الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

في ذكرى وفاته.. نصيحة نهرو لجمال عبد الناصر

الزعيمان جمال عبد
الزعيمان جمال عبد الناصر وجواهر لال نهرو في مصر

عندما نقول "جواهر لال نهرو" فإننا نستعيد حقبة تاريخية استثنائية، فصاحب الاسم هو أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، وأحد قادة حركة "عدم الانحياز" في الستيتينات، والزعيم الشرقي الذي ساهم في رسم سياسات معادية لقوى الاستعمار الغربي.

في مثل هذا اليوم، 27 مايو، 1964، توفي "نهرو" وهو في الخامسة والسبعين، بعد نحو 17 سنة قاد فيها الهند لتصبح قوى إقليمية ذات وزن.

صداقة نهرو وعبد الناصر

وارتبط "نهرو" بصداقة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي شهد حكمه توطيد العلاقات بين الهند ومصر، في الخمسينيات والستينيات، وتبي سياسة إقليمية مستقلة.

تلك الصداقة جعلت الزعيم الهندي السبعيي يتحدث مع الزعيم المصري الشاب بأريحية، مقدما له خلاصة تجاربة في السياسة والحياة، وهو ما حدث بالفعل بحسب قصة نقلها الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل نقلا عن "نهرو"، والذي التقاه وهو على فراش المرض في فبراير 1964، وضمها في كتاب "أحاديث في آسيا".

بعد فشل مشروع الوحدة، وانفصال سوريا عن مصر، في سبتمبر 1961، زار "نهرو" القاهرة، كنوع من التضامن مع الرئيس "عبد الناصر"، وكي يقدم له ما لديه من كلام في تلك الأزمة التي كانت ثقيلة نفسيا على الرئيس المصري.

رأي زعيم الهند في فشل مشروع الوحدة

في اللقاء الذي عقد بينهما، تحدث "عبد الناصر" عن الطريقة التي وقع بها الانفصال وكيف كانت هناك مؤامرات أدت إلى ما حدث.

بعد ذلك طلب "عبد الناصر" رأي صديقه زعيم الهند، فتحدث "نهرو" بينما "ناصر" يسمع باهتمام، لكن رئيس وزراء الهند كان لديه كلام أهم من رأيه في تفاصيل فشل مشروع الوحدة.

قال "نهرو"، الذي كان في الثانية والسبعين، لجمال عبد الناصر، ابن الثالثة والأربعين، آنذاك: "إنني تكلمت معك حتى الآن كسياسي يتحدث إلى سياسي آخر فهل تريدني الآن أن أحدثك كإنسان لإنسان؟"ِ.

نصيحة نهرو لعبدالناصر

رحّب "عبد الناصر" بالطبع، فصارحه "نهرو" بما لديه قائلًا: "إذا أردت رأيي فحاول أن تقلل دورك، الأفراد في هذا العصر الثوري يجب أن يقللوا أدوراهم وأن يتركوا الطبيعة تأخذ مجراها. الطبيعة ببساطة لن تستجيب لأحلامنا ولكنها سوف تستجيب عندما يجئ الوقت وتتماسك فيه كل العوامل والعناصر".

وأكمل "نهرو" نصيحته للرئيس المصري قائلا: "كل ما هو واجب علينا أن نفهم الصراعات وأن نساعد على توجيهها. أكثر من ذلك لا نستطيع. لا تكن مثلي في شبابي تتصور إمكانية تغيير العالم في مدى عمر فرد واحد".

ثم ختم نصيحته بهذه العبارة: "لا تجعل أمتك تتعود الاعتماد على فرد واحد".

نهرو محبط الآمال


ويعلق "نهرو" بعد سنوات من الواقعة، قائلا إن "عبد الناصر" ربما تصور أن رئيس وزراء الهند فقد إحساسه بإمكانية تحقيق أشياء عظيمة.

ثم يكشف "نهرو" أن الزعيم التاريخي لإندونيسا "سوكارنو" صارحه ذات مرة قائلا له: "أنت أصبحت محبطا للآمال".

ويختم "نهرو" الذي كان يتحدث مع "هيكل" وهو ناهض للتو من على فراش مرضه الأخير: "لكن ماذا أصنع؟ هل يمكن أن أكون إلا نفسي؟ وإذا لم أكن نفسي فمن أكون؟".