الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تطورات سودانية بشأن سد النهضة.. وخبراء: موقف ملتبس من البداية (تقرير)

الرئيس نيوز

اتخذت مصر قرارا بإحالة أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي، إلى مجلس الأمن الدولي بعد فشل المفاوضات وفقا للباب السادس من ميثاق الأمم المتحدة التي تجيز للدول الأعضاء أن تنبه المجلس إلى أي أزمة من شأنها التأثير على فرص التوصل إلى اتفاق أو تهدد السلم والأمن الدوليين، خاصة بعد رفض مصر ملء وتشغيل السد دون اتفاق قانونى ملزم لكافة الأطراف.

واصلت السودان فى ذات الوقت، تذبذب موقفها الدائم بشأن الأزمة والذى بدا واضحا خلال فترة المفاوضات السابقة على مدى عقد كامل، أو خلال مفاوضات واشنطن والتحفظ بشأن التوقيع على الاتفاق أو الانحياز للموقف الإثيوبي كثيرا، ما أثار الجدل ودعا البعض للبحث عن دوافع الموقف، ورفض استخدام مصر لحقها فى الدفاع  عن نفسها وعدم القدرة على إدانة الموقف الإثيوبى الذى يضر السودان نفسه.

تصريحات سودانية متضاربة

قال وزير الدولة بالخارجية السودانية عمر قمر الدولة، فى تصريحات صحفية، إن السودان لن يدخل في مواجهة مع إثيوبيا في حال إقدامها على خطوة ملء خزان السد دون اتفاق، مشيرا إلى أن الخرطوم ستتعامل مع الأمر الواقع وتبحث عن حلول عبر الحوار، كما أنها ترفض ‪   تصعيد القاهرة لقضية سد النهضة واللجوء إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرا إن ذلك يعقد الأمور، مؤكدا أن الاتفاق الثلاثي الملزم سيضع حلا نهائيا للأزمة.

من جانبه أكد وزير الري السودانى ياسر عباس، الأحد، تمسك السودان بالتوقيع على اتفاق قبل البدء في ملء سد النهضة الإثيوبي المقرر في يوليو المقبل، وأنه شرط أساسي، وأن الخرطوم متحسبة لكافة السيناريوهات لضمان الحقوق، مع التمسك بالمفاوضات لأنها أنجح سبل التوصل لتفاهم حول الأزمة.

وقال هشام كاهن، مسؤول الشؤون القانونية في الجانب السوداني، إن الخرطوم تتفاوض للوصول إلى اتفاقية دولية ملزمة للدول الثلاث، مشيراً إلى أن الخلافات تركزت على مسائل قانونية من أحد الأطراف بالمفاوضات، لتكوين آلية لفض النزاعات ومدى إلزامية الاتفاقية المحتملة للدول الثلاث، بالإضافة إلى رفض محاولة إقحام الاتفاقات السابقة في الاتفاق الحالي، وأن السودان يرى ضرورة التوقيع على اتفاق ملزم يحفظ مصالح كل الأطراف.

موقف السودان ملتبس

أستاذ العلوم السياسية بجامعة زايد فى الإمارات العربية المتحدة الدكتور حمدى عبدالرحمن، أكد أن موقف السودان ملتبس منذ البداية، حيث أنه يرى أن منافعه من السد أكثر بكثير من تحفظاته والتي يمكن الاستجابة لها، فضلا عن ذلك لا توجد ضغوط شعبية كبيرة على المفاوض السوداني نتيجة حالة الانقسام السياسي.

قال أستاذ العلوم السياسية فى تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، إن ضعف الحكومة الانتقالية يجعلها عاجزة عن الرد على الاعتداءات الإثيوبية على منطقة الحدود، كما أن السودان تحاول أن تنفي دوما عن نفسها موقف الحياد أو الوساطة وأنها تسعي فقط لتحقيق مصالحها الوطنية.

وأكد عبدالرحمن، أن المعركة التي تخوضها مصر تنطلق من ثوابت حركتها في الدفاع عن مصالحها وأمنها المائي في ظل تحولات إقليمية ودولية بالغة التعقيد.

شجاعة سودانية مفاجئة

الدكتور هانى رسلان خبير المياه بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إنه من الملاحظ أن الوزير السودانى عمر قمر الدولة، لم يجرؤ على انتقاد الموقف الإثيوبى أو إدانته بكلمة، رغم أن وزير الرى السودانى ياسر عباس له تصريحات سابقة كررها فى أكثر من مناسبة أن الملء الأحادى سيلحق أضرارا جمة بالسودان وخاصة بخزان الروصيرص.

أوضح رسلان أن السودان له أن يفعل ما يشاء وأن ينتقل من موقف إلى آخر، فلا تثريب عليه، ما دام يرى أن هذه مصالحه حسب رؤية حكومته، ولكن السؤال لماذا الشجاعة مرة واحدة والقول إن السودان ترفض التصعيد إلى مجلس الأمن الدولي لحل الأزمة الحالية بعد فشل المفاوضات بشأن سد النهضة؟ مؤكدأ أنه يتغافل عن الموقف الإثيوبي ومحاولة فرض الأمر الواقع وعدم الالتفات إلى مطالب مصر، كما أنه يحاول التدخل والتعليق على الموقف المصرى ويرفض حقها فى اللجوء إلى مجلس الأمن  لحل الأزمة.