الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«إثيوبيا تلعب بالنار».. هل تنجح جهود حل أزمة سد النهضة في مفاوضات اليوم؟

الرئيس نيوز

تعقد جولة جديدة من مفاوضات سد النهضة بين وزراء الرى فى الدول الثلاث "مصر والسودان وإثيوبيا"، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، اليوم، تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، وبحضور خبراء ومراقبين، بعد تأجيلها لمدة أسبوع بناء على طلب السودان لإجراء مزيد من التشاور الداخلي، والتى تسعى إلى التوصل إلى إتفاق ملزم والاتفاق بشأن النقاط الفنية والقانونية العالقة.

وأعلن وزير الخارجية السودانى الدكتور عمر قمر الدين، استئناف التفاوض حول سد النهضة؛ للعمل على توحيد نصوص مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث لتصاغ في وثيقة واحدة، بواسطة ممثلي الدول الثلاثة برعاية من الاتحاد الافريقي، مؤكدا أن الوثيقة الموحدة سترفع إلى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي؛ لمراجعتها والنظر في إمكانية أن تصبح أساس لاتفاق بين الدول الثلاث.


كما تستهدف القمة الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم حول الملء والتشغيل للسد، وآلية فض المنازعات، بالإضافة إلى إمكانية تشكيل لجنة وساطة من المراقبين سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي؛ لإحداث حالة من التوافق بعد فشل المباحثات الماضية، مع احتمالية عودة ملف الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية، وتصعيد الإجراءات بعد فشل اجتماع الأمس السداسي بحضور وزراء الرى والخارجية.


في السياق نفسه، أكدت مصر على أن استئناف التفاوض على أساس مخرجات القمة الإفريقية المصغرة، التى عُقدت فى 21 يوليو ومخرجات الاجتماع الوزارى يوم 3 أغسطس الجارى، والتى تقضى بالتفاوض حول اتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك بحسب بيان أصدرته وزارة الرى والموارد المائية، فى نهاية اجتماع الاثنين الماضى.

 

وزراء الخارجية والرى لم يتوصلوا لنتيجة


وعقد وزراء الخارجية و الري و الموارد المائية في الدول الثلاثة  من السودان و مصر واثيوبيا، أمس الأول، اجتماعا دعت له دولة جنوب افريقيا  بعد أن رفعت المفاوضات لمدة أسبوع تجاوبا مع موقف السودان، الذي دعا فيه لتأجيل المفاوضات الثلاثية لمدة أسبوع، لمزيد من المشاورات في إطار جهود الاتحاد الإفريقي لاستئناف المفاوضات الخاصة بملء وتشغيل سد النهضة والمشروعات المستقبلية، وللعمل على توحيد نصوص مسودات الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث.




وعقد الإجتماع في إطار جهود الاتحاد الإفريقي لاستئناف المفاوضات الخاصة بملء و تشغيل سد النهضة و المشروعات المستقبلية، وتجاوبا مع موقف السودان الذي دعى فيه لتأجيل المفاوضات الثلاثية لمدة أسبوع، لمزيد من المشاورات، حيث تمت المطالبة بضرورة العودة للأجندة التي حددها خطاب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، بتاريخ 4 أغسطس ٢٠٢٠ و تقرير الخبراء المقدم للقمة الأفريقية المصغرة بتاريخ ٢٤ يوليو ٢٠٢٠.

 

مفاوضات بلاجدوى


وقال الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد الماية بجامعة الخليج فى البحرين، إنه ليس هناك أي أمل فى مفاوضات وهي استهلاك جديد للوقت، حيث يستمر الوضع إلى مالا نهاية، مشيرًا لأنه حتي فى حالة الوصول إلى اتفاق ستتهرب إثيوبيا كالمعتاد، ثم تقترح طريقة أخري لمفاوضات جديدة لا تنتهي.


وأضاف الصادق لـ"الرئيس نيوز"، أن الاتحاد الإفريقي لن يقدم الحل الذي يرضينا، كما يخشي أن تكون التوصية الناتجة عن هذه الجولة هي استمرار المفاوضات تلك اللعبة التي أجادتها إثيوبيا، مشيرا إلى أنه بدون شك فإن السد مهم لدول الإتحاد الإفريقي خاصة مع ترويج إثيوبيا للطاقة التي سينتجها السد وخصوصا أن معظم الدول الإفريقية فى حاجة إلى هذه الطاقة، ولكن فى الواقع إن إثيوبيا تلعب بالنار.

 

تعنت إثيوبيا يهدد بفشل الإجتماع  


من جانبه، قال الدكتور أحمد المفتى، خبير الموارد المائية السودانية وعضو اللجنة الفنية سابقا، أن اجتماع وزراء المياه، اليوم،  فشل قبل أن يبدأ  لعدة أسباب منها ما ورد فى بيان وزارة الري و الموارد المائية السودانية، إنه وبعد مناقشات مطولة، قرر المجتمعون استئناف التفاوض، للعمل على توحيد نصوص الاتفاقيات المقدمة من الدول الثلاث، بالإضافة إلى الاتفاقية  المنقوصة، مشيرًا لأنها كان يجب أن تتمثل في طلبين رئيسيين وهما: أن تكون الاتفاقية النهائية  ملزمة، وأن تتضمن آلية لحل النزاعات، وتكون قراراتها ملزمة .


وأوضح أنه من المتوقع فشل المفاوضات، لأن اثيوبيا لن تقبل المطالب المذكورة، لأن إعلان المبادئ لسنة 2015، الذي وقعه رؤساء الدول الثلاث، يعطيها ذلك الحق، كما أنه إذا تم توقيع اتفاقية لا تتضمن المطلبين أعلاه، يكون ذلك فشلا للوفدين الآخرين.




تابع أيضاً:


تفاقم أزمة عجز الموظفين..الوزارات تلجأ للتعاقد المؤقت وضوابط صارمة لحظر التعيينات

تعرف على تنسيق الدبلومات الفنية لعام 2020 - 2021


وفي السياق نفسه،  قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الأسبق، إن مفاوضات اليوم تستهدف الوصول إلى اتفاق حول  قواعد الملء والتشغيل بما لايسبب أضرار جسيمة على دولتى المصب مصر والسودان، مشيرا إلى أن إثيوبيا تماطل وتسوف باستمرار ولا تريد التزامات قانونية ملزمة بل تريد مجرد قواعد استرشادية، والفرق بينهما كبير جدا لأنه فى الحالة الأخيرة من حقها الأخذ بها أو عدم الأخذ، خاصة أنها لا تعترف بالاتقاقيات الموقعة قديمًا، وهو ما ظهر خلال المباحثات الماضية.


وأضاف وزير الرى الأسبق لـ"الرئيس نيوز": "انا غير متفائل بالموقف الإثيوبي، لأن هناك سفاهة فى اتخاذ القرار الإثيوبي وسفاهة شديدة فى التصريحات المتتالية والأفعال ومنها الملء الأول للسد دون اتفاق  وهو أمر غير مقبول بالمرة.. كما أن إثيوبيا ترفض التوقيع حتى لا تضطر إلى الالتزام بقواعد الملء والتشغيل" .