الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

صحيفة إسرائيلية: مصر تستعيد دورها الريادي في المنطقة

الرئيس نيوز

بعد الربيع العربي عام 2011، انشغلت مصر بشؤونها الداخلية عن معظم قضايا الشرق الأوسط، وذكر تحليل لصحيفة جيروزاليم بوست أن أي شخص اعتاد على دور مصر الريادي في العالم العربي، ليس فقط في عهد جمال عبد الناصر، اضطر لقبول حقيقة أن مصر أصبحت أكثر انشغالاً بالشأن الداخلي، بينما برزت قوى إقليمية أخرى كتركيا وبعض دول الخليج الغنية المنتجة للنفط لتتولى أدوارًا إقليمية رائدة. 

ورصدت الصحيفة عودة مصر إلى الصدارة، وقالت: "من الصعب تحديد متى بدأ هذا التحول، لكن نقطة تحول محتملة كانت في فبراير 2019 بالتزامن مع إنشاء منتدى الغاز الإقليمي في القاهرة الذي يضم مصر وإسرائيل واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن والسلطة الفلسطينية".

وبحسب الصحيفة، أتاحت العملية العسكرية الإسرائيلية في مايو 2021 في غزة لمصر فرصة أخرى لتعزيز مكانتها في المنطقة من خلال التوسط مع حماس. 

لعبت مصر دائمًا دورًا رئيسيًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس مما أتاح لإسرائيل مهلة عندما أرادت، على سبيل المثال، خلال عملية الجرف الصامد عام 2014، وكبح جماحها عندما سعت إلى إنهاء سريع للقتال، وفي كلتا الحالتين، كان لمصر دور فعال في تحقيق وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية.

وأقرت الصحيفة بأن اهتمام مصر بغزة أمر مفهوم. أولاً لوقوع القطاع بالقرب من الحدود المصرية وثانيًا لأن قطاع غزة برميل بارود محتمل يهدد استقرار المنطقة بشكل عام ومصر تحديدًا. وثالثًا، تتمتع مصر بمكانة إقليمية لا تنافس في ملف القضية الفلسطينية في إحدى القضايا الرئيسية في الشرق الأوسط.

وبنفس الأهمية، منحت الوساطة القاهرة بعدًا جديدًا لعلاقتها بواشنطن، فهناك مكالمتان هاتفيتان أجراهما بايدن مع الرئيس السيسي أثناء القتال في غزة كما قام وزير الخارجية أنطوني بلينكن بزيارات إلى القاهرة والقدس ورام الله وعمان. 

واصلت مصر قيادة الوساطة مع زيارة وزير الخارجية سامح شكري لعمان ورام الله، في حين أن رئيس المخابرات العسكرية، عباس كامل، يحاول جاهداً إخفاء الخلافات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس.

كما أدت عملية غزة إلى دفء العلاقات المصرية الإسرائيلية. لم يقتصر الأمر على تعزيز العلاقات الأمنية الثنائية، بل رفعت العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى جديد بزيارة وزير الخارجية السابق جابي أشكنازي، وهي الأولى لوزير خارجية إسرائيلي منذ 13 عامًا.

كما أدت عملية غزة إلى دفء مفاجئ في العلاقات بين مصر وقطر. في يناير الماضي، رفعت مصر، إلى جانب الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين مقاطعتها التي استمرت 3 سنوات ونصف لقطر وجددت العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة وأتاحت الأزمة في غزة فرصة لإرسال وزير خارجية قطر إلى مصر لمناقشة دور بلاده المستقبلي في غزة، وليس قبل أن يتعهد بسياسات مختلفة عن نهج الدوحة القديم. 

وتلقى السيسي دعوة من أمير قطر لزيارة بلاده. وهكذا أتاحت العملية في غزة والوساطة المصرية لمصر فرصة لتجديد دورها الفاعل على الساحة الخليجية. 

وبينما احتلت غزة معظم عناوين الأخبار، أصبحت السياسة الخارجية المصرية أيضًا أكثر وضوحًا في المجالات الأخرى على سبيل المثال لا الحصر في ملف ليبيا. 

واستضافت القاهرة رئيس الوزراء الجديد عبد الحميد الدبيبة. وبحسب الصحيفة، فمن الآن وصاعدًا لن تشكل القوات الليبية المدعومة من تركيا وقطر تهديدًا على الحدود الغربية لمصر. 

ويشير الانفتاح الأخير بين تركيا ومصر أيضًا إلى اتفاقيات وتفاهمات حول العديد من القضايا الخلافية التي أدت إلى توتر علاقتهما: ليبيا والموقف من تنظيم الإخوان.

وقالت الصحيفة إن نشاط مصر المتنامي في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر مثير للاهتمام. ودفع بناء إثيوبيا لسد النهضة مصر إلى دفء علاقاتها مع أوغندا والسودان وجنوب السودان والصومال وتنزانيا ومؤخراً حتى مع جيبوتي. 

وزار الرئيس السيسي جيبوتي في 27 مايو. ووقعت مصر أيضًا اتفاقيات دفاعية مع دول نهر النيل: أوغندا وكينيا وبوروندي والسودان. وفي نوفمبر 2020 انضمت إلى مجلس البحر الأحمر ممثلاً جيبوتي وإريتريا والأردن والمملكة العربية السعودية والصومال والسودان واليمن. 

وتم تصميم كل هذه التحركات ليس فقط لتحدي طموحات إثيوبيا الإقليمية، ولكن أيضًا لإظهار مكانة مصر في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وتساءلت الصحيفة: "هل يشير النشاط المصري إلى تغيير جذري؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك. يجب ألا ننسى أن القيادة الإقليمية تكتسب بالسياسة والاقتصاد والقدرة العسكرية والإمكانيات الديموغرافية".