الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في تسجيلات صوتية نادرة.. فاطمة رشدى تروي تفاصيل هروبها من منزل أسرتها.. قصة الضابط الذي ألقى القبض عليها في الإسكندرية

الرئيس نيوز

لماذا تخلص منها نجيب الريحاني وأرسلها للسيرك في بورسعيد !.. جنيه وشيكولاته أول أجر لها في فرق المسرح

كشفت الحلقة الأولى من سلسلة حلقات "أسرار حياة سارة برنار الشرق.. فاطمة رشدي والتي ترويها بصوتها"، من خلال مقطع صوتي تكشف خلاله عن سر تسجيل مذكراتها، بعد تكريمها من الدولة بوسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى.

في الحقلة الثانية تروي فاطمة رشدي من مذكراتها أنها بدأت فور انتهاء لحظة تكريمها بتذكر أول مجئ للقاهرة وأول عمل لها بمسرح نجيب الريحاني وتفاصيل لقائه الأول معها، وتفاصيل هروبها من منزل عائلتها من أجل الفن.


البداية .. هروبها من منزل أسرتها وزيارتها لمسرح أمين عطا الله

تروي فاطمة رشدي في مذكراتها التي سجلتها بصوتها وحصل موقع "الرئيس نيوز" على نسخة منها، أن التمثيل في مصر خلال حقبة العشرينات من القرن الماضي كان ينحسر بين اليهود والأجانب فقط، باستثناءات محدودة جدا تكاد تكون منعدمة، وهو أول تحدي للفتاة المصرية ذات الـ 12 عاما.
 تقول فاطمة رشدي في مذكراتها : "مسارح عماد الدين كانت مليئة بنساء أوروبيات جميلات يفرضن وجودهم على دنيا المسرح والطرب، والأغلبية من الأجانب كان لديهم سيطرة على الفنون في مصر خلال تلك المرحلة، والمجموعة الأوروبية تغني (عربي مكسر) ويرقصن على الأغاني المصرية التراثية".

 يمكننا اعتبار سيطرة الأجانب هو أول تحدي حقيقي لفاطمة رشدي لاثبات موهبتها، بعد أن كان أمامها تحدي آخر وهو ترك منزل أسرتها بالإسكندرية، والذي تسبب في القاء القبض عليها من قبل ضابط شرطة، وجدها وهي طفلة في وقت متأخر بشوارع الإسكندرية، تسأل عن مواصلات إلى القاهرة، فأوقفها وسألها عن أسرتها وهددها بقص شعرها وأمرها بالعودة لمنزل أسرتها، وروت في مذكراتها أن الضابط قال لها نصا : "يجب أن تعودي إلى منزل أسرتك .. سنك يجبرك على الطاعة حتى تبلغي سن الرشد .. وإذا رفضتي العودة سأعيدك بالقوة وأقص شعرك".

عادت فاطمة إلى منزل أسرتها برغبتها، خاصة أن هذه الأسرة كانت تحترم الفن بشقيه الغناء والتمثيل، وكانت شقيقتيها "سعاد وإنصاف" أعضاء في فرقة أمين  عطا الله، وطلبت فاطمة أن تذهب لزيارتهما في المسرح، ورآها المبدع المسرحي أمين عطا الله ورشحها لدور صغير جدا، تمكنت من خلاله من فرض نفسها ونجحت في كسب ود الجمهور لتبدأ مسيرتها من هنا.

وتروي فاطمة رشدي في مذكراتها تفاصيل هذه المرحلة، وتقول : "نزلت إلى القاهرة بصحبة شقيقاتي، وذهبنا إلى المسرح، وقال مخرج الفرقة : (دول بنتين ومعاهم طفلة اسمها فاطمة رشدي .. عايزين نشغلهم)"، وتضيف قائلة :غنيت أمامه أغنية طلعت يا محلا نورها، وفوجئ الأستاذ بأدائي وقال لي (انتي بتغني أغنية فتحية أحمد)، ثم قال للمخزنجي أن يفصل لي جلباب فلاحي مع المجموعة وأمر أن أرتدي كعب عالي، وكنت المصرية الوحيدة ضمن 20 إمرأة من جميلات أوروبا"، وتصف الفرقة قائلة : (الفرقة كانت تجمع كافة الجنسيات وكأنها عصبة الأمم).

وتستكمل فاطمة حديثها قائلة : "جاء مدير الفرقة وهو أجنبي ويدعى مستر ديفيد، وقال لي اذا احسنتي الغناء سأهديكي شيكولاته ولا تحبي تاخدي جنيه، ورددت عليه بأنني أريد الشيكولاته"، وتضيف : "حسب تقاليد المسرح رفعت الستار ودخلنا فى طابور وغنينا طلعت يا محلا نورها وكنت فى المقدمة لأني أصغر واحدة وهي لحن الشيخ سيد درويش، ووفوجئت أثناء الغناء بمستر ديفيد بيشاورلي بالجنيه والشيكولاته فى ايده التانية، وصفق الجمهور والقى الورود والشيكولاته على خشبة المسرح، وأثناء جمع العمال للشيكولاته والورود قلت لهم (خدوا الفلوس وسيبوا الشكولاته)".

كيف سعى نجيب الريحاني للتخلص منها !

تكمل فاطمة رشدي حديثها حول أول لقاء مع الفنان الكبير نجيب الريحاني وتقول :"شافني نجيب الريحاني وبعد العرض باسني وقولتله دقنك بتشوكني، فضحك وقالي تعالي يا فاطمة أعرفك بإنسان عظيم أوي هو الأستاذ محمد تيمور شقيق كبير الياويران في القصر الملكي"، وفي نفس الليلة ذهبت ملكة المسارح إلى قهوة راديو بصحبة محمد تيمور والتقت هناك بأهم مخرج مسرحي وهو عزيز عيد، لتبدأ مسيرتها في احتراف الفن بشكل حقيقي.

مع عزيز عيد بدأت مسيرة فاطمة رشدي الفنية فعليا، وبدأت تسير بخطى ثابته وسط الفنانات الأجانب اللاتي سيطرن على المسارح في هذه الحقبة الزمنية، وتروي عن هذه المرحلة قائلة : "بادلت الحب فى قلوب الفنانات الأجانب وأردت تعلم رقص الباليه وأنا طفلة بريئة، ولكن نجاحي وبداية تعلق الجمهور بي أزعج نجيب الريحاني الذي أراد التخلص منا بعد نجاحنا وأرسلنا إلى بورسعيد نعمل في سيرك أنا وأختي وعندما وصلنا قلت (سيرك يادي النايبه)، أردكنا أن الريحاني أراد ابعادنا عن القاهرة عندما وصلنا بورسعيد، اتبهدلنا واتهزئنا ورجعنا تاني بسرعة إلى القاهرة، والتقيت محمد بك تيمور في قهوة راديو وقصصت عليه ما جرى في بورسعيد، وجمعني تيمور بك في جلية مع الأستاذ محمود رمزي نظير الذي قال لي سأضمك إلى فرقة ثالثة بتمثل باللغة العربية الفصحى".

لم تكن تعرف فاطمة رشدي حينها سوى الغناء فقط، ولم تعرف اللغة العربية الفصحى، فانزعجت جدا وخشيت من الفشل، إلا أنهم طمأنوها وقالوا لها :"دورك هيكون صعير كبداية متخافيش، هتتعلمي وهتاخدي 50 قرش كل ليلة"، وتضيف :"قبلت العرض وذهبت معه وقابلت الأستاذ عبدالوارث عثر وقال لي عمرك 12 سنة ومعنديش أدوار غير خدامة صامته فهل تقبلي تقديمه، وبالفعل وافقت".

وتكشف فاطمة قائلة :"الدور صامت واثناء الانتظار عجبني الفكرة، كان عمرى حينها 12 سنة عندما التقيت فى هذه الفرقة الجادة التي تمثل تمثيل أدبي شخصية ظريفة، وهو فتى عمره ازيد من عمري بقليل، وهو ألدغ في حرف السين وينطقها ثاء، مثلي تماما، وقال لي هذا الفتى اديني بوسة، واندهشت منه وقلت له اذا كنت بتحبني اطلبلي كاكاو، وحاولت تنبيهه ان الكاكاو بقرش صاغ حتى يعرف المغامرة التي يقدم عليها، وطلب الكاكاو وتلذذت به ومديتهوش القبلة، وهربت من الفرقة وعدت مجددا إلى محمد تيمور وعزيز عيد وقولت لهم (طردوني لأنى رفضت قبلة).

محمد تيمور يتبنى فاطمة رشدي ويقرر تعليمها العربية والإنجليزية

من هنا قرر محمد تيمور تبني فاطمة رشدي فنيا واجتماعيا، حيث قرر أن يتولى مسئولية تعليم وتأهيل الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 12 عاما، نظرا لإيمانه بها وبإصرارها على الجاح، وتكشف فاطمة رشدي أن تيمور قال لعزيز عيد :"سأعطيك أموالا تعطيها لوالدة فاطمة عيد، وتأتي لها بمدرسين يعلموها اللغة العربية والإنجليزية ومدرس من الأزهر يعلمها القرأن، وسافر محمد تيمور إلى إيطاليا مغادرا مصر لتكوين فرقة هناك".

خلال هذه الفترة انشغلت فاطمة بدروسها وتعليمها ومضت فترة تتجاوز العام، ثم بدأت تشكيل أول فرقة صغيرة لها باحدى الكازينوهات على كورنيش روض الفرج، ولم يكن سنها يتجاوز 13 عاما، وتؤكد فاطمة رشدي بجرأتها وصراحتها أن اختيارها لهذه الفرقة لم يكن لكفائتها ولكن لجمالها الأخاذ وخفة دمها وجاذبيتها، واستمرت في العمل مع الفرقة لفترة طويلة وتمكنت من جذب الجمهور للكازينو وحققت نجاح منقطع النظير.

الحلقة القادمة:

أسرار تعرضها لمحاولتين تحرش في يوم واحد بعمر الـ 13 عاما

انتحار شاب بسبب رفض فاطمة رشدي الزواج منه