الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

بعد تهديدات داعش.. الكويت تعلن حالة تأهب أمنية مشددة في أرجاء البلاد

الرئيس نيوز

فرضت الحكومة الكويتية حالة تأهب أمني مشددة، اعتبارًا من الخميس الماضي، وذلك في أعقاب مؤشرات على ما وصفته وسائل الإعلام المحلية والخليجية بـ"مؤامرة" يقودها تنظيم داعش الإرهابي في عطلة نهاية العام.

وعبر تويتر، أوضحت تغريدات وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي إن الوزارة "نشرت دوريات راجلة من وحدات القوات الخاصة المجهزة تجهيزاً كاملاً داخل المجمعات السكنية ومراكز التسوق" في "خطوة تهدف إلى فرض الانضباط والالتزام بالقانون"، لكن لم يذكر البيان السبب الفوري للاستنفار الأمني، لكن الإجراءات الراهنة تتزامن مع إفشاء وسائل إعلام محلية لما قيل إنه مؤامرة من تنظيم داعش لاستغلال مراهقين كويتيين في تنفيذ هجمات دموية في البلاد.

خطة الكويت الأمنية

جاء الكشف عن الخطة خلال فترة صعبة للغاية في الكويت، ناتجة عن تداعيات وباء كوونا الذي أثر على مجرى الحياة الطبيعي في البلاد، لا سيما الحركة التجارية وحركة البضائع والأشخاص داخل وخارج البلاد، ومع ذلك، فإن الصعوبة الرئيسية التي تواجهها البلاد حاليًا هي الأزمة المالية المتفاقمة الناتجة عن الانخفاض الكبير في أسعار النفط، نظرًا لأن خزينة الدولة تعتمد بنسبة 100٪ تقريبًا على عائدات النفط. وقد وصلت هذه الأزمة إلى حد تناقش الحكومة إمكانية عدم قدرتها على دفع رواتب موظفي الدولة في حال رفض مجلس النواب الإذن لها باللجوء إلى الاقتراض لسد العجز.

وكشفت التحقيقات الرسمية المتعلقة بقضية الأحداث الموقوفين في قضية داعش الجديدة عن تفاصيل مروعة، ولعل أكثرها إثارة للخوف هو قيام عناصر داعش بتكليف هؤلاء الأحداث باستهداف أماكن العبادة والمجمعات التجارية ليلة رأس السنة، مع مصادرة أسلحة نارية في حوزتهم.
في حال تأكيد الخطة فلن تكون المرة الأولى التي يستهدف فيها تنظيم داعش الكويت. 

وكان التنظيم الإرهابي قد نفذ في صيف 2015 عملية انتحارية استهدفت مسجدًا شيعيًا في منطقة الصوابر بالعاصمة، ما أدى إلى مقتل العشرات من الضحايا.

هجوم مرتقب من داعش

تركيز داعش الاستثنائي على الساحة الكويتية يدعو قادة الرأي والسياسيين إلى التفكير في الفرضية القائلة بأن هذا التنظيم الإرهابي ربما شعر بوجود أساس للتشدد الديني في البلاد يسمح له بالتسلل إليه وجعله مدخلاً لزعزعة الاستقرار، منطقة خليجية مستقرة وآمنة، حيث تتجمع 
قوات الأمن الكويتية خارج مسجد شيعي استهدفه تفجير انتحاري في 26 يونيو 2015 في مدينة الكويت.

ونقلت صحيفة القبس الكويتية على موقعها الالكتروني عن مصادر قولها إن زعيم الأحداث المشتبه بهم المعتقلين هو نجل عضو سابق في مجلس الأمة، على ما يبدو، كان أول من تواصل معه وتسجيله من قبل عناصر داعش.

وأضافت المصادر أن نتائج التحقيقات ومن بينها اعترافات المتهمين تم رفعها إلى وزير الداخلية الشيخ ثامر العلي ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام. وأمر المسؤولان بأشد الإجراءات الأمنية في محيط دور العبادة والمجمعات التجارية والأسواق، من خلال نشر عناصر من القوات الخاصة وضباط سريين، إضافة إلى فرق الأمن الميداني النظامية، مشيرة إلى إلى أن "القوى الأمنية لديها أوامر واضحة وصريحة باتخاذ كافة الاحتياطات والتعامل بشكل سريع وحاسم مع أي مشتبه به، وإبلاغ القيادات الأمنية بكل ما يجري لحظة بلحظة".

واعتقلت أجهزة أمن الدولة الكويتية، الأربعاء، ستة أحداث كويتيين كانوا على اتصال بداعش، فيما كشف التحقيق عن تجنيدهم وتطرفهم من قبل داعش. كما صادر المحققون أسلحة نارية عثر عليها بحوزة بعضهم، وصادروا عدة حواسيب تحتوي على مراسلات ورسائل تنسيقية مع التنظيم الإرهابي.

وقالت المصادر إن أحد الأحداث الموقوفين اعترف بأنه تواصل معه من خلال إحدى الألعاب الإلكترونية الشهيرة. كان هذا الشخص قد انضم عن عمد إلى فريق في اللعبة. بعد أسبوع، اتصل به عبر وسائل التواصل الاجتماعي وطلب منه اعتناق فكر داعش. طلب منه لاحقًا أن يرسم أعلام داعش داخل غرفته ووعد بإرسال نقود له لتجنيد بقية أصدقائه، موضحة أن المتهم تحدث بدوره إلى أحد أصدقائه المقربين، وأخبره بما حدث، وأقنعه في النهاية بالانضمام إليه في اعتناق فكر داعش، لافتة إلى أن ذلك الصديق قام بدوره بتجنيد أربعة من أصدقائه.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على باقي أفراد المجموعة وإحالتهم جميعًا إلى الجهة المختصة، ولاتزال التحقيقات جارية.