الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

4 تحديات كبرى يواجهها آبي أحمد.. «سد النهضة» و«إريتريا» أبرزها

الرئيس نيوز

منذ توليه السلطة عام 2018، لم يكن الخط المستقيم معبرًا عن الحياة السياسية لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الذي يصر على ارتداء ثوب الإصلاحي، فهناك ارتفاعات وانخفاضات لرصيد الرجل ويبدو أن هذا الوضع سيستمر معه في المستقبل.
حظيت الجهود المبكرة لآبي على الثناء بسبب ما أبداه من الانفتاح على الأفكار وعلى كافة أطياف المشهد السياسي في البلاد، بما في ذلك الإفراج عن المعارضين السياسيين للنظام، وإصلاح العلاقات مع إريتريا المجاورة، ومنذ ذلك الحين، سمح تخفيف قبضة الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية الحاكمة وتعامل بليونة مع مطالبات بمزيد من الحكم الذاتي من عدة أجزاء من البلاد، وليس أقلها أوروميا.
برزت بعد ذلك الاغتيالات السياسية، بما في ذلك اغتيال مهندس كبير ذا صلة بمشروع السد افثيوبي واغتيال قائد عسكري ومؤخرًا اغتيال مغني شهير، ما أعاد التصدعات والانقسامات في جميع أنحاء البلاد، تاركة «آبي» لمواجهة أربعة تحديات كبرى تناولتها بالتحليل صحيفة أفريكا ريبورت تتمثل في:
(1) علاقة رئيس الوزراء مع إقليم أوروميا
(2) الدبلوماسية المخادعة لملء السد
(3) إدارة علاقته بالزعيم الإريتري أسياس أفورقي
(4) التعامل مع عناصر جبهة تحرير شعب تيجراي ممن تم عزلهم من السلطة

إقليم أوروميا


أثار إطلاق النار على المغني والملحن هاشالو هونديسا في أديس أبابا، قبل أقل من شهر، في 29 يونيو، احتجاجاتٍ واسعة النطاق في منطقة أوروميا، مما أدى إلى مئات القتلى وآلاف الاعتقالات، إذ أعلنت الحكومة الإثيوبية، الأسبوع الماضي، إلقاء القبض على رجلين مشتبه بهما في قضية القتل.
 وبعد أسبوع من التحقيقات في خضم الاحتجاجات المميتة، التي أثارت أزمات داخلية متعددة في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، قال النائب العام، إن قتلة «هاشالو» تصرفوا بناء على أوامر من جماعة جبهة تحرير أوروميا المنشقة، وفقًا لتقرير نشرته رويترز، في حين أن القبض على اثنين من القتلة قد يحل لغز هوية الجناة، ودوافعهم، إلا أن الأحداث بوجه عام أعادت إشعال برميل البارود في منطقة أوروميا.
منذ بداية تلك الأزمة، كان من الواضح أن «آبي» سيواجه صعوبة في الموازنة بين العديد من القضايا بما في ذلك مظالم شعب الأورومو، وتظلمات الجماعات العرقية الأخرى، بل ووحدة الدولة الإثيوبية.
على سبيل المثال، أعقب مقتل هاشالو هونديسا، على وجه السرعة، السؤال المتعلق بمكان دفنه، إذ كان إصرار رئيس الوزراء على دفنه في مسقط رأسه هو جزء كبير من أسباب تفاقم الاحتجاجات في الأيام التي تلت حادث القتل، خاصة بعد اعتقال ناشط أورومو المعروف، جوار محمد، وأشخاص بارزين آخرين من شعب الأورومو؛ الأمر الذي بدد أي تفاؤل كان لدى الأورومو في بداية فترة رئيس الوزراء أبي، فأصبح عدد متزايد من شعب الأورومو ينظرون إليه الآن على أنه يسير على خطى أسلافه ممن تولوا هذا المنصب. 

أزمة السد ومياه النيل

إن أكثر الأزمات الإقليمية الوجودية على أجندة آبي أحمد  في الوقت الحالي، هي أزمة السد الإثيوبي الواقع بالقرب من الحدود السودانية، فقد أسفر التعنت الإثيوبي عن محاولات فاشلة لجمع الآراء والاتفاق في هذا الملف قبل أن تبدأ إثيوبيا بملء السد، بينما تنطوي دبلوماسية آبي المخادعة على مخاطر وتهديدات ليس مستبعدًا أن يكون العمل العسكري من ضمنها؛ بسبب تنصل أديس أبابا من التوصل لاتفاق يحمي الحقوق المائية لدولتي المصب.
في الوقت نفسه، نفى وزير المياه الإثيوبي تقارير تفيد بأن البلاد قد بدأت في ملء سد النهضة، وفقًا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس في 15 يوليو الماضي، ووفقًا لسيليشي بيكيلي، وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، فإن صور الأقمار الصناعية في 9 يوليو من قبل وكالة الفضاء الأوروبية أظهرت فقط تجمعًا طبيعيًا بسبب الفيضانات، وليس ملء السد المثير للجدل بشكل متعمد وأحادي الجانب.
 وأفادت وكالة أسوشيتد برس أن السودان «عبرت عن شكوكها» بشأن الأنشطة الأخيرة لإثيوبيا. وأعربت أديس أبابا مرارًا وتكرارًا عن نيتها البدء في ملء السد في يوليو، مما أثار استياء دول المصب، وخاصة مصر.

ملف إريتريا

في أواخر عام 2019، فاز رئيس الوزراء الإثيوبي بجائزة نوبل للسلام، لصنع السلام مع إريتريا، وكان من المفترض أن يمثل تقارب «آبي» والرئيس الإريتري فصلاً جديدًا في العلاقة بين البلدين، يحل محل العداء المتبادل منذ فترة طويلة.
 وفي هذا الإطار جاءت  تصريحات الرئيس الإريتري الأخيرة حول جدوى اتفاق السلام بين أسمرة وأديس أبابا، لتؤكد انخفاض ما تحقق على الأرض من التوقعات الكبرى التي وعد بها اتفاق السلام.   

جدار تيجراي

بدأت معارضة تيجراي لأفعال رئيس الوزراء الإثيوبي في اللحظة التي تولى فيها السلطة تقريبًا، وشروعه في تفكيك شبكات نفوذ سلفه، ما أدى لظهور الانقسامات السياسية الرئيسية في البلاد.

اقرأ ايضا

قصف قاعدة الوطية غربي ليبيا للمرة الثانية

مستشار السيسي: سيطرنا على "كورونا" بكرم ربنا وأداء الأطباء

بعد قضية «آيا صوفيا»: أردوغان يسعى لفرض تركيا العثمانية.. وتعزيز الشعبية بديلًا للخسائر العسكرية المتتالية


وكتب «بيزونيه غيتاشيو» أحد أبناء التيجراي، في 14 يوليو: «الحكومة المركزية تتجاهل شكاوى الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بأن مسؤوليها وتم عزلهم بشكل غير عادل من المناصب الحكومية الفيدرالية وأنه تم استهداف الشركات والأفراد في تيجراي، وقبل كل شيء، يشكو مسؤولو الجبهة الشعبية من أن إدارة آبي تهدد الدستور». 
ربما تكون الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي هي العدو الداخلي الأكبر لرئيس الوزراء الإثيوبي، خاصةً أنها كانت تسيطر على السلطة قبل صعوده في عام 2018 لما يقرب من ثلاثة عقود من الحكم، والتي تجعل لدى حزب «ميليس زيناوي» الموارد والشبكات التي من شأنها العمل على تفاقم أي من الأزمات المتعددة التي تواجهها إدارة آبي.