الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د.طارق فهمي يكتب: نقاط على الحروف في علاقات مصر العربية

الرئيس نيوز

لا تحتاج مصر إلى أن تذكر الجميع بما قامت به تجاه الأشقاء في العديد من الدول العربية والأفريقية، ولا تحتاج مصر للانفتاح على الأجيال العربية الصاعدة لتروي تاريخ العلاقات العربية المصرية، وهو تاريخ قام ويقوم على أسس راسخة من المصالح والأواصر، والعلاقات المشتركة سياسياً واقتصادياً وتاريخياً، وقد نجحت مصر في نقل رسالتها عبر سنوات طويلة، ومن خلال جهد كبير ومتراكم بصرف النظر عن مساحات التقارب، والتباعد في بعض المراحل نتيجة لتطورات سياسية معينة شهدتها العلاقات المصرية العربية سواء في فترة الرؤساء عبد الناصر أوالسادات أو مبارك حيث اختلفت بعض الأولويات، وتعددت بعض المهام وتداخلت المصالح وفقاً لتطورات السياسة المعقدة.
ولكن المؤكد أن العلاقات شهدت مداً وجذراً كبيراً، وظلت الشعوب العربية فكراً وثقافة وانتماءا لمصر ، والحقيقة التي لا يمكن استبعادها أبدا أن مصر لم تمن أو تمارس مناً أو تعالياً على الأشقاء العرب، وانطلق المصريون في العواصم العربية يبنون ويشيدون في محبة واخلاص، وتفان قدرته أغلب الدول العربية بصورة كبيرة ولم تنكره، وظل الآباء والأجداد يذكرون بمكانة مصر الكبيرة ودورها في تنمية الدول العربية، ويكفي أن تتوقف أمام توصية الشيخ الراحل العظيم زايد لابنائه بمصر وكيف صان الأبناء الكبار بكل محبة وتقدير واعزاز مصر، وكيف قدروا وتعاملوا مع المصريين، وهو ما لمسه الجميع في العالم العربي من محبة الشعب الاماراتي لمصر وللمصريين ، وكيف كان لهم الفضل الكبير مع الأشقاء في السعودية في ثورة 30 يونيو ، وكيف دعم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ووزير الخارجية سعود الفيصل دور مصر في الخارج في ظل الحرب العاتية على مصر والمصريين بعد أن أزاحوا الاخوان المسلمين من حكم مصر ، وبعد أن أفشل الشعب المصري العظيم مخطط أخونة مصر إلى غير رجعة.
أما الكويت فهي الدولة الحبيبة لكل المصريين فعلى  أراضيها ما يزيد  على 00 الف مصري يعتبرون الجاليةالأكبر  عربياً بعد الجالية الهندية، وقد نعم المصريون هناك بدعم ومحبة ومساندةالأشقاء  في كل المراحل قبل وبعد الغزو الكويتي ولا يمكن أن تنال أي مشكلات عارضة من نمط العلاقات التاريخية بين مصر ، وأشقائها في الامارات والسعودية والكويت والبحرين، ولهذا عندما أعلن الرئيس السيسي عبارة مسافة السكة كان يؤكد علي حقيقية مهمة وذات دلالات حقيقية في توقيت له أهميته في مواجهة التهديدات الاقليمية التي تواجه الأشقاء  من ممارسات ايرانية مباشرة تهدد أمن الخليج وتؤثرعلى استقراره، فكانت وما تزال الرسالة المصرية قائمة ومحددة في مواجهة من يتصور أنه يهدد الامن القومي العربي ، وترجمت رسائل الرئيس السيسي مراراً الى الذين يهددون أمن العرب أن هناك دولة عربية كبرىيقع عليها عبء ، ومسئولية حقيقية في الدفاع عن العرب كل العرب بالتشارك مع الأشقاء ء الكبار في السعودية والامارات العربية.
ولهذا انخرطت مصر في أداء مهامها المباشرة معالأشقاء في اجراء مناورات وتدريبات عسكرية ممتدة لاثقال خبرات الجيوش العربية وتقومية مناعتها الوطنية ، وتفعيل مسارات التعاون العسكري في أكمل صوره ، والتزمت مصر بهذا الامر حتي الان في اطار مواجهة أي خطر حقيقي يواجه الأشقاء.
إن مصر الكبيرة والعظيمة مدركة أن هناك قوي حقيقية تسعى لضرب أسس العلاقات المصرية العربية، والعمل علي هذه العلاقات من خلال التركيز في الاعلام المعادي علي حوادث عابرة ، ومواقف تتم بصورة فردية لا يجب التوقف عندها في كل مرحلة ، والتي تعمل علي توتير أجواء العلاقات المصرية العربية باستمرار ، وانتقاء أحداث عابرة لتلغيم الاجواء باستمرار ،واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للتصعيد والمواجهة.
مصر بالعرب والعرب بمصر،فإذا  كانت مصر أولوية عربية وفي المقام الأول، فإن العرب أيضا يستقون بمصر شعباً وحضارة ، كما أن مصر تعتبر العرب ظهيراً آمناً لها في مواجهة أية تحديات مشتركة، ولن نزيد.