السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

حوار| على هامش مشاركته بـ«القاهرة السينمائي».. خافيير ليون: فرصة «الأفلام العربية» كبيرة للحصول على الدعم الأوروبي

الرئيس نيوز



- التركيز على صناعة فيلم ليصل للعالمية قد يتسبب في فشله

- صناعة الفيلم الجيد تعتمد على اختيار قصة فريدة وتقديم رؤية متميزة

- أول فيلم لي استغرق تنفيذه 8 سنوات.. وعلى صناع السنيما الصبر لتقديم محتوى جيد

- كورونا هددت صناعة السنيما عالميا.. وnetfelix توقفت ثلاثة أسابيع بسبب إصابة أحد العاملين

- أتمنى أن لا تتوقف شركات الانتاج بسبب الجائحة لأن الاستمرار حاليا صعب للغاية


تشهد صناعة السينما في الوقت الحالي منعطفًا كبيرًا في تاريخها، ليس فقط بسبب التحديات التي تشكلها جائحة كورونا، بما يؤثر بشكل على الصناعة، ولكن أيضًا هناك ما يمكن اعتباره مفترقًا للطرق، بين صناعة السينما التقليدية، ودخول منصات العرض الإلكترونية على خط المنافسة. 

على هامش مشاركة السفارة الأمريكية بالقاهرة في فاعليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خلال دورته الـ42؛ يحاور "الرئيس نيوز"، خافيير فيونتس ليون، مخرج الأفلام الأمريكي، وأحد شركاء منصة Netflix، الذي تم اختياره مدربًا  لورش العمل الأمريكية لصناع السنيما بالمهرجان.

ليون هو مخرج أفلام ولد في بيرو وتخرج من كلية الطب، ثم انتقل إلى لوس أنجلوس في 1994 لدراسة الإخراج السينمائي، وحصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة (MFA) في معهد كاليفورنيا.

حاز فيلمه Espacios على الجائزة الوطنية للأفلام القصيرة من الحكومة البيروفية في عام 1997، كما كتب "مقطوعة مسرحية السيد كلاودز" في عام 2000 ، والتي اعتبرها مسرح بيرو الوطني من بين أفضل الأفلام خلال العام.

وعن تواجده خلال عدد كبير من ورش العمل لصناع السينما العرب والمصريين.. يقول ليون:

نعمل من خلال ورش العمل على الاستماع إلى المتدربين من صناع السينما ثم نقدم لهم الأفكار حول كيفية تطوير، وتحسين المنتج الفني لديهم.

وقد كانت معظم ورشنا مع مصر والقليل كان من الدول المحيطة.

يسعى صناع السنيما لتقديم فيلم يحظى بالشعبية ويلاقي القبول لدى قاعدة الجماهير مما قد يأتي على حساب الفكرة أو المحتوى.. كيف يمكن مواجهة تلك المشكلة والتغلب عليها؟

هناك أفكار عظيمة وخلاقة ولدينا صناع سنيما موهوبين على مستوى العالم، وبالتالي فالمشكلة ليست في الأفكار أو المواهب ولكن التحدي هو كيفية تنفيذ عمل فني يجمع بين الفكرة الجيدة والأداء الفني العالي، وفي نفس الوقت يلاقي القبول لدى الجمهور.

هذه المشكلة موجودة ليست بأمريكا فقط وإنما بمختلف دول العالم وطبيعي أن تكون موجودة في مصر ، فهي دولة لها تاريخ طويل مع السينما يعد الأطول في المنطقة.

وأستطيع القول بأن صناع السنيما المستقلين أكثر من يواجهوا تلك المشكلة، فهم يعتمدون على أنفسهم في كافة تفصيلة لتنفيذ الفيلم دون الحصول على أي دعم حكومي أو غيره، ولكن في نفس الوقت ساعدت التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ أفلام أكثر قبولا من خلال التطرق لقصص قريبة من الأشخاص، واستخدام كاميرات حديثة متطورة، مما يجعل الفيلم أكثر قربا وقبولا لدى المشاهدين.

هناك الكثير من الأفلام الرائعة ولكنها لم تصل بعد للعالمية.. من وجهة نظرك ما هي الطريقة المثلى لتقديم فيلم يحظى بالعالمية؟

أؤمن بأن كلما اقترب الفيلم من مشاكل المجتمع والإنسان البسيط كلما حظي بالنجاح والقبول.. وكلما كانت القصة أكثر إنسانية كلما حققت انتشارا أوسع لأن العمق الإنساني متشابه إلى حد ما في مختلف العالم.

ولكني في نفس الوقت أرى أن التركيز على تنفيذ فيلم لكي يصل للعالمية، قد ينتهي بالفشل فيجب التركيز على الفيلم ككل بداية من اختيار القصة وصناعة محتوى جيد دون النظر للنتائج، وفي النهاية فإن القصة الجيدة وصناعة فيلم متكامل هي الطريق الوحيد للوصول للعالمية، حتى دون وضع ذلك في الاعتبار منذ البداية.


تعاني  صناعة السينما في الكثير من الدول.. ما أبرز الأسباب وراء ذلك؟

الأمر يعتمد على توافر الامكانيات في المقام الأول فعلى سبيل المثال هوليود لديها امكانيات ضخمة لصناعة مختلف الأفلام سواء الأكشن أو أفلام الأبطال الخارقين أو الأعمال الكوميدية الضخمة التي تصلح جميعها للعرض على الشاشة الكبيرة.

وأهم شئ في إنتاج عمل ضخم هو التمويل الجيد فكلما كان هناك تمويل كبير كلما بات هناك قدرة أكبر على صناعة محتوى جيد، حتى أن بعض الأفلام قد يستغرق تنفيذها سنوات طويلة لأن تنفيذ الفيلم أمر مكلف جدا.
لذلك نجد أحيانا في بعض البلدان يقل المعروض بسبب ضعف التمويل ويقل تنفيذ أعمال شيئا فشيئا ويكون الأمر أكثر صعوبة لدى صناع السنيما المستقلين فيستغرقون وقتا طويلا لتنفيذ فيلم قد يصل لسنوات.

أيضا نجد مع كثرة الأعمال الفنية هناك تحدي كبير هو: ما الذي يمكن أن نقدمه مستقبلا، فعلينا أولا الوصول لفكرة لم يصل إليها أحد غيرنا حتى لا يتشابه الفيلم مع آخر، حيث أن المعيار هو تقديم فيلم متميز ليس له مثيل أو تشابه مع عمل آخر.

خلال جائحة كورونا اتجه صناع السينما لتنظيم ورش العمل "أونلاين".. هل تعتقد أن ذلك يغني عن الورش العادية؟

لا شئ يغني عن لقاء الأشخاص وجها لوجه، ولكننا في الوقت نفسه محظوظون أن التكنولوجيا سمحت لنا بعقد الدورات المرئية وورش العمل بهذا الشكل في ظل ما يشهده العالم من انتشار لجائحة كورونا، ونتمنى أن تحقق الورش المرئية الهدف منها لحين انتهاء الجائحة وعودة الأمور لنصابها.

ورغم  أنني سعيد بعرض أعمالي داخل مهرجان القاهرة إلا أنني حزين لأنني لن أتمكن من مشاهدة ردود الأفعال عليها مباشرة، وتلقي الأسئلة والمناقشات والتفاعل مع الحضور عقب انتهاء العرض، لذلك أتمنى أن أتمكن العام المقبل من حضور المهرجان، لأن التفاعل مع المشاهدين يحقق المزيد من التطوير والتقدم لصانع السنيما، فرؤية انطباعاتهم والاستماع لمناقشتهم هي ما تمنح فرص التطوير، وتقديم أعمال فنية أفضل في كل مرة.

لم تلق جائحة كورونا بظلالها على تنظيم الورش فقط.. لكنها أثرت بشكل كبير على صناعة السينما عمومًا وخاصة السينما الأمريكية

الحقيقة أن تلك الجائحة لها تأثير ضخم على مستوى صناعة السنيما عالميا فكثير من الانتاج توقف، كما أُعيق حضور صناع السنيما لمختلف المهرجانات العالمية، وبات هناك تخوف من شراء الأفلام حاليا خشية ألا تحقق أرباحا، وبالتالي يتعرض صاحبها للخسارة.

أيضا إصابة أي شخص بالكورونا داخل فريق العمل يعرض العمل بأكمله للتوقف فعلى سبيل المثال، تعرضت netfelix  للتوقف لمدة 3 أسابيع بسبب إصابة أحد العاملين بالجائحة، وهو أمر مكلف للغاية أن يتوقف الجميع عن العمل.
وأرى أن تأثير هذه الجائحة رغم ضخامته لا يمكن تحديد حجمه حتى الآن أو تقييمه، ربما يتم ذلك في المستقبل ولكن ليس الآن.

في المقابل نجد رغم ذلك أن الكثير من شركات الإنتاج حققت مشاهدات عالية خلال تلك الفترة، بسبب بقاء الأشخاص لمدد طويلة داخل المنزل يشاهدون التليفزيون، وهذا الجانب كان جيدا لدى صناع السنيما، وفي النهاية أتمنى أن لا تغلق الكثير من الشركات لأن الاستمرار في ظل تلك الظروف هو أمر صعب.

وهل هناك فرصة للأفلام العربية في المنافسة عالميا؟
أعتقد أن القصص التي تتحدث عن المشاكل المجتمعية والتراث الخاص تكون عادة لديها فرصة لإيجاد التعاون معها، خاصة من الجانب الأوروبي بخلاف الكوميدي والخيال العلمي وأفلام الأبطال الخارقين، لكونها أفلام تقترب أكثر من الواقع.

بما تنصح صانع سنيما في بداية طريقه لكي ينفذ فيلم يجد فرصة العرض على netfelix ؟
لابد أن يأخذ وقته في تنفيذ العمل الفني، وهنا أذكر أول فيلم لي استغرق تنفيذه 8 سنوات، فلابد من البحث عن أفضل قصة متميزة لا تتشابه مع غيرها قدر الإمكان، ثم يستغرق الوقت الكافي لتنفيذها وتقديمها في أفضل صورة ثم في النهاية الأمر متروك للفرصة والحظ، لذلك فعليه بالاجتهاد والصبر وتقديم رؤيته الخاصة وفكرته هو.

كيف أعددت نفسك للمشاركة في ورش العمل الخاصة بمهرجان القاهرة السنيمائي؟
بعد سنوات قليلة من العمل أدركت أن هناك شئ مهم في كل مشروع، فعلى سبيل المثال إذا أردت عمل فيلم تدور أحداثه بالإسكندرية فعليك استقلال تاكسي يمر بك على كافة شوارع المدينة ونواحيها؛ لكي تعلم كيف تبدو الإسكندرية وأنا هنا لا أتحدث عن المصريين وإنما عن غيرهم من الجنسيات الأخرى ممن لم يروا الإسكندرية من قبل.

فنجاح أي تجربة يتوقف على مدى الدراية والإدراك بها، ولذلك فأنا قبل أي شئ أمنح كل متدرب 20 دقيقة يتحدث فيها عن نفسه ويعرض مواهبه من خلال قصته، لأن تلك القصة ليست مجرد حكاية لفيلم وإنما هي انعكاس لصانعه والتي ستحدد شراكته المستقبلية المحتملة، لذلك فالأمر صعب.

هل هناك نية لديك لتجديد شراكتك مع netfelix  خاصة بعد تعاونك الأخير معها؟
نعم حاليا أعمل على كتابة قصة جديدة تدور أحداثها قبل بطولة كأس العالم الأخيرة التي عقدت في روسيا بستة أشهر عن أحد اللاعبين المؤهلين للمشاركة في البطولة، والذي يتم اكتشاف نسبة من الكوكايين في دماؤه مما يجعله معرضا للاستبعاد من البطولة، لتدور أحداث الدراما في هذا الشأن.