الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"حُذفت في التلفزيون".. عبارة مفاجِئة أضافها "الشعراوي" في حلف اليمين أمام السادات

الشعراوي يحلف اليمين
الشعراوي يحلف اليمين أمام السادات 1976

22 سنة مرت على رحيل الداعية الشهير محمد متولي الشعراوي، الذي توفي في مثل هذا اليوم، 17 يونيو، عام 1998.

وُلد  "الشعراوي" في 15 أبريل 1911 بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وبرز دوره كواحد من علماء الدين عندما سافر إلى السعودية عام 1950 ليعمل أستاذا بجامعة أم القرى.

وفي الستينيات عين "الشعراوي" مديرا لمكتب شيخ الأزهر حسن المأمون، ثم سافر إلى الجزائر رئيسا للبثعة الأزهرية هناك، قبل أن يُنقل إلى السعودية لنفس الغرض.


بعد ذلك، كان "الشعراوي" على موعد مع المنصب الوزاري، عندما أصبح وزيرا للأوقاف والدولة لشئون الأزهر في وزارة ممدوح سالم الثالثة، منذ نوفبمر 1976 إلى أكتوبر 1978.

فس السطور التالية نستعرض كيف عُرضت الوزارة على "الشعراوي" ولماذا كان مترددا في الموافقة، وما الذي حدث عندما ذهب لحلف اليمين الدستورية أمام الرئيس أنور السادات.


يروي "الشعراوي" بنفسه للكاتب سيد أبو العينين في كتاب "الشعراوي الذي لا نعرفه"، والصادر عن دار أخبار اليوم 1995، أنه كان في محاضرة أمام الطلاب بكلية الشريعة في مكة المكرمة، عندما جاءه النبأ لأول مرة.

ما حدث أن السفير المصري في السعودية اتصل تليفونيا بـ"الشعراوي" قائلا له: "طالبينك في مصر"، وعندما سأله "من الذي يطلبنيي"، أجاب السفير: "الرياسة"، ثم دعاه للحضور إلى مقر السفارة.

اقرأ أيضا: بفسيخ وطعمية.. قصة حضور "الشعراوي" مباحثات كامب ديفيد مع السادات

"الشيخ بيعلم الناس إزاي يقتلوا رؤساءهم!".. هل تنبأ الشعراوي باغتيال السادات؟

في مكتب السفير اتصل ممدوح سالم الذي كان يجري مشاورات تشكيل الحكومة، وأبلغ الشيخ أنه وقع عليه الاختيار لوزارة الأوقاف.

يقول متولي الشعراوي عن درة فعله: "حاولت أن أعتذر عن عدم قبولي الوزارة شاكرا لهم تفضلهم باختياري وتكلمنا طويلا. وشرحت له ظروفي وقلت له: إنني غريب عن مصر منذ 26 عاما وليس لي جلد على مثل هذا العمل".


لكن ممدوح سالم لم يقتنع بأسباب "الوزير المرشح" ورد بعبارات شجع فيها "الشعراوي" على تولي الوزارة لـ"النهوض بها وبرسالتها السامية".

بعد هذا الإلحاح، صارح "الشعراوي" ممدوح سالم بأسباب الحقيقية، موضحا له أن هناك ظروف وأوضاع تحول دون تحقيق ما هو مطلوب لإنجاز تلك المهمة، مثل التضارب في قانون الأزهر، ووجود وزيرين، واحد للمشيخة والثاني للأوقاف.

طمأن ممدوح سالم "الشعراوي" أنه متفهم لما يقوله، وطلب منه كتابة مذكرة بما يراه، ووعده بأنه سيدعمه عند رفعها لرئيس الجمهورية.

عاد "الشعراوي" إلى مصر، وبحسب ما يرويه، فإن صلى صلاة استخارة، ونام، ثم استيقظ فوجد نفسه ذاهب إلى مقابلة ممدوح سالم للموافقة.

في اليوم التالي، أرسل ممدوح سالم سيارته إلى الشيخ فأقلته إلى القصر الجمهوري لحلف اليمين الدستورية أمام الرئيس "السادات".


هنا تصرف "الشعراوي" على نحو مفاجئ وغير معتاد في مثل هذه المواقف. يحكي: "كان اليمين مكتوبا في ورقة، وأقسمت بما كتب فيها ثم أضفت كلمة في نهاية القسم من عندي وهي "إن شاء الله"، وقد قتلها وأنا أطوي الورقة وأضعها في جيبي.. فضحك السادات".

ويعلق الوزير الأسبق الذي كان مؤيدا لـ"السادات" بشكل لا يقبل المراجعة، قائلا: "أدركت أنه سعد بسماع هذه الكلمة عملا بالآية الكريمة "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله". لكنهم حذفوا كلمة "إن شاء الله" في الإذاعة وفي التلفزيون".