السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

بسبب أزمة "نجيب وناصر".. طائرة الملك سعود تعلق في الجو لمدة ساعة

نجيب- سعود- عبد الناصر
نجيب- سعود- عبد الناصر

دارت حول معالم القاهرة أكثر من مرّة بلا هدف.. ومرافق الملك سأل نفسه: "هل عاد فاروق للحكم؟"

في مارس عام 1954، وقعت الأزمة الشهيرة في مجلس قيادة ثورة 23 يوليو بين اللواء محمد نجيب من جهة، وبين باقي الضباط الأحرار من جهة أخرى.

وبينما كان أطراف الصراع في اجتماعات متواصلة، والوضع ملتهبا على الحكم، كان الملك سعود بن عبد العزيز، في طريقه إلى القاهرة، فكيف أثرت هذه الأزمة على الزيارة الملكية الأولى لـ"سعود"؟

كواليس ما حدث يرويها السياسي فتحي رضوان، الذي كان وزيرا للإرشاد القومي (الإعلام) آنذاك، وكان رئيسا لبعثة الشرف المصرية المرافقة للملك السعودي.

طيار أمريكي

ويقول رضوان في مذكراته للكاتب ضياء الدين بيبرس أنه كان برفقة الملك سعود على متن طائرة يقودها طيار أمريكي، كانت تقله من السعودية إلى مصر، وعندما اقتربت الطائرة من مطار القاهرة فوجئوا بأنها لم تهبط كما كان متوقعا.

أخذت الطائرة تستدير وتأخذ جولات متكررة فوق معالم القاهرة، واستغرق الأمر حوالي ساعة، وهو ما أثار القلق.

ويعترف فتحي رضوان أنه رغم محاولته التظاهر بالطمأنينة شعر بقلق شديد، بل إن الهواجس أخذت تراوده وهم معلقون بين السماء والأرض، وشبح نفاد الوقود يقترب.

كانت التساؤلات تتلاحق: ما هو هذا الطارئ الذي يحول دون أن يستقبل مطار العاصمة طائرة تحمل ملكا وأعضاء حكومته إلا إذا كان هناك شيء غير مألوف؟

ومن بين الهواجس المقلقة فكر الوزير المصري ومرافق الملك في إمكانية أن يكون الملك فاروق استعاد الحكم وسيطر على الأمور مرة أخرى.

 سر تأخير الطائرة في الجو

في تلك الأثناء الصعبة، كان على فتحي رضوان أن يقوم بدور الدليل السياحي للملك سعود، الذي راح يشاهد معالم القاهرة أكثر من مرة وهو في الطائرة التي كانت تدور وتلف دورات متتالية على نفس الأماكن.

يروي مرافق الملك: "كان عليّ في كل مرة أرى فيها الهرم أن أجد شيئا جديدا أقوله للملك عن الهرم.. وكان لا بد أن أضيف في كل مكرة معلومات لم أقلها من قبل عن القناطر الخيرية والجامعة والنيل.. وكل شيء.. لدرجة أن الملك قال لي ضاحكا: والله بنعينك وزير إرشاد للأمة العربية لأن كل دورة بتعطينا معلومات جديدة!".

بعد ساعة كاملة انفرجت الأزمة وهبطت الطائرة هذه المرة على أرض مطار ألماظة القديم، ليكتشف فتحي رضوان سر تأخير الطائرة في الجو.

يقول: "علمت فور هبوطي من الطائرة أن سبب التأخير هو أن مجلس القيادة وعلى رأسه اللواء محمد نجيب كان مشغولا في نقاش ساخن متفجر في القيادة.. إلى أن الجميع نسوا موعد وصول الملك!".

وساطة الملك سعود بين جناحي السلطة

ويلفت "رضوان" إلى أنه رغم كون الأمور بين "نجيب" والضباط بقيادة جمال عبد الناصر وصلت إلى طريق مسدود، والخلافات على أشدها، فإنه كان عليهم جميعا وفق قواعد البروتوكول أن "يرسموا أعذب ابتساماتهم وهم يستقبلون الضيف الزائر".

ويكشف فتحي رضوان أن الملك سعود من حيث لا يحتسب وجد نفسه في تلك الزيارة يلعب دورا بارزا في الوساطة بين جناحي السلطة، لكن الأوضاع كانت أقوى من أي وساطة، وخرج محمد نجيب من المشهد في شهر نوفمبر من ذلك العام.

ويلفت الوزير والسياسي الراحل أن الملك سعود بعد أن حضر اجتماعات للطرفين، أبدى له إعجابه بجمال عبد الناصر، قائلا بلهجة سعودية: "رجّال والله.. زين".