الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

القضية الفلسطينية.. تحول مفاجىء في موقف «أبو مازن» من اتفاقيات السلام

الرئيس نيوز

رصدت وكالة "فرانس 24" تغيير الرئيس الفلسطيني محمود عباس فجأة مواقفه المتشددة، تجاه اتفاقات السلام الأخيرة في المنطقة، رغم أنه لم يطرأ أي تغيير على مواقف إسرائيل أو الإمارات، لكن عاد عباس إلى مسار اللقاءات المباشرة مع إسرائيل، وقرر إعادة السفراء الفلسطينيين إلى مناصبهم في أبو ظبي والمنامة.

وأشار محللون إلى أن عباس بدا وكأنه يصحح المسار بعد أن فشل في لفت الانتباه إلى موقفه ضد التطورات المتسارعة في عملية التطبيع، كما عجز الرئيس الفلسطيني عن تحمل مسؤولية قرار وقف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل وعدم استلام الأموال من عائدات الضرائب الفلسطينية التي تشكل نحو ثلثي موازنة السلطة الفلسطينية وغيابها تسبب عجز ضخم.

 ونقلت الوكالة عن مسؤول فلسطيني قوله إن رام الله بصدد إعادة سفيريها إلى مناصبهم في الإمارات والبحرين بعد أن استدعيا إلى الوطن احتجاجًا على اتفاقيات السلام بين دولتي الخليج العربي وإسرائيل برعاية أمريكية، لكن المسؤول نفسه أشار إلى أن "السفيرين عصام مصالحة (المبعوث الفلسطيني لدى الإمارات) وخالد عارف (المبعوث الفلسطيني إلى البحرين) لم يعودوا بعد إلى منصبيهما".

موقف السلطة الفلسطينية 
وعقدت السلطة الفلسطينية، الخميس الماضي، أول اجتماع لها مع إسرائيل بعد استئناف التعاون بمبادرة من الفلسطينيين، وفي 19 مايو، أعلن عباس أن السلطة الفلسطينية "تحررت من جميع اتفاقياتها وتفاهماتها مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية"، بما في ذلك اتفاقيات التنسيق الأمني، معتبراً أن ضم إسرائيل للأراضي في الضفة الغربية يقوض فرص تحقيق سلام.

وقال وزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، إنه "في ضوء الاتصالات التي أجراها الرئيس عباس بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقات الموقعة معنا، واستناداً إلى الرسائل الرسمية المكتوبة والشفوية التي تلقيناها والتي تؤكد التزام إسرائيل بذلك، سيعاد مسار العلاقة مع إسرائيل إلى ما كانت عليه ".

التحول المفاجىء
كانت تصريحات الوزير تهدف إلى تبرير التحول المفاجئ للرئيس عباس، الذي وجد في الأسابيع الأخيرة أنه من الأنسب ركوب موجة التشهير ضد الإمارات والبحرين، التي دبرها الإخوان المسلمون من تركيا وقطر.

والآن، بحسب المحللين، قرر التراجع عن هذا المسار بعد أن اكتشف أن الوعود التركية القطرية غير قابلة للتنفيذ، وأن التنسيق مع حماس واللجوء إلى الخطاب الناري القديم فشل في جذب انتباه المنطقة، وأقل بكثير من اهتمام الحكومة. العالمية. لذلك، كان عليه العودة إلى المربع الأول.

يعتقد مراقبون أن عودة التنسيق مع إسرائيل كانت متوقعة على نطاق واسع، خصوصًا أن السلطة الفلسطينية تواجه أزمة خانقة على يديها، ولا يمكنها أن تذهب بعيداً في لعبة التصعيد، لأنها ستكون ضحيتها الأولى.

في سبتمبر الماضي، قررت إسرائيل اقتطاع 11.3 مليون دولار من عائدات الضرائب كإجراء عقابي على تخصيص السلطة الفلسطينية لأموال لمساعدة أسر الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والشهداء.

خسارة ترامب 
سعى الرئيس الفلسطيني إلى الاستفادة من خسارة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بذريعة أن عودته مرتبطة بالتغيير المحتمل في الخطط الأمريكية وزوال مشاريع الرئيس الأمريكي، خاصة فيما يتعلق بمكانة القدس والشرق الأوسط. "صفقة القرن". كما أنه يراهن على أن الرئيس المنتخب جو بايدن يمكنه التراجع عن تلك المبادرات إلى المربع الأول.

لكن المراقبين يشيرون إلى أن رهان الرئيس الفلسطيني على بايدن، من المرجح أن يكون في غير محله، لن تتأثر مشاريع السلام الجديدة، الفلسطينية والعربية، برحيل ترامب ووصول بايدن إلى البيت الأبيض، كما هو الحال بالنسبة لحاجة الفلسطينيين لقيادة تتأقلم مع هذه التطورات وإيجاد مزايا فيها.