الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

إثيوبيا تعلن التخزين.. خيارات مصر وموقف السودان (تقرير)

الرئيس نيوز

كشفت مصادر مطلعة على ملف المياه، أن إثيوبيا طلبت إرسال وثيقة تتضمن تفاصيل الملء الأول للسد إلى مصر والسودان، لكن تم رفض طلبها لعدم استكمالها عملية التفاوض، حيث كان من ضمن أسباب الرفض السوداني هو تخوف الخرطوم الأساسي من مسألة الأمان خلال عملية ملء الخزان تحديدا سد السرج الداعم لبحيرة السد.

المتحدث باسم الشؤون الخارجية بالإنابة في إثيوبيا أمسالو تيزازو، قال إن خطة  ملء سد النهضة تبدأ في موسم الأمطار المقبل، كما أنها جزء من بناء السد، وبالتالي فإنه لا توجد حاجة إلى إخطار السودان ومصر.
تيزازو أضاف أن الرسالة التى قدمتها مصر لمجلس الأمن الدولي مؤخرا بشأن سد النهضة، ليست مفاجأة، ومدعيا أها لن تحقق أي نتيجة، مضيفا بأنه لا شيء متوقع منا فيما يتعلق بملء السد، لأن مصر والسودان يعرفان أن ذلك سيحدث عندما يصل البناء إلى مستوى معين، وبعد كل شيء فإنه يتم بناؤه لملئه، وأن القاهرة والخرطوم تعرفان متى ستتم العملية والكمية في كل مرحلة، كما إن إثيوبيا حريصة على الاستخدام العادل والمنصف للموارد المشتركة بين جميع دول حوض النيل، على حد وصفه.

سياسة الأمر الواقع

الدكتور علاء عبدالله الصادق، أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بمملكة البحرين، قال إن التصريحات الإثيوبية الأخيرة تشير إلى بداية الملء والتشغيل يوليو القادم رغم عدم الوصول إلى إتفاق قانونى ملزم لكافة الأطراف، وبه كافة البنود والشروط  والسياسات المفصلة بشأن قواعد الملء والتشغيل لخزان السد، وآلية فض المنازعات التى قد تنشأ مستقبلا، مؤكدأ أنها العادة التي تنتهجها أثيوبيا، فهي تستنفذ كل الطرق وتستهلك الوقت لفرض سياسة الأمر الواقع، حتى تقوم بالبدء في ملء السد دون الالتفات إلى الاعتراضات المصرية، وعدم صدق النوايا لتحقيق التنمية المستدامة في حوض النيل الأزرق، وعدم تصعيد الأمر، رغم وجود عدد من الخيارات المتاحة لمصر لوقف ذلك حاليا. 

أوضح الصادق فى تصريحات خاصة لـ" الرئيس نيوز"، أن توافق مصر والسودان وتمسكهما بمرجعية مسار واشنطن الخاص بملء وتشغيل سد النهضة يدعم الحق المصري ويكشف حقيقة الجانب الإثيوبي للعالم، خاصة أننا نملك اتفاقية تمت برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي، وقمنا بالتوقيع عليها في واشنطن وأثبتنا حسن النوايا وكشفنا الجانب الإثيوبي على حقيقته أمام العالم كله، مؤكدأ عدم القدرة على التخزين دون الإتفاق على قواعد الملء والتشغيل بين الدول الثلاث.

ماذا عن الجفاف؟

أشار أستاذ الموارد المائية، إلى أن التصريحات الإثيوبية تشير إلى تنفيذ خطتهم لبدء ملء سد النهضة مع بداية الفيضان المقبل أى فى يوليو القادم رغم عدم الاتفاق، مشيراً إلى أن المشكلة الأساسية في حالة حدوث جفاف ممتد لعدة سنوات كما هي عادة نهر النيل "السنوات السبع العجاف" والذي حدثت آخر موجة منه في ثمانينيات القرن العشرين، حيث توالت الفيضانات المنخفضة من الهضبة الإثيوبية لمدة ثماني سنوات قضت بالكامل على كل المخزون في بحيرة السد العالي، حتى وصل إلى منسوب 149 فوق سطح البحر من منسوب 179. 

أوضح الصادق أنه في حالة حدوث الجفاف، فستقوم مصر والسودان بالسحب من المخزون في بحيرة السد العالي خلال السنوات العجاف لتعويض نقص مياه الفيضان، وحتى في حالة حدوث فيضان مرتفع بعدها، ستحجز إثيوبيا كافة مياه الفيضان وتقوم بتصريفها تدريجيا ما سيكون له تأثير على توليد الكهرباء والرقعة الزراعية. 

كانت مصر أرسلت إلى مجلس الأمن مشددة على أهمية الانخراط الإيجابي من جانب إثيوبيا في مباحثات لتسوية الملف بشكل عادل ومتوازن، بما يضمن استدامة الأمن والاستقرار في المنطقة.