السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"خيانة من جهات متعددة".. لماذا تراجع الجيش الليبي بالمعارك الأخيرة؟

الرئيس نيوز

قال الصحفي المتخصص في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، إن الوضع في ليبيا تعقّد، لكن لا يمكن الحكم عليه بأنه انتهى أو حسم لجهة دون الأخرى؛ فالحروب سجال، موضحًا في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "للأسف ليبيا باتت مسرحًا لصراع القوى الدولية والإقليمية، وكل الأمور تأخذنا إلى السيناريو السوري".

أكد حتيتة أن مصر بينما تحرص على جمع شمل الفرقاء الليبيين، وطي صفحة الصراع، تضع أمنها القومي نصب عينيها، لذلك هي لن تقبل بأي عبث على حدودها الغربية، وتشدد على ضرورة حل الميليشيات وتوحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية.

وعن تصريحات الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، التي قال فيها إن دولًا في المنطقة خذلت القوات المسلحة الليبية، أوضح، أن مصادر ليبية عسكرية أخبرته بأن تونس لعبت دورًا سلبيًا خلال الفترة الأخيرة، ما كان له أثر على تقدم ميليشيا ومرتزقة الوفاق على حساب الجيش الليبي.

لفت إلى أن المصدر العسكري أخبره بأن تونس لم تجعل من حدودها مع ليبيا منطقة ترانزيت لاستقبال المرتزقة والمعدات والذخائر التي بعثتها تركيا إلى ميليشيا الوفاق فقط، بل سمحت بانطلاق 5 طائرات مسيرة من أراضيها ساهمت بشكل كبير في إسقاط القاعدة الجوية الأهم "عقبة بن نافع" المعروفة إعلاميًا بـ"الوطية". 

تابع حتيتة: "المشاركون في عملية إيريني (عملية تنفذها بحرية حلف الناتو لمنع إرسال الأسلحة إلى ليبيا) شاركوا أيضًا في الخيانة، إذ سمحوا للمحتل التركي، بقصف أهداف دقيقة للجيش عبر بوارج تركية رست على شواطئ ليبيا في المتوسط، الأمر الذي دمر معدات مهمة للجيش الليبي. 

وعن السر وراء الخسائر التي مُني بها الجيش الوطني خلال الأيام الماضية، إلى الدرجة التي عاد فيها لحدود ما قبل أبريل 2019، أي قبل إطلاق عملية "الكرامة"؛ لتحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية، قال حتيتة، إن تركيا سخرت كل إمكانياتها لدعم الجماعات الإرهابية والميليشيا التابعة لحكومة الوفاق، فبحسب أدق الإحصائيات فإن أنقرة نقلت ما يقرب من 12 ألف عنصر مرتزق إلى ليبيا للقتال، ومن بين هؤلاء قيادات إرهابية من "النصرة" وتنظيم "لواء المعتصم"، لترتيب صفوف المرتزقة من جهة، ولكونهم أعرف العناصر الإرهابية بحرب الشوارع من جهة أخرى.

أضاف حتيتة: "تركيا سلمت الميليشيات معدات متقدمة جدًا، وقد تم رصد أجهزة قنص متقدمة جدًا تحمل اسم M107، فضلًا عن المقاتلات من طراز (درون) المسيرة، وهي معدات لعبت دورًا في حسم المعارك لصالح ميليشيا الوفاق".          

وأعلن الرئيس السيسي أمس من قصر الاتحادية مبادرة لحل الأزمة السياسية، وصفت بأنها إحياء وإنضاج للمبادرة التي تقدم بها رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، منذ شهرين وقبلها رئيس ما يسمى حكومة الوفاق فائز السراج، وتضمنت وقف لإطلاق النار يبدأ من غد الاثنين، وتشكيل مجلس رئاسي من ثلاث نواب، يمثل الأقاليم الليبية الثلاث (برقة – طرابلس – فزان) على أن تكون مدة ولاية المجلس الرئاسي عام ونصف العام، يوضع خلالها دستور وتعقد على إثره انتخابات رئاسية وبرلمانية. 

ولاقت المبادرة ترحيبًا ودعمًا عربيًا ودوليًا، إذ دعمتها جامعة الدول العربية، ودول (الإمارات والأردن والسعودية والكويت والبحرين)، ودوليًا رحبت بها (روسيا وأمريكا وأيدتها فرنسا)، في حين أعلنت ما تسمى حكومة الوفاق، وتركيا أكبر داعميها رفضها إياها.