السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

«سباق لقاحات كورونا».. هل تثق أمريكا في لقاح بوتين؟

الرئيس نيوز

طرحت شبكة سي إن إن الأمريكية مجموعة أسئلة على الأمريكيين بشأن لقاح فيروس كورونا، وكان أولها: "هل تثق في لقاح كورونا إذا أخبرك فلاديمير بوتين أنه آمن؟" وأردفته بسؤال ثانٍ للمتابعة: "هل سيثق ترامب في اللقاح إذا أخبره بوتين أنه آمن؟".

وأوضح التقرير: "الأمر لا يتعلق هنا بسباق الفضاء أو حرب الكواكب، فلدينا جائحة عالمية، والرئيس الروسي يحاول إدعاء النصر في هذا المجال.. بينما صب المجتمع الطبي الأمريكي الماء البارد على ما رجحه ترامب من أن اللقاح يمكن أن يكون جاهزًا بحلول يوم الانتخابات، قام بوتين يستثمر في الدعاية الجيوسياسية.. لهذا السبب أرسل بوتين معدات الوقاية الشخصية إلى نيويورك هذا الربيع، حتى مع انتشار الفيروس في بلده".

وشن التقرير هجومًا على سجل روسيا فيما يتعلق بمخاوف الشفافية التي تعد بالغة الأهمية عندما يتعلق الأمر بلقاح ضد مرض فتاك، ولم يخل  من هجوم سياسي ضد روسيا، متسائلًا: "هل يمكنك الوثوق بلقاح روسي أكثر مما تثق في نتيجة الانتخابات الروسية؟ هذا النوع من التزوير الانتخابي الذي يزعمه ترامب كثيرًا، بدون دليل، يحدث في الواقع في روسيا، وفقًا لهيئات مراقبة الديمقراطية".

وتحول التقرير إلى مقارنة سياسية بين الولايات المتحدة وروسيا: "إذا كان دونالد ترامب يحب المزاح بشأن الاستمرار في العمل كرئيس لفترة طويلة في المستقبل، فمن أجل القيام بذلك، عليه تغيير دستور الولايات المتحدة، والذي يبدو مستحيلًا، أما بوتين فقد ساعده الناخبون في تغيير الدستور الروسي الشهر الماضي".

يشار لأن ترامب أظهر خلال فترة وجوده في منصبه احترامًا كبيرًا لبوتين، يمكن أن ينبع ذلك من ازدراء ترامب لتقييم مجتمع المخابرات الأمريكية بأن روسيا حاولت مساعدة حملته في عام 2016 وتحاول مساعدته على الفوز مرة أخرى في عام 2020، ويحب البيت الأبيض أيضًا أن يقول إنه كان قاسيًا مع روسيا، على الرغم من وجود أدلة كثيرة على استعداد ترامب للسماح لبوتين بلعب كل الأدوار التي تحلو له.

وأشار التقرير لاهتمام ترامب المستمر بإعادة بوتين إلى المجموعة القيادية للديمقراطيات الصناعية، بعد أن طردت مجموعة السبع - التي اعتادت أن تكون مجموعة الثماني - روسيا بعد أن غزا بوتين شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءًا من أوكرانيا، في عام 2014، وفي الشهر الماضي، زعمت وكالة الأمن القومي، إلى جانب وكالات من دول أوروبية، أن الروس كانوا يحاولون سرقة أبحاث لقاح فيروس كورونا من خلال اختراق أنظمة الكمبيوتر الأمريكية.

وتابع التقرير: "إعلان روسيا عن لقاح، سواء صدقنا أم لم نصدق، يجب أن يزعج ترامب.. ففي الأسبوع الماضي فقط قال ترامب، خلافًا للأدلة في الطب الغربي، أنه قد يكون هناك لقاح بحلول يوم الانتخابات"، بينما أكد خبراء طبيين حقيقيين لمراسلة الشبكة إليزابيث كوهين، إن الجدول الزمني الذي ذكره ترامب مستحيل.

 وقال الدكتور بيتر هوتيز، اختصاصي التطعيم في كلية بايلور للطب والمحلل الطبي: "لا توجد طريقة لإدراك هذا الهدف". وحتى لو سارت الأمور وفقًا للخطة تمامًا، فإن أقرب وقت ننظر فيه اللقاح الآمن الفعال هو يوم التنصيب؛ أي أواخر يناير 2021".

في السياق نفسه يقول منتقدو بوتين إن سعي البلاد للحصول على لقاح يرجع في جزء منه إلى الضغوط السياسية من الكرملين، الذي يحرص على تصوير روسيا كقوة علمية عالمية. ولم تصدر روسيا أي بيانات علمية عن اختباراتها وقالت الشبكة الإخبارية الأمريكية إنها لا تستطيع التحقق من سلامة اللقاح أو فعاليته، ولكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت أن اللقاح الروسي لم يكمل التجارب.

ورغم ذلك، أخبر المسؤولون الروس شبكة "سي إن إن" أن 20 دولة على الأقل وبعض الشركات الأمريكية أعربت عن اهتمامها باللقاح، وأكدت الشبكة الأمريكية أن أهمية إجراء تجارب شاملة لتطوير اللقاح، تنبع من حقيقة أن مليارات الأشخاص يحتاجون إليه، وليس من المنطقي المغامرة بصحة أو حياة كل هؤلاء، بالنظر إلى مشاكل اللقاحات تاريخيًا.