الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

القطعة المفقودة.. سر عدم تحدث ترامب وبايدن عن العراق

الرئيس نيوز

تشكل العراق، إحدى القضايا المهمة في السياسة الخارجية، والتي كانت شبه غائبة تمامًا عن نقاش الانتخابات الأمريكية، ومعها دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط الأوسع.

وترجع مكانة الولايات المتحدة في العالم إلى حد كبير على مدى السنوات الـ 17 الماضية من خلال وجودها في العراق، حيث أشرف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش على بدء الحربين في أفغانستان والعراق، بمجموعة من القرارات التي جعلتها "حروبًا إلى الأبد". 

وركض خليفته، الرئيس باراك أوباما، على أساس برنامج لإعادة القوات إلى الوطن من العراق، حيث تم سحب معظم الجنود الأمريكيين على النحو الواجب بحلول ديسمبر 2011، حتى عندما تجاهل أوباما ونائب الرئيس آنذاك جو بايدن الصراع الأهلي المستمر في البلاد، لكنهما لم يتمكنا من تجاهل العراق لفترة طويلة، وبحلول عام 2014، عادت القوات الأمريكية إلى العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

يمكن للولايات المتحدة التي أعيد مشاركتها أن تقدم الدعم السياسي والاقتصادي للتأثير في بغداد نحو التعددية السياسية، وسياسات السوق الليبرالية المطلوبة في الشرق الأوسط، لكن اليوم، الولايات المتحدة في طريقها لسحب قواتها مرة أخرى - من 5200 إلى 3000 بحلول نهاية هذا العام، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الأسبوع المقبل، فمن غير المرجح أن يرتفع هذا الرقم، ما لم يحدث تطور كبير مثل ظهور منظمة إرهابية دولية أخرى، تهدد بزعزعة استقرار المنطقة.

يعتقد معظم العراقيين أن الولايات المتحدة يمكن أن تساعدهم على إنهاء سنوات من عدم الاستقرار والصراع الداخلي والفساد، وسواء كان هذا واقعيًا أم لا، فإن الولايات المتحدة يمكن أن توفر الدعم السياسي والاقتصادي، للتأثير على بغداد نحو التعددية السياسية، وسياسات السوق الليبرالية المطلوبة في الشرق الأوسط.

العراق مهم ليس فقط بسبب إمكاناته الاقتصادية والاستراتيجية، ولكن أيضًا بسبب إيران، فيما قال كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، إنهما مهتمان بالتوصل إلى اتفاق مع إيران، وطبيعة ذلك الاتفاق ستؤثر على العراق. 

لذلك يخشى الكثير من العراقيين من أن تسعى إدارة بايدن إلى العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، دون تقييد أنشطة الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في العراق، وبالمثل، فإنهم يخشون من أن رئاسة ترامب الثانية قد تشهد اندفاعًا لإبرام صفقة بأي ثمن تقريبًا، ولا يأخذ أيضًا في الاعتبار مصير العراق، وترجح مجلة فورين بوليسي أن كلا النوعين من الصفقات سيضعان قيوداً على العراق.