الأربعاء 08 مايو 2024 الموافق 29 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

"نيويورك تايمز": وقف إطلاق النار في ليبيا يجدد آمالا حذرة

الرئيس نيوز

كان إعلان وقف إطلاق النار تطوراً إيجابياً نادراً في الصراع الفوضوي الذي ابتلي به المشهد السياسي في ليبيا بسبب التدخلات الأجنبية، ولكن المتشككين كثيرون. 

وكتب ديكلان والش بصحيفة نيويورك تايمز إنه بعد إعلان طرابلس وطبرق وقفًا فوريًا لإطلاق النار يوم الجمعة وفي أعقاب الدعوة إلى إجراء محادثات لنزع السلاح من مدينة سرت الساحلية التي أصبحت محور الجهود الدولية لكسر الصراع المتعثر في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا الغنية بالنفط والتي تعاني من خلل وظيفي، فقد رحب بالإعلان الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول غربية أخرى تتدافع لاحتواء النفوذ الروسي والتركي المتنامي في ليبيا، التي تعصف بها الصراعات منذ الإطاحة برئيسها القوي السابق العقيد معمر القذافي وقتله. منذ ما يقرب من عقد من الزمان في مسقط رأسه سرت.
وأعلنت حكومة فايز السراج والبرلمان الشرعي في طبرق بقيادة عقيلة صالح، رئيس البرلمان المنافس في شرق ليبيا، وقف إطلاق النار كتطور إيجابي نادر في حرب فوضوية اشتهرت بأنها تزداد سوءًا هذا العام بسبب التدخل الأجنبي المكثف. لكن الشكوك سادت بشأن أي نقوص أو مناورات محتملة.
وحذر محللون من أنه مثل المؤتمر الدولي الذي استضافته برلين في يناير الماضي الذي كان يهدف إلى إخراج ليبيا من مستنقعها السياسي والعسكري، فإن احتمالات نجاح وقف إطلاق النار غير مؤكدة إلى حد كبير. والجدير بالذكر أنه لم يكن هناك رد فعل فوري من المشير  خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي.

ويعتقد ولفرام لاتشر، الخبير في شؤون ليبيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية: "لست متأكدًا من أنني سأسمي هذا تقدمًا على المسار السياسي". 

وأضاف: "في الوقت الحالي، إنها مجرد تصريحات بها الكثير من المحاذير والشروط والتفكير بالتمني"، لكن مبعوثة الأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني ويليامز، وصفت الإعلانات المنسقة بأنها علامة على "الشجاعة" السياسية، مضيفة أنها تأمل في أن تؤدي في النهاية إلى رحيل جميع القوات الأجنبية والمرتزقة عن الأراضي الليبية.

ورحبت شركة النفط الوطنية بقراري طبرق وطرابلس، معربة عن أملها في إعادة فتح حقول النفط المعطلة منذ يناير. ومنذ أوائل يوليو، تتهم واشنطن مرتزقة روس بالتمركز بمواقع حول بعض أكبر حقول النفط في البلاد، مما أثار انتقادات من المسؤولين الأمريكيين الذين يخشون صراحةً أن تستغل روسيا نفوذها في ليبيا لإنشاء قواعد عسكرية هناك.
ومنذ يونيو، تنامى الدعم العسكري التركي لحكومة فايز السراج المتمركزة في طرابلس، وشهدت الأسابيع الأخيرة، حالة من الجمود في سرت، وبضغط من الدبلوماسيين الألمان والأمريكيين على كلا الجانبين لقبول اقتراح الأمم المتحدة بإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول المدينة، كخطوة أولى في محادثات سلام أوسع نطاقا، صدر إعلان وقف إطلاق النار الجمعة. وتعد هذه المبادرة مدعومة أيضًا من قبل مصر وتركيا.