق تونس من تسلل متطرفين من ليبيا إلى حدودها.

كانت نبرة الدبيبة تجاه تونس تصعيدية بشكل غير عادي. وقال: "إذا أرادت تونس أن تبني علاقات حقيقية وصادقة معنا، فعليها أن تحترم دول الجوار". لكنه شدد على أن ليبيا ما زالت تدعم تونس وحكومتها الصديقة. وقال "نريد بناء علاقات جيدة مع كل دول الجوار لكننا لا نقبل أن يستهزئ بنا".
وبحسب التقارير الإخبارية الأخيرة، قررت السلطات التونسية أيضًا منع عدد من شخصيات الإخوان المسلمين الليبيين من دخول أراضيها، في خطوة فسرها محللون على أنها تعكس مخاوف تونس من عبور المتطرفين لحدودها مع ليبيا لارتكاب أعمال إرهابية في تونس. وأكدت وسائل إعلام تونسية أن السلطات أصدرت قائمة بأسماء شخصيات قيادية في جماعة الإخوان الليبية ممنوعون من دخول تونس. ويقال إن القائمة تضم رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري والمفتي السابق صادق الغرياني.

ويتكهن محللون بأن الرئيس سعيد ربما يحاول منع التنسيق بين الإسلاميين التونسيين والليبيين خاصة المعروفين بعلاقاتهم الوثيقة براشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة.

وقال المحلل السياسي التونسي منذر ثابت لصحيفة The Weekly: "من المؤكد أن الرئيس سعيد يسعى إلى منع تبادل المعلومات والدعم المتبادل بين جماعات (الإسلام السياسي في البلدين، ويريد إحباط كل محاولات تشكيل جبهة تونسية مع طرابلس تحت رعاية تنظيم الإخوان. وأضاف: "يبدو أننا نتجه نحو مواجهة بين النهضة وسعيد".