السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

مع تصاعد التوتر في تيجراي.. هل تصل إثيوبيا إلى حرب أهلية؟

الرئيس نيوز

بينما تواصل الحكومة المركزية الإثيوبية إرسال قواتها العسكرية إلى منطقة تيجراي مع تصاعد التوترات بالمنطقة؛ نشرت مجلة فورين بوليسي، تقريرًا حول العوامل التي دفعت الأمور في إثيوبيا إلى شفا الحرب الأهلية. 

ففي الوقت الذي كان ينظر العالم، نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الأربعاء الماضي، وجه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الجيش إلى مقاطعة تيجراي الشمالية المضطربة، زاعمًا أن القوات الإقليمية هاجمت قاعدة عسكرية فيدرالية، ومن ثم؛ تصاعدت الأزمة بسرعة، ووردت أنباء عن وقوع إصابات وقتلى بالمئات في الاشتباكات بين الجيش الوطني والقوات الموالية لجبهة تحرير شعب تيجراي الحاكمة في المنطقة.

ونقلت المجلة عن مسؤول عسكري إثيوبي، ان القوات الجوية "تواصل قصف الأهداف بدقة" في تيجراي، بعدما تصاعدت التوترات بين الحكومة الوطنية والمحلية في المقاطعة منذ شهور، حيث يهدد الصراع بالتحول إلى حرب أهلية شاملة. 

ونرصد في السطور التالية عددًا من المحطات السريعة، التي أدت لوصول الموقف إلى هذه النقطة الصعبة داخل إثيوبيا.

جذور الأزمة
ترجع أصول الأزمة إلى سيطرة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على السياسة الوطنية الإثيوبية لعقود من الزمن؛ حيث كان أبناء تيجراي الذين يشكلون حوالي 6 في المائة من السكان، يتمتعون بنفوذ سياسي واقتصادي ضخم. وانتهى ذلك بانتخاب أبي أحمد في 2018 بعد استقالة سلفه، إذ ينتمي أبي إلى أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، وهي الأورومو.

ونشرت المجلة الأمريكية صورة ظهر فيها مواطن إثيوبي يدعى "زيلكي ألباشو"، وهو مزارع ومقاتل بإحدى الميليشيات بينما يقف بالقرب من قرية تيكلدنجي الواقعة شمال غرب جوندار وتوحي الصورة بظلال ثقيلة وشكوك وانعدام اليقين حول مستقبل الأزمة الجارية في إثيوبيا، فيما واصل أبي إصلاحات طموحة، غيرت ما كان من أكثر البلدان قمعاً في إفريقيا وحصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2019 لإنهائه الصراع الذي دام عقدين مع إريتريا المجاورة، لكن الانفتاح السياسي أدى إلى تصاعد في النزعة القومية العرقية، مما أدى إلى تأجيج التوترات بين قادة الولايات الإثيوبية، والتي تقوم في الغالب على الانقسامات العرقية واللغوية.

وبينما سعى أبي لاجتثاث المسؤولين الفاسدين، شعر قادة تيجرايين أنهم مستهدفون بشكل غير متناسب، ورفضت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الانضمام إلى حزب آبي للازدهار متعدد الأعراق.

نقطة التحول
تزامنت نقطة التحول الرئيسية، مع تصاعد التوترات بين الحكومة المركزية وتيجراي، بعد أن أجرى الإقليم انتخابات برلمانية في سبتمبر الماضي، متحديا خطوة أبي لتأجيل الانتخابات التشريعية حتى العام المقبل. واتهم مسؤولو تيجراي أبي باستخدام جائحة كورونا، للاستيلاء على السلطة، كما دفع تصويت تيجراي، الحكومة إلى إعادة توجيه الأموال الفيدرالية بعيدًا عن زعماء إقليم تيجراي وإرسالها بدلاً من ذلك إلى المسؤولين المحليين، وهي خطوة وصفتها الحكومة الإقليمية بأنها "ترقى إلى مستوى إعلان الحرب".

وصلت الأحداث إلى ذروتها الأسبوع الماضي، عندما اتهم أبي قادة المنطقة في تيجراي بمحاولة نهب القيادة الشمالية للجيش الوطني، والتي تضم نصف أفراد الجيش، وشن هجومًا عسكريًا ردًا على ذلك.


ماذا يحدث الآن؟
قطع الاتصالات يجعل الحصول على معلومات دقيقة من على الأرض صعبًا في تيجراي، لكن رويترز ذكرت أن مئات الأشخاص قتلوا منذ بدء الهجوم نقلا عن مصادر حكومية. ويقدر أن لدى الجبهة قوة قتالية قوامها حوالي 250.000 جندي ولديها إمكانية الوصول إلى عتاد عسكري كبير، ومن غير المرجح أن تُجبر بسهولة على الاستسلام.

في السياق نفسه، نفى أبي أحمد، أمس، أن تكون البلاد على شفا حرب أهلية. وكتب على تويتر: "المخاوف من انزلاق إثيوبيا إلى الفوضى لا أساس لها ونتيجة لعدم فهم سياقنا بعمق". وفي جلسة طارئة يوم السبت، صوت المجلس الأعلى بالبرلمان الإثيوبي على حل قيادة منطقة تيجراي، وعين أبي يوم الأحد رؤساء جدد للجيش والاستخبارات ووزارة الخارجية.

في المقابل، دعا الزعيم الإقليمي لتيجراي، ديبريتسيون جبريميكل، الاتحاد الإفريقي إلى التدخل لمنع نشوب حرب أهلية. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، السبت الماضي، مع أبي ورئيس الاتحاد الإفريقي وعرض دعم الأمم المتحدة في حل الصراع. لكن احتمالات وقف إطلاق النار لم تظهر بعد: صعدت الحكومة حملتها العسكرية يوم الأحد فيما وصفه أبي بعملية "إنفاذ القانون".