السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

د. طارق فهمي يكتب: الرئيس السيسي والظهير الشعبي المنشود

الرئيس نيوز

يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي وحده في دائرة المصداقية الكبيرة التي يتمتع بها أمام العالم ومصر خاصة أنه عندما يتحدث انطلاقا من ثوابت لا تغيب عن أحد سواء في مجال الأمن القومي العربي أو المصري، ولهذا فإن خطابه الإعلامي والسياسي يتسم بالواقعية والرشادة والوسطية، وكثيرًا ما تحدث الرئيس السيسي عن المخاطر التي تحيط بالعالم العربي والإسلامي، ومحذرًا من تبعات ما يجري من مخططات حقيقية تستهدف العالم العربي.

دعا الرئيس منذ سنوات لضرورة إنشاء القوة العربية المشتركة لتكون عونًا للدول العربية في مواجهة ما يجري في الإقليم بأكمله، وليس في المسارح العسكرية العربية التي تعامل معها الإقليم بأكمله لم يستمع أحد، ولم تنصت بعض القوى العربية لتنفيذ ما طرحه الرئيس سياسيا واستراتيجيا  ومن واقع خبراته الطويلة المتراكمة ورؤيته الاستباقية، والتي جاءت في سياق وطني وقومي معًا، ولهذا أيضًا كان المخطط المصري الاستمرار في المجابهات والتأهب، لما هو قادم حيث لم تكن ليبيا وحدها الهدف الاستراتيجي لتركيا بل ومن قبل كانت سوريا والقضية الفلسطينية.

ظل الرئيس السيسي يطلق تحذيراته الحقيقية من مغبة ترك القضايا والملفات العربية مفتوحة على مصراعيها دون تعامل أو حسم، ومع ذلك كان التحرك المصري الوطني والقومي غير المسبوق في الإقليم بقيام مصر بتدريبات عسكرية ومناورات في الإقليم استعدادًا لما يجري ويتم في مواجهة تصاعد دور الأطراف الإقليمية التي تسعى لترسيم حساباتها الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة باعتبار أن ما يجري استراتيجيًا يمثل مرحلة نحو شرق أوسط جديد مختلف عما طرح من قبل في قبل، وأثناء حالة الحراك السياسي والشعبي الذي جري في عدة عواصم عربية تباعا، وهو ما يشير إلى أن الأطراف الخارجية ساعية لإعادة ترتيب الأجواء والحسابات في ليبيا، ومنها إلى الشرق الأوسط حيث الصراعات الكبرى والمطامع الكبيرة في خريطة الغاز الكبرى، وحقول الغاز الضخمة.

ومن ثم فإن سعي الأطراف الكبرى مثل روسيا وأمريكا سمحت بحركة الأطراف الإقليمية سواء بالنسبة لتركيا وإيران وإسرائيل للوصول إلى هدفها السياسي والاستراتيجي والاقتصادي، وهو ما تم من خلال توجهات عدائية في الأساس ومن خلال تطويع الحسابات الاستراتيجية الكبرى، التي تؤهل إلى التغيير الحقيقي للدول والوحدات الأساسية التي يمكن أن تعلن عن نفسها في الفترة المقبلة، وتسعى تركيا للعمل العسكري والاستراتيجي لفرض معادلة التغيير الكبرى في الإقليم انطلاقا من المنطقة المغاربية بأكملها والتي تمثل المنطلق التكتيكي الأكبر للجانب التركي.

في مواجهة هذا الأمر تقف مصر ورئيسها العظيم عبد الفتاح السيسي لتعلن المواجهة دفاعًا عن الأمن القومي العربي، ولمنع تقسيم ليبيا إلى ليبيا الشرقية وليبيا الغربية خاصة وأن هذا الأمر سيؤدي لتبعات حقيقية على الأطراف الآخرين في الإقليم والساعين للتعامل مع تركيا ومن ورائها، والرسالة أن هناك أطراف داعمة من وراء الستار لما يجري بل أن دول بالاسم في الإقليم بأكمله تسعى لاستقطاب المال والنفوذ والاستثمارات التركية بهدف تحقيق معادلة التوازن في منظومة المصالح الحقيقية مع محاولة جر مصر إلى دوائر مفرغة تمامًا حيث مخطط إرباك مصر واضحًا تمامًا من الجنوب حيث أزمة سد النهضة إلى الشرق حيث الصراع الدائر في ليبيا التي تحولت من شأن إقليمي عربي إلى صراع مفتوح على المستوى الدولي له حساباته وتقديراته المتعارف عليها والتي تعمل وفق منظومة إقليمية ودولية صعبة بالفعل وتحتاج إلى ضوابط ومعايير مختلفة إضافة إلى مخطط تسخين جبهة سيناء مجددا وهو ما برز في العمل الإجرامي الأخير في بئر العبد.

هنا مكمن الأهمية التي توليها مصر في إطار المواجهة الاستباقية مع تركيا في ليبيا حيث ما تزال تتبني مصر خيارا يدعو للتسوية السياسية المنشودة، وهو ما أكده الرئيس السيسي عندما طرح رؤيته  التي بلورها اعلان القاهرة بصورة واضحة، ومع ذلك لم  يتجاوب الجانب التركي أبدًا مع صوت العقل والتهدئة.

مصر العظيمة بقياداتها قادرة على المواجهة وقادرة على أن تفرض خياراتها السياسية والإستراتيجية في الإقليم وتجاه تأمين مصالحها.. عاشت مصر وعاشت قواتها المسلحة وعاش قائدها الغالي.