< بموافقة واشنطن.. موسكو تتوسط في المفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل
الرئيس نيوز
رئيس التحرير
شيماء جلال

بموافقة واشنطن.. موسكو تتوسط في المفاوضات الجارية بين سوريا وإسرائيل

الرئيس نيوز

أفادت مصادر سياسية في تل أبيب أن روسيا بدأت وساطة سرية بين سوريا وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني، وذلك بمباركة أمريكية واضحة. 

 

وأوضحت صحيفة الشرق الأوسط الإنجليزية الصادرة في لندن أن هذه الوساطة تجري في أجواء معقدة، حيث تسعى موسكو إلى تثبيت موقعها كقوة ضامنة في المنطقة، فيما ترى واشنطن أن إشراك روسيا قد يخفف عنها عبء إدارة الملف السوري، دون أن يمنح أنقرة اليد العليا في التوازنات الإقليمية.  

 

تفاصيل الوساطة
 

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" أن أذربيجان تستضيف اجتماعات بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في باكو، بإشراف روسي مباشر.

 وأكد مصدر أمني أن موسكو ودمشق تعملان على تعزيز علاقاتهما، حيث أرسلت روسيا في نوفمبر الماضي قوات ومعدات إلى منطقة اللاذقية الساحلية.  

وقام وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بزيارة موسكو هذا الأسبوع، حيث التقى الرئيس فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرجي لافروف يوم الأربعاء. الشيباني شدد على أن الهدف هو رفع العلاقات السورية–الروسية إلى مستوى استراتيجي.  

 

الموقف الإسرائيلي


بحسب صحيفة الشرق الأوسط الإنجليزية، فإن إسرائيل تفضل أن تكون روسيا هي الطرف الذي يرسخ نفوذه في سوريا بدلًا من تركيا، إذ تخشى تل أبيب من اتساع النفوذ التركي في الملف السوري.

 وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى أربع مكالمات هاتفية مطولة مع بوتين منذ مايو، تناولت قضايا متعددة بينها سوريا.  

 

الموقف الروسي


كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في أكتوبر الماضي، وأكد خلال اللقاء رفض موسكو القاطع لأي تدخل إسرائيلي أو محاولات لتقسيم سوريا. كما شدد على التزام روسيا بدعم إعادة إعمار سوريا واستعادة الاستقرار.  

 

وأشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الى أن روسيا تحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من تركيا وإسرائيل، وتعمل على ضمان عدم تدهورها، وذلك بالتنسيق مع دمشق.  

 

الموقف الأمريكي


الولايات المتحدة، وفق الشرق الأوسط الإنجليزية، تحاول هي الأخرى التوصل إلى تفاهمات أمنية بين سوريا وإسرائيل، لكنها لم تعارض مساهمة روسيا الإيجابية في هذا المسار. هذا يعكس رغبة واشنطن في تقاسم الأدوار مع موسكو، مع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.  

 

دلالات التحرك


- إعادة توزيع النفوذ: الوساطة الروسية بموافقة أمريكية تعكس تقاسم الأدوار بين القوتين في الشرق الأوسط.  
 

- أمن الحدود: أي اتفاق محتمل سيركز على ضبط الحدود في الجولان ومنع الاحتكاكات العسكرية.  
 

- التوازنات الإقليمية: الخطوة قد تقلص نفوذ إيران وتفتح الباب أمام تفاهمات أوسع تشمل لبنان وفلسطين.  


وتمثل الوساطة الروسية بين سوريا وإسرائيل بموافقة واشنطن مؤشرا على مرحلة جديدة من إعادة توزيع النفوذ في الشرق الأوسط. إذ يرجح المراقبون أن موسكو تسعى لتكريس نفسها كوسيط لا غنى عنه، فيما تحاول واشنطن إدارة التوازنات دون الانخراط المباشر. 

وبينما تترقب المنطقة نتائج هذه الوساطة، يراقب العالم مقدرة روسيا على تثبيت اتفاق أمني طويل الأمد بين دمشق وتل أبيب وسط تناقضات وتوازنات إقليمية بالغة التعقيد.