الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الأزمة الليبية| هل تجهض الوفاق والميليشيات اتفاق وقف إطلاق النار؟.. خبير عسكري يوضح

الرئيس نيوز

قوبل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه بين طرفي النزاع في ليبيا، الجمعة الماضية، في مقر الأمم المتحدة في جينيف، بترحيب وإشادة إقليمية ودولية، باستثناء تركيا، التي قللت من أهميته، وشككت في جدواه ومصداقيه

الموقف التركي فسره المراقبون بأنه يعكس انزعاجاً واضحاً من الاتفاق، الذي سيفرز خارطة جديدة في ليبيا تتعارض مع المخططات والمصالح التركية هناك، خاصةً مع تضمين المادة الثانية من الاتفاق على "خروج جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية براً وبحراً وجواً"، فضلاً عن "تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي وخروج أطقم التدريب إلى حين استلام الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها".

غدر الميليشيات

وفي ظل تحذير المراقبين من محاولة الميليشيات، إجهاض وقف اطلاق النار، كشفت مصادر من طرابلس أن العاصمة الليبية شهدت اجتماعاً سرياً مساء الجمعة، لقادة الميليشيات المسلحة في أعقاب الإعلان عن الاتفاق العسكري، وأفاد شهود عيان من المدينة بوجود تحركات للميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية لإعادة التمركزات منذ الأربعاء الماضي بالقرب من المؤسسات الحيوية والوزارات.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أكد مايعرف بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا على أن الاتفاق الموقع في جينيف لا يشمل ما أبرمته حكومة الوفاق من اتفاقات وصفتها بـ"الشرعية" مع تركيا، واعتبر المجلس أن الاتفاق الموقع بمثابة "اتفاق بين سلطة شرعية وبين قوة متمردة حاولت الاستيلاء على السلطة بالقوة".

من جانبه، أكد اللواء جمال مظلوم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن ليبيا شهدت وقف إطلاق النار أكثر من مرة بين الجيش الوطني الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق، لافتاً إلى أن اتفاق جنيف الأخير هو الذي سيسري، رغم الحديث عن بعض المناوشات والاستعداد للهجوم بين طرفي الصراع قبيل التوقيع.

وأضاف مظلوم في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "البوادر تقول إنه سيتم المحافظة على وقف اطلاق الناربين الطرفين، خاصة بعد زيارة رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إلى المغرب في إشارة لاستمرار المباحثات لوقف الاقتتال وتثبيته قبيل انطلاق اجتماع جربة التونسية في 9 نوفمبر القادم".

تصريحات مستفزة

أكد اللواء جمال مظلوم أن "هناك تصريحات مستفزة في الوقت نفسه من قبل حكومة الوفاق، تؤكد على أن اتفاقاتها مع تركيا ليس لها علاقة باتفاق وقف اطلاق النار، وهي اشارة إلى استمرار الثقل التركي في ليبيا وتأكيد على أنه مازالت هناك أصابع خارجية تلعب داخل ليبيا".

وشدد: "ليبيا تحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل وجعله حوار "ليبي- ليبي"، واستغلال نية سحب المرتزقة المتواجدين في غرب ليبيا. لابد أن يكون هناك رغبة صادقة من حكومة الوفات للتخلص من المرتزقة الذين يحققون مصالحها، كذلك لابد من تحديد مصير الميليشيات خاصة وأنهم يبحثون عن مستقبلهم ولن يخرجوا من ليبيا".

يشار إلى أنه تم توقيع اتفاق المسار العسكري الليبي 5+5 في جنيف، الجمعة الماضية، متضمنا خروج القوات التركية من ليبيا وسحب المرتزقة وتجميد اتفاقيات الرئيس التركي أردوغان المبرمة مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق، إضافة إلى تفكيك الميليشيات ونزع سلاحها، إلى جانب تحويله إلى مجلس الأمن بشكل مباشر لإقراره دوليا وإلزام الأطراف الخارجية والداخلية باحترامه وعدم خرقه.