"أين الرقابة؟!".. أزمة في مجلس الشيوخ بسبب أفلام "عبد الوهاب"

- عضو يتهم فيلمي "دموع الحب" و"يحيا الحب" بالدعوة للفسق.. والوزير المختص: رجع وعمل "ممنوع الحب"!

بعد نحو 70 سنة على إلغائه، يعود "مجلس الشيوخ" إلى الواجهة السياسية مجددا، ليمثل الغرفة الثانية للبرلمان المصري، بعد أن أقر مجلس النواب مؤخرًا ملامح تشكيل المجلس.

وظهر مجلس الشيوخ في الحياة البرلمانية المصرية لأول مرة في مارس عام 1924، عندما عقد جلسته الأولى، بعد انتخابات جرت في فبراير من ذلك العام، بناء على ما نص عليه دستور 1923، وكان دوره استشاريا، يختص بالمناقشات واقتراح القوانين دون إقرارها.

اقرأ أيضا: "150 جنيه" من شروط عضويته.. تعرف على "مجلس الشيوخ" في عهد الملكية

ومثال على تلك المناقشات، ما تكشفه لنا مجلة "الإثنين والدنيا"، في عددها الصادر في 6 يناير عام 1947، من كواليس ما كان يدور داخل "الشيوخ".

وتحت باب "عندما يضحك البرلمان" الذي كان مختصا بطرائف الجلسات، ذكرت المجلة، أنه في العام 1942، قدم أحد الأعضاء، الذين كان يطلق عليهم داخل الجلسات "الشيوخ"، سؤالا إلى وزير الشئون الاجتماعية عن ضعف الرقابة على الأفلام السينمائية آنذاك.

وضرب عضو مجلس الشيوخ في حديثه مثالا بفيلمين كان قد صدرا في السنوات الأخيرة، وهما "دموع الحب"، عام 1935، و"يحيا الحب"، 1938.

وكان الفيلمان من بطولة المطرب المشهور آنذاك محمد عبد الوهاب، الأول شاركته البطولة فيه المطربة نجاة علي، والثاني ظهرت فيه المطربة ليلى مراد على الشاشة الصغيرة للمرة الأولى.

وبحسب المجلة، فإن عضو مجلس الشيوخ أخذ يصيح في الجلسة: "يا حضرات الشيوخ المحترمين.. كيف يُسمح بوجود فيلم اسمه "يحيا الحب"؟! إن في هذه التسمية لدعوة إلى الفسق والفجور يجب القضاء عليها قبل أن تقضي عليها".

وكان الأمر المثير للانتباه وربما الضحك هو رد وزير الشئون الاجتماعية، الذي قاطع النائب قائلا: "ما تنساش كمان يا حضرة الشيخ المحترم إن اللي عمل "يحيا الحب" رجع تاني ومن نفسه وعمل رواية اسمها "ممنوع الحب".

وكان الفيلم المقصود أيضا من بطولة محمد عبد الوهاب، وشارك فيه كوكبة من الممثلاث الجميلات اللواتي أصبحت بعد سنوات من أبرز نجمات السينما، ومنهن مديحة يسري، سامية جمال، وليلى فوزي.

وفي مفارقة طريفة، فإن هذا الفيلم تضمن اثنين من أشهر أغاني محمد عبد الوهاب، وهما "يا مسافر وحدك" و"بلاش تبوسني في عنيا".