الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تشومسكي: أمريكا إلى الهاوية بعد كورونا.. وشركات التكنولوجيا تراقبنا

الرئيس نيوز

قال الفيلسوف الأمريكي البارز نعوم تشومسكي، إن الولايات المتحدة تتجه نحو الكارثة، نتيجة افتقادها لاستراتيجية اتحادية في مواجهة وباء كوفيد-19 وعدم وجود ضمان صحي للجميع فيها.

في معرض تحليله للوضع في الولايات المتحدة كونها الدولة الأكثر تضررا بفيروس كورونا، قال تشومسكي، 91 عاما، إن البلاد تفتقر إلى "إدارة متماسكة"، حيث "يقود البيت الأبيض شخص معتل اجتماعيا مصاب بجنون العظمة، لا يكترث إلا لسلطته والاستحقاقات الانتخابية. عليه بالتأكيد أن يحافظ على دعم قاعدته، التي تضم الثروات الكبرى وأبرز أرباب العمل".

أضاف تشومسكي في حوار مع وكالة "فرانس برس": "منذ وصوله إلى السلطة، فكك ترامب آلية الوقاية من الأوبئة كاملة، فاقتطع من تمويل مراكز الوقاية من الأوبئة، وألغى برامج التعاون مع العلماء الصينيين الهادفة لتحديد الفيروسات المحتملة. الولايات المتحدة كانت غير مهيأة بشكل خاص".

أوضح أن المجتمع الأمريكي مجتمع مخصخص، غني جدا، لديه ميزات كبرى، لكن تهمين عليه المصالح الخاصة. لا يوجد نظام صحي للجميع، وهو أمر شديد الأهمية اليوم. هذا ما يمكن وصفة بالنظام النيوليبرالي بامتياز.

اعتبر تشومسكي، صاحب مئات المؤلفات والأستاذ في جامعة أريزونا، أن "أوروبا أسوأ من نواح عديدة، في ظل برامج تقشف تزيد من مستوى الخطر، والهجمات ضد الديمقراطية، ونقل القرارات إلى بروكسل وبيروقراطية الترويكا غير المنتخبة (المفوضية الأوروبية، البنك المركزي الأوروبي، صندوق النقد الدولي)"، لكنه أردف أنها "تملك على الأقل بقايا هيكل اجتماعي ديمقراطي يؤمن قدرا من الدعم، ما تفتقر إليه الولايات المتحدة".

وحذر تشومسكي من وجود تهديد أخطر من وباء كورونا، وقال إننا "سنخرج من هذا الوباء مقابل ثمن عال جدا"، لكننا "لن نتعاف أبدا من ذوبان الغطاء الجليدي في القطبين، وارتفاع منسوب البحار، والآثار الأخرى السلبية للتغير المناخي".

وتابع أن "الولايات المتحدة.. تتوجه مسرعة نحو الهاوية، عبر إلغاء البرامج والتشريعات التي من شأنها التخفيف من وطأة الكارثة".

وردا على سؤال عن المخاوف من دخول البشرية حقبة جديدة من الرقابة الرقمية مع اعتماد العديد من الدول التكنولوجيا لمراقبة السكان من أجل مكافحة كورونا، قال شومسكي إن التطور التكنولوجي أمر عملي، لكن ذهاب المعلومات "إلى جوجل وفيس بوك والحكومة يعطي إمكانية هائلة للمراقبة والرصد".

وحذر من أنه "إذا تركنا هذه الشركات التكنولوجية العملاقة تسيطر على حياتنا، هذا ما سيحصل. وسيكون الأمر مشابها لما هو قائم في الصين، حيث يوجد أنظمة رصد اجتماعية، وتقنية التعرف على الوجه في كل مكان. كل ما تقومون به مراقب. إذا عبرتم في المكان الخطأ، يمكن أن تخسروا أرصدة".