السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بفسيخ وطعمية.. قصة حضور "الشعراوي" مباحثات كامب ديفيد مع السادات

الشعراوي- السادات
الشعراوي- السادات وكارتر وديان

في 5 سبتمبر 1978، أغلق الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أبواب منتجع "كامب ديفيد" الرئاسي، على أعضاء وفدي مصر وإسرائيل، عازلا الجميع عن أي مؤثرات قد تعيق خطته لتوقيع معاهدة سلام.

ظل الجميع في هذا "السجن الواسع" لمدة 12 يوما، منفصلين عن العالم تقريبا، إلى أن تم توقيع اتفاق في 17 سبتمبر، وقع عليه أنور السادات ومناحم بيجين، وجيمي كارتر الوسيط.

الشعراوي الذي لا نعرفه

في تلك الأجواء الدبلوماسية المشددة، هل تتخيل أن الداعية الراحل محمد متولي الشعراوي كان هناك، في "كامب ديفيد"؟

بحسب الشعراوي فإن هذا حدث بالفعل، وفق ما يرويه للكاتب سيد أبو العينين في كتاب "الشعراوي الذي لا نعرفه"، والصادر عن دار أخبار اليوم 1995.

في البداية، ينفى "الشعراوي" وجوده في كامب ديفيد ضمن الوفد المصري الرسمي المشارك في المباحثات، مشددا إلى أن ذهابه إلى المنتجع الرئاسي الأمريكي لم يكن بدعوة من أية جهة.

ذهب الشيخ بمفرده كما يقول، لكنه يضيف أنه أقام في نفس الفندق الذي كان يقيم فيه بعض أعضاء الوفد المصري، دون أن يشرح ملابسات السماح له بهذا، علما بأن كل منشآت المنتجع كانت مقصورة على الدبلوماسيين فقط آنذاك.

فسيخ وجبنة قديمة في كامب ديفيد

كيف ذهب الشعراوي من الأصل؟ يروي وزير الأوقاف الأسبق أن رحلته في الأساس كانت إلى كندا، برفقة بعض من أصدقائه، حيث تلقى دعوة لإلقاء عدة محاضرات للعرب المغتربين هناك.

وفي موقف طريف، يحكي الشعراوي أنهم أخذوا معهم في الرحلة الأكلات المصرية التي يحبونها مثل "صفائح الفسيخ والجبنة القديمة والطعمية".

وتابع الشيخ ضاحكا: "ورغم أن هذه الأشياء ممنوعة ولا يمكن أن تمر في أي مطار في الدنيا إلا أننا دخلنا بها إلى كندا وإلى أمريكا، وكان ضبطها في أي فندق يكفي لإعلان حالة الطوارئ وإبلاغ النجدة"!.

في كندا، أمضى الشعراوي عدة أيام حضر فيها ندوات في مراكز إسلامية هناك، وفي طريق عودته منها ذهب إلى واشنطن، وإلى كامب ديفيد، لكن الشيخ لا يفسر سبب هذه الخطوة المفاجئة.

أبو غزالة وفشل المباحثات

ويكشف الشعراوي أن المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع الراحل، كان آنذاك ملحقا عسكريا في واشنطن، ولأنه كان على صلة بالشيخ فإنه كان يأخذه في سيارته ويطوف به العاصمة الأمريكية، بل كان يحدثه عما يجري في المباحثات بين مصر وإسرائيل.

يروي الداعية الراحل أن "أبو غزالة" قال له في يوم: "خلاص المباحثات فشلت، ونحن الآن نجمع أوراقنا استعدادا للعودة إلى مصر".

ويشير الشعراوي أنه علق على كلام المسئول العسكري المصري بعبارة "ربنا يعمل اللي فيه الخير"، وفي اليوم التالي جاء "أبو غزالة" بأخبار جديدة قائلا: "هناك انفراج يا مولانا في المباحثات. هناك تقدم على طريق الاتفاق".

3 أيام في كامب ديفيد

وبحسب الشعراوي فإنه أمضى في معسكر كامب ديفيد الثلاثة أيام الأخيرة، وهي الفترة الأصعب في عمر المباحثات، لكنه لم يحضر توقيع الاتفاق، إذ سافر ليلتها عائدا إلى مصر.

ولا يقدم الشعراوي إجابة مقنعة لسؤال: لماذا ذهب إلى كامب ديفيد؟ وكيف تسنى له الحضور في أجواء المباحثات؟ إذ يجيب ببساطة قائلا: "لم يكن هناك ترتيب مسبق.. لقد مررنا عليها ونحن في طريق العودة من كندا إلى القاهرة".