الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

وزير الأوقاف: الجوار حق للأفراد والدول.. ومصر تراعى الأشقاء الليبيين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، إن حق الجوار حق أصيل فى الإسلام، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ  وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا".

وأضاف مختار جمعة قائلا: "وقد سأل رجل سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم أن يدله على عمل يدخله الجنة، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: "كُن مُحْسِنًا"، قال: وكيف أعرف أنى محسن؟ فقال: "سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِنَّ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ"، وكانت العرب قديمًا تعرف حق الجيران، وفى أمثالهم: "جارٌ كجار أبى دواد"، وكان هذا الرجل من خيرة الجيران لجيرانه، كان إذا مات أحد جيرانه وداه أى: دفع لأهله ما يعادل دية رجل، وإذا فُقد لجاره شىء أخلفه عليه من ماله.

وعندما جاء بعض الناس إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكروا له امرأة صوّامة قوّامة، تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها تؤذى جيرانها بلسانها، قال صلى الله عليه وسلم: "هِى فى النَّارِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِى بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".

ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ" قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: "الَّذِى لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، أى الذى لا يأمن جاره شره.

وتابع بأنه من حق الجار إذا مرض عدته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن استعان بك أعنته، وإذا استغاث بك أغثته، وأن تكُفَّ عنه الشر لا أن تؤذيه أنت بأى لون من ألوان الشر قولا أو فعلًا، مع ضرورة مراعاة  أعلى درجات المروءة معه، وقد جعل سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه شهادة الجار لجاره أو عليه من أعلى درجات التزكية أو الجرح ؛ لأن الإنسان وإن خدع بعض الناس بعض الوقت فإنه لا يمكن أن يخدع جيرانه كل الوقت.

وكان سيدنا أبو الدرداء رضى الله عنه يقول لزوجه: إذا طهيتِ طعامًا فأكثرى المرق حتى نرسل لجيراننا منه، وكان سيدنا  عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما إذا ذبح شاة قال: أرسلوا لجارنا اليهودى منها، حيث إن النبى صلى الله عليه وسلمقد أوصانا بحسن الجوار على إطلاقه، ومعاملة جميع الجيران بما يستوجبه حق الجوار.

وأكد وزير الأوقاف أن حق الجوار ليس حقًّا للأفراد فحسب إنما هو حق للدول أيضًا، فكما أن للجوار الفردى حقًا فإن لجوار الدول حقوقًا، من أهمها حفظ الحدود وحفظ العهود والمواثيق والاتفاقيات وألا يؤتى جارك من قِبلك، وأن تغيثه إذا استغاث بك، وهو ما تقوم به الدولة المصرية فى تعاملها مع سائر جيرانها، ولا سيما الأشقاء الليبيين الذين لهم أكثر من حق،  فحقهم لا يقف عند حدود الجوار إنما يتجاوزه إلى حقوق كثيرة يعرفها القاصى والدانى.