«الصراع على لبنان».. هل يردع تحذير ماكرون التدخل الإيراني في الشأن اللبناني؟
حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، إيران من أي تدخل في لبنان في أعقاب الانفجار الضخم الذي وقع بمرفأ بيروت الأسبوع الماضي، والذي أثار أزمة سياسية في البلاد.
وقال الإليزيه في محادثات هاتفية مع الرئيس حسن روحاني، أن ماكرون شدد على "ضرورة أن تتجنب جميع السلطات المعنية... أي تدخل خارجي وأن تدعم تشكيل حكومة يمكنها إدارة حالة الطوارئ".
وتولى ماكرون، الذي كان أول زعيم عالمي يزور بيروت بعد الانفجار، دورًا قياديًا في تنسيق الاستجابة الدولية لدعم لبنان، وفي نهاية الأسبوع ترأس مؤتمرًا افتراضيًا للمساعدات جمع تعهدات بأكثر من 250 مليون يورو وفقًا لشبكة CTV الإخبارية الكندية.
على الجانب الآخر تتمتع إيران بنفوذ كبير في لبنان من خلال جماعة حزب الله الشيعية، التي كانت ممثلة بقوة في الحكومة المنتهية ولايتها، ولها تحالف مع فصيل الرئيس ميشال عون.
بينما سعى الرئيس الفرنسي أيضًا إلى لعب دور قيادي في جهود الحفاظ على اتفاق القوى العالمية لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق. ويقول المحللون إن الاتفاق كان أساسًا في حكم المنتهي منذ تحرك ترامب، مع اتخاذ إيران إجراءات تصعيدية انتقاما من خلال تكثيف برنامجها النووي.
وقال ماكرون لروحاني إنه يريد "الحفاظ على إطار" الاتفاق والعمل على تهدئة التوترات في المنطقة، وأعلن الاليزيه عن دعوة إيران إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتجنب أي تصعيد للتوتر".
وتأتي محادثات (ماكرون - روحاني) في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة لنظر قرار أمريكي بمد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، ومن المتوقع رفضه بسبب معارضة الصين وروسيا اللتين تتمتعان بحق الفيتو، كما تدعم فرنسا وحلفاؤها الأوروبيون بشأن تمديد الحظر لكن إيران ردت بغضب على أن هذه الخطوة باعتبارها جزء أساسي من الاتفاق النووي.
من المقرر أن يتم تخفيف الحظر المفروض على بيع الأسلحة لإيران تدريجياً اعتباراً من أكتوبر 2020، بموجب أحكام القرار 2231، الذي بارك الاتفاق النووي الإيراني، وفي يونيو، قالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنها تعارض رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، معتبرة أنه سيكون "له تداعيات كبيرة على الأمن والاستقرار الإقليميين".