الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بعد إعلان إثيوبيا عن انتهاء المرحلة الأولى من الملء.. مفاوضات سد النهضة «للخلف در»!

الرئيس نيوز

وانتهت أعمال القمة الإفريقية المصغرة لرؤساء الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، عبر الفيديو كونفرانس، من دون التوصل إلى توافق بخصوص إجراءات التعامل مع  ملء وتشغيل سد النهضة، أو الوصول إلى اتفاق قانونى، كان ذلك بحضور رئيس جنوب أفريقيا بوصفها الرئيس الحالى للإتحاد الافريقى، ومكتب الاتحاد الأفريقي. 

وأكد خبراء أن المفاوضات لم تقدم جديدا بخصوص الإعلان الإثيوبى ببدء التخزين أو عدم الالتفات للمطالب المصرية، إضافة أنه إلى الآن لم يتم توقيع اتفاق قانونى ملزم حول ملء السد، وآلية فض المنازعات، وما سيتم خلال سنوات الجفاف والجفاف الممتد؛ موضحين أن حالة عدم التوافق بعد فشل المباحثات تؤدى لاحتمالية عودة ملف الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي للمرة الثانية وتصعيد الإجراءات.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أكد على وجود الرغبة الصادقة لدى مصر لتحقيق تقدم على صعيد القضايا الخلافية، والتي تعد جوهرية في أي اتفاق عادل ومتوازن يتم التوصل إليه بشأن سد النهضة، مشدداً على أن الأمر يتطلب توافر الإرادة السياسية للتوافق حول تلك القضايا العالقة، بما يعزز فرص وجهود التوصل للاتفاق المنشود، ويدعم بناء الثقة والتعاون لتحقيق المصلحة المشتركة بين الدول الثلاث.

 

مواصلة المفاوضات للبحث عن حل


 في ختام القمة تم التوافق على مواصلة المفاوضات والتركيز في الوقت الراهن على منح الأولوية لبلورة اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، على أن يتم لاحقًا العمل على بلورة اتفاق شامل لجميع أوجه التعاون المشترك بين الدول الثلاث فيما يخص استخدام مياه النيل.

وقال الدكتور حمدى عبدالرحمن، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، إنه بعد قراءة البيانات الصادرة عن الأطراف الرئيسية وتحليل مضمونها لا نستطيع التوصل إلى جملة مفيدة، لافتًا لما صرح به رئيس الاتحاد الأفريقي بأن المفاوضات الثلاثية لا تزال في مسارها الصحيح، إذ يقصد المسار الإفريقي ووجود حللول لمشكلات القارة، من دون أن يذكر أي تفاصيل حاسمة في ذلك الملف الهام. 

وأضاف «عبدالرحمن» أن البيان الإثيوبي يبدو أنه موجها للداخل ويعكس لغة المنتصر حيث يقول بكل وضوح أنه تم استكمال المرحلة الأولى من الملء الأول للسد؛ متجاهلًاتراجع وزير الري الإثيوبى عن تصريح سابق له ببداية ملء السد، ولم يكتف بهذا الإعلان بل أكد أن المتبقي هو قضايا فنية سوف يتم استكمالها.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن  التصريحات المصرية لا تفعل سوى المطالبة باستمرار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق ملزم، والفصل بين سد النهضة وأي مشروعات أخرى مستقبلية حيث أن ذلك يقتضي اتفاقا شاملا آخر.


 قرار إثيوبيا بالملء سابقة خطيرة


وأكد «عبدالرحمن» إنه بات من الواضح أن أثيوبيا بحسب بيان رئيس وزرائها أتمت مرحلة الملء لهذه السنة بإرادتها المنفردة، واتفقت الدول الثلاثة على استمرار المفاوضات حول المسائل الفنية حتى يتم التوصل لاتفاق شامل، مشيرا إلى أنه على الرغم من محدودية تأثير الملء في السنة الأولى على دولتي المصب، فإن القرار الأحادي دون التنسيق مع كل من السودان ومصر يمثل سابقة خطيرة ويهدم قاعدة الإخطار المسبق التي تبنى عليها حقوق مصر التاريخية.

وأضح أن استمرار التأكيد الإثيوبي على المفاوضات المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي وحصرها في الجانب الفني لا يلبي الحد الأدنى من الطموحات المصرية، ولذا يجب الانتظار حتى وضوح الرؤية في الأيام القادمة.


اقرأ ايضا

الحكومة: التحالف الدولى ضد كورونا يوفر 2 مليار جرعة لقاح في ديسمبر

فشل الوساطة الأمريكية.. أزمة قطر«مستعصية على الحل» رغم مساعي ترامب

أزمة ليبيا: تناقض تصريحات «أنقرة».. وخبراء: تركيا لا تقدر على المواجهة



وأوضح أنه في حالة الإصرار والتعنت الإثيوبي على تلبية الحد الأدنى من الطموحات المصرية يمكن البدء باتخاذ عدة خطوات تتضمن الإعلان أمام العالم كله عن توقف المفاوضات بسبب التصرفات الإثيوبية الأحادية وهو ما أقرت به، إضافة إلى سحب التوقيع من إعلان المبادئ وهو ما يعني نزع المشروعية عن سد النهضة، وبذلك يصبح الملف أمام مجلس الأمن الدولي باعتباره قضية تهدد السلم والأمن الدولي، مشيرا إلى أن صانع القرار المصري يملك أدوات أخرى للتصعيد تتطلب مزيد من الدراسة والحكمة لأن تكلفتها باهظة ومعركة وجودية.


عبث إثيوبى وعدوان على حقوق مصر 


من جانبه قال هانى رسلان، مستشار وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الحديث عن اتفاق ملزم يواجه برغبة إثيوبية بجعله صيغة استرشادية، ورغم عدم وجود تفاصيل عن القمة إلا أن هناك متغيرا جديدا وهو إعلان الملء دون اتفاق بين الأطراف الثلاثة، والذى كان محل للخلاف بين مصر وإثيوبيا من ناحية والسودان وإثيوبيا من جانب آخر.

وأكد رسلان أن تصرف إثيوبيا المنفرد بالملء يعد إفشال لجهود الاتحاد الإفريقى بعدم القيام بسلوك أحادى لنسف المفاوضات، وأن استمرار المفاوضات أصبح بلا جدوى  خاصة فى ظل الكذب والتضليل الإثيوبى، لافتًا لأنه يجب إنهاء ذلك والعودة إلى مجلس الأمن، خاصة أن الأمر يتعلق بقضية وجودية وسبق وأكدت مصر عليها، والاستمرار فى التفاوض يمثل عدوان على القانون والحقوق المصرية فى ظل أن ما يتم من إثيوبيا خارج المنطق وعبث.

وأوضح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن موقف الاتحاد الإفريقى مائع ولا يملك عصا أو جزرة، وإثيوبيا تستخدمه بطريقة مسيئة له وستفقده المصداقية والفاعلية.