الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أزمة ليبيا: تناقض تصريحات «أنقرة».. وخبراء: تركيا لا تقدر على المواجهة

الرئيس نيوز

يعبر الموقف التركي بشأن التدخل العسكري في ليبيا عن تناقض كبير، ففي الوقت الذي تؤكد فيه على استمرارها في دعم حكومة الوفاق المنتهية الصلاحية بالأسلحة والمرتزقة، لاختراق سرت والجفرة؛ يخرج وزير الخارجية التركي «تشاووش أوغلو» ليؤكد أن الحل الوحيد في ليبيا هو الحل السياسي ولا يوجد حل غير ذلك.

تزامن ذلك مع تأكيد المتحدث باسم الرئاسة التركية «إبراهيم قالن» أن بلاده ليس لديها أي خطة أوتفكير لمواجهة أي دولة في ليبيا، في حين أن الإجراءات التركية على الأرض تظهر سعيها للدفع بالميليشبات نحو اختراق الخط الأحمر «سرت الجفرة» الذي حددته مصر، آخذة في الاعتبار التحركات الرسمية للقاهرة استجابة للبرلمان الشرعي الليبي.

تدخل واشنطن لحل الأزمة

من جانبه، أشار الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،  إلى اتصال الرئيس الأمريكي، دونالد الترامب بالرئيس السيسي، موضحاً أن ذلك يعني رغبة واشنطن في نزع فتيل التوتر، خاصة أنه تواصل مع بالرئيس التركي قبل أيام.

وتابع «عبدالفتاح» أن واشنطن لا تريد لحلفائها أن يتقاتلوا في ليبيا، وما يهمها هو منع تموضع روسيا في ليبيا، ولا تريد صراع مصري تركي في ليبيا، لافتًا بأن القادم سيكون حلحلة ومفاوضات وتسوية بدلاً من المواجة العسكرية.

المواجهة العسكرية أمر مستبعد

من جانبه قال محمد حامد، الباحث المتخصص في الشأن التركي، إن التدخل التركي في ليبيا وفق التقديرات المصرية  لايتعدى التدخل الشكلي عبر شركات خاصة أو المرتزقة أو مجموعات الفنيين لتفكيك الألغام والتنسيق، ولكن قوات الجيش التركي لم تتدخل رسمياً لأنها بالتأكيد لاترغب في مواجهة مصر عسكرياً.

وأكد «حامد» أن مايحدث في ليبيا مجرد مناوشات سياسية يديرها أردوغان ولا يمكن أن يتطرق لمواجهة مع الجيش المصري، خاصة وأن تركيا لا تمتلك القدرة على نقل القوات العسكرية لمسافة 2000 كم من أنقرة إلى طرابلس.

ورغم تأكيد الخبراء على أن مصر قد حققت استراتيجية الردع تماماً بعد تفويض البرلمان المصري للرئيس السيسي وللقوات المسلحة بارسال قوات لمهام قتالية في ليبيا، إلا أن مصر تؤكد على الحل السياسي الذي يحفظ وحدة وسلامة ليبيا، ويحمي ثرواتها ومقدراتها.

وفي سياق الجهود المصرية، أجرى السفير سامح شكري، وزير الخارجية اتصالين هاتفيين مع كل من وزير خارجية فرنيا، جان إيف لو دريان، و وزير خارجية ألمانيا، هايكو ماس، بحث خلالهما أهمية العمل نحو الدفع قدماً لتحقيق التسوية السياسية هناك.

موقف مصر يدعم الوصول لحل سياسي (ليبي_ليبي)

وشدد شكري على الموقف المصري على الأولوية التي توليها القاهرة للعمل على وقف إطلاق النار للتوصل إلى حل سياسي (ليبي _ ليبي)، مشيرًا لأن إعلان القاهرة، يأتي مكملاً لمسار برلين، ويهدف لتعزيز فرص تحقيق مثل هذا الحل الذي يحافظ على الدولة الوطنية الليبية ووحدة أراضيها، ويسمح بمواصلة جهود القضاء على الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة حتى ينعم الشعب الليبي الشقيق بالأمن والاستقرار.

في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على ضرورة تدخل الأطراف الدولية المؤثرة لإقناع أطراف النزاع سواء في سوريا أو في ليبيا باللجوء للحلول السياسية ووقف إطلاق النار.