الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«سيتوقف في جميع الأحوال».. كيف تؤثر حرب التيجراي على سد النهضة؟

الرئيس نيوز

بعد تكثيف العملية الأمنية في منطقة تيغراي في شمال إثيوبيا، والذي يطالب سكانه بالانفصال عن البلاد، خرج رئيس الوزراء آبي أحمد، أمس، ليطمئن الإثيوبيين أنه لا مخاوف من انزلاق البلاد في فوضى، مشيرا إلى أن عمليات إنفاذ القانون ستنتهي قريبا، الأمر الذي زاد المخاوف من تصاعد التوتر واندلاع حرب أهلية وتقسيم البلاد إلى ولايات.

وتجاهل رئيس وزراء إثيوبيا دعوات من الأمم المتحدة للتفاوض مع القادة المحليين في الإقليم، الذي يعد موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود إلى أن تولى أبي أحمد السلطة عام 2018، وقرر قصف أهداف في الإقليم المتاخم للحدود مع السودان وإريتريا، لقى خلاله ستة على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات.

وزاد من تفاقم الأحداث قيام رئيس الوزراء بتعيين قادة جدد للجيش والمخابرات والشرطة الاتحادية ووزير جديد للخارجية، وهي تغييرات يقول محللون إنها جمعت حلفاء مقربين في مناصب عليا مع تصاعد حدة الصراع.

سد النهضة 
وسط ذلك كله، يبقى السؤال عن موقف استكمال بناء سد النهضة من هذه الاضطرابات، وكيفية استكمال المفاوضات في هذا الملف الهام، إذ تقول الدكتورة سحر محمد غراب، أستاذة الأنثروبولوجيا بجامعة القاهرة والباحثة المتخصصة في العرقيات بإثيوبيا، إن إقليم تيجراي وإن كان من الأقلية إلا أنه الأكثر نفوذا وتسليحا، وكان ينحدر منه رئيس الوزراء السابق ميليس زيناوي، وخرج من المنصب ليتولاه أبي أحمد، الذي ينتمي إلى الأورمو، ولدى الإقليم جيش وجبهة تسمى جبهة تحرير تيجراي، وكانوا وراء الإطاحة بإمبراطور إثيوبيا السابق هيلا سيلاسي، وهناك صراع كبير بينهم وبين الأمهرة.

وأضافت غراب، في تصريحات صحفية، أنه في حالة دخول حرب أهلية، وهو أمر متوقع، فإن إقليم الأورمو الذي يرفض كذلك سياسات أبي أحمد بعد مماطلته في إجراء الانتخابات وقيامه باعتقال المعارض الأشهر جوهر محمد، وهو من أبناء الإقليم، والمنافس الأول لأبي أحمد، واغتيال المغني الأورومي هاكالو هونديسا، ومقتل عشرات المتظاهرين؛ سيدخل المعركة بقوة وسيطالب بالانفصال.

حرب أهلية
تابعت غراب أن سد النهضة يقع بأراضي إقليم بني شنقول قمز، وهي أرض تمتد جذورها للسودان، وحصلت عليها إثيوبيا، وأغلب قياداتها تقيم خارج إثيوبيا، ويناضلون من أجل عودة الإقليم للسودان، خاصة أنه كان في الأصل تابعا للسودان، مؤكدة أن سكان الإقليم يرغبون في الانفصال.


وأشارت إلى أنه لو حدث وانفصل إقليم بني شنقول أو عاد للسودان، فمصير سد النهضة سيكون غامضا، فالإقليم فقير الموارد ولن يستطيع إكمال بناء السد، فضلا عن أن السكان يرفضون السد من الأساس، وبالتالي قد يتوقف البناء، أما لو لم ينفصل الإقليم وظل تابعا لإثيوبيا وانشغل رئيس الوزراء في حربه مع إقليمي تيجراي والأورمو فإن الأموال التي كانت تخصص لبناء السد سيتم توجيهها لتمويل الحرب والنزاع، خاصة أن مصر نجحت في وقف التمويل الخارجي للسد، وتقوم إثيوبيا حاليا بإكمال البناء من موازنة الدولة وتبرعات المواطنين، وهو ما قد يتوقف بعد تحويل هذه الأموال لتسليح الجيش وتمويل نفقات الحرب.

أكدت غراب  أن بناء سد النهضة سيتوقف في كلتا الحالتين، وهو ما قد ينتهي إما بتأجيله لفترة أو صرف النظر عنه تماما وتحوله لأطلال، مؤكدة أن التوجه الحالي لرئيس الوزراء الإثيوبي وبعد التغييرات الأخيرة في الجيش والمخابرات تعني أنه ذاهب للحل العسكري، وأن إثيوبيا ذاهبة للحرب الأهلية لا محالة ما لم تحدث معجزة.