السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

رغم المساعدات المتواضعة.. لماذا يتجاهل بايدن القضية الفلسطينية؟

الرئيس نيوز

حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يعد أعلى جائزة يمكن أن تحصدها الدبلوماسية الأمريكية، وهذا سر مساعي الإدارات الأمريكية المتعاقبة لتقديم أو اقتراح الحلول للصراع العربي الإسرائيلي المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط، على الرغم من الصعاب الطويلة والخطيرة، ومع ذلك فإن جو بايدن لا يبدي الكثير من الاهتمام لهذا الملف وفقًا لصحيفة "بوليتيكو الأمريكية".

على عكس باراك أوباما ودونالد ترامب، لم يعين بايدن مبعوثًا خاصًا للتركيز على الملف الإسرائيلي الفلسطيني، وعلى عكس بيل كلينتون، ليس لدى بايدن أي خطط لأي نوع من مؤتمرات السلام، أو حتى عملية سلام في أي وقت قريب.

قد يكون أقرب أسلاف بايدن هو جورج دبليو بوش، الذي قاوم في البداية التعامل مع هذه القضية، لكنه وجد في النهاية أنه لا يستطيع تجاهلها، بحسب الصحيفة.

وبصرف النظر عن اتخاذ بضع خطوات صغيرة لإعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية، وبعيدًا عن الميل المؤيد بشدة لإسرائيل الذي اتخذته إدارة ترامب، بما في ذلك استعادة بعض المساعدات المتواضعة للفلسطينيين، يشير بايدن وفريقه إلى أن الصراع ببساطة ليس أولوية.

بالنظر إلى أن الإسرائيليين يقومون بفرز نتائج الانتخابات الفوضوية، فإن الفلسطينيين لديهم انتخابات قادمة، وبايدن يتعامل مع تحديات مثل العلاقة المتوترة بشكل متزايد مع الصين، يمكن للمسؤولين والمحللين الذين يشاهدون الصراع أن يتفهموا تردد إدارة بايدن في الخوض فيه الآن.

ومع ذلك، يحذر البعض من أن عدم إعطاء الأولوية لملف الصراع  أو التحرك ببطء شديد، يمكن أن يجعل حل الدولتين بعيد المنال، خاصة إذا واصلت إسرائيل توسيع مستوطناتها في الأراضي التي يطالب بها الفلسطينيون.

وقال خالد الجندي، مدير برنامج فلسطين والشؤون الفلسطينية الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط: "إدارة بايدن لا تهيئ نفسها لتكون قابلة لفكرة دولة فلسطينية، ولا يسعون لتحقيق ذلك بأي درجة من الأولوية أو الإلحاح".

وقال كبار مساعدي بايدن إنهم لا يستطيعون السعي إلى اتفاق سلام عندما لا يبدو الفلسطينيين ولا الإسرائيليين مستعدين لمحادثات جادة.

وأكد وزير الخارجية، أنتوني بلينكين، خلال جلسة استماع في يناير أن "الطريقة الوحيدة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ومنح الفلسطينيين دولة يحق لهم الحصول عليها هي من خلال ما يسمى بحل الدولتين". 

لكنه أضاف: "أعتقد أنه من الناحية الواقعية أنه من الصعب رؤية آفاق قريبة المدى للمضي قدمًا في هذا الاتجاه".

تضاريس جعلها ترامب أكثر صعوبة

بعد أن خدم لعقود في مجلس الشيوخ، ثم كنائب لرئيس أوباما، أصبح بايدن أكثر دراية بالصراع العربي الإسرائيلي من معظم أسلافه المعاصرين.

كما أن لبايدن علاقات مع شخصيات رئيسية في الصراع، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد نجت تلك العلاقة من توترات خطيرة، بما في ذلك محاولات نتنياهو لتقويض سياسة أوباما تجاه إيران، ودعمه للمستوطنات الإسرائيلية، وتملقه العلني لترامب.

واستغرق بايدن وقته قبل التحدث إلى نتنياهو بمجرد أن أصبح رئيسًا، وذات مرة قال بايدن إنه أخبر نتنياهو مستخدمًا لقبه "بيبي، أنا لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكني أحبك".

ومع ذلك، بفضل مكائد نتنياهو وترامب، تواجه إدارة بايدن بالفعل بعض الصعوبة في إيجاد موطئ قدم لها في ملف السلام الحساس دائمًا. وفي الأسبوع الماضي، على سبيل المثال، كافح مسؤولو وزارة الخارجية للإجابة على أسئلة حول ما إذا كانت أمريكا لا تزال تعتقد أن الضفة الغربية تحتلها إسرائيل. جاءت الأسئلة بعد إصدار تقرير حقوق الإنسان السنوي للوزارة. 

وفي عهد ترامب، تم حذف أي إشارات للاحتلال؛ وأعاد مساعدو بايدن الإشارة إلى الضفة على أنها محتلة. 

وبعد الضغط المتكرر من قبل الصحفيين، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس موقف الإدارة حول الضفة الغربية وما إذا كانت تعتبرها محتلة. 

ووسط هذا الشجار، تأتي محاولة لإيجاد طرق لإعادة إنشاء علاقة أمريكية - فلسطينية بشكل كامل كانت مقطوعة إلى حد كبير في عهد ترامب.

وقررت القيادة الفلسطينية الرسمية التوقف عن التحدث إلى فريق ترامب بعد ديسمبر 2017، عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وكان الإجراءان من بين التحولات الكبرى والأكثر خطورة. 

ومع ذلك، أرسل بايدن ومساعدوه إشارات متضاربة حول اهتمامهم بإعادة الاتصال بالفلسطينيين.