الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

«حرب الجمبري الأحمر».. القبض على صيادين صقليين يصعد الخلاف بين إيطاليا وليبيا

الرئيس نيوز

أكدت صحيفة Politico الأمريكية أن انعدام القانون في ليبيا يشكل تهديدًا للأمن الأوروبي، لافتة إلى أنه منذ سبتمبر الماضي، تنتظر المواطنة الصقلية معرفة أي أنباء عن والدها "فرحات"، أحد الصيادين الـ18 الصقليين المحتجزين في ليبيا.

كانت الفتاة البالغة من العمر 21 عامًا تتحقق من هاتفها يومًا بعد يوم، على أمل تلقي مكالمة من وزارة الخارجية الإيطالية، قائلة: "لكن هذه المكالمة لا تأتي أبدًا، وكل يوم يمر دون معرفة ما إذا كان سليمًا وبصحة جيدة، وإذا كان يعلم أنني كنت أدافع عن إطلاق سراحه".

وكانت قوارب الدوريات الليبية، أوقفت الصيادين الثمانية عشر، منهم ثمانية مواطنين إيطاليين و10 تونسيين وسنغاليين وإندونيسيين، يعيشون في صقلية، خلال الصيف الماضي.

ووجهت الاتهامات للصقليين بصيد الجمبري الأحمر، وهو صيد ثمين منذ فترة طويلة في هذه المنطقة من البحر الأبيض المتوسط ، في المياه الخاضعة للسيادة الليبية تم الاستيلاء على سفينتيهما ونقلهما إلى مركز احتجاز في ليبيا، وسرعان ما أصبح الصيادون في بؤرة أزمة دبلوماسية تنطوي على مواجهة بشأن لاعبي كرة القدم الليبيين المسجونين في إيطاليا، ونزاعات الحدود البحرية ودور روما في الحرب الأهلية الليبية.
وفي الوقت نفسه، تشعر عائلاتهم أن الحكومة الإيطالية لا تفعل ما يكفي لإعادة أحبائهم إلى الوطن: لعدة أشهر، نظموا هم ومجتمعهم في مازارا احتجاجات في محاولة للضغط على روما.

حرب الجمبري الأحمر
سجل اتحاد عمالي لصيد الأسماك في صقلية، أكثر من 30 حالة تعرض فيها صيادون للهجوم أو الاختطاف في العقدين الماضيين، مما ساهم في التآكل البطيء ولكن المطرد لصناعة الصيد المحلية.

أدت المصالح الإيطالية في ليبيا إلى تعقيد الوضع، حيث ضربت الإطاحة بالقذافي إيطاليا بشدة، مع زعزعة الاستقرار اللاحقة التي أدت إلى زيادة الهجرة غير النظامية إلى شواطئها، مما حد من نفوذها في ما كان ذات يوم مستعمرة إيطالية، وهدد مصالحها الكبيرة في مجال الطاقة في الدولة الغنية بالنفط.

خلال الحرب الأهلية، سعت روما إلى التحوط من رهاناتها، في محاولة لإقامة علاقات مع الأطراف الليبية وهو نهج محفوف بالمخاطر أدى إلى تآكل نفوذ إيطاليا على المشهد الليبي.

 وتحتفظ المخابرات الإيطالية باتصال مع نظيراتها الليبية، ولكن نظرًا لتضاؤل النفوذ الإيطالي في ليبيا، كان من الصعب التفاوض على الإفراج عن الصيادين من خلال القنوات الدبلوماسية.