الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

شيخ الإسلام أم منظر الإرهاب؟.. أستاذ تاريخ يدافع عن ابن تيمية.. وأزهري: أحد علماء الإسلام يخطئ ويصيب

الرئيس نيوز

أعاد مسلسل الاختيار الذي يروي سيرة الشهيد أحمد منسي وبطولات القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب، الجدل مجددا حول أحمد بن تيمية الحراني المعروف بـ"شيخ الإسلام"، عقب ظهور الداعية الإسلامي رمضان عبد المعز في إحدى الحلقات يشيد بفتاوى ابن تيمية يفندها ووضح كيف استغلها التكفيريين في تنفيذ جرائمهم، وهو ما اعتبر رد اعتبار له، وفي المقابل شن البعض هجوما حادا عليه معتبرين أنه له فتاوي تكفيرية.

ابن تيمية .. شيخ الإسلام أم منظر الإرهاب


وقال الدكتور محمد يسري أبوهدور أستاذ التاريخ الإسلامي، إن ابن تيمية عاش في القرنين السابع والثامن الهجريين، بينما مصطلح الإرهاب -باستخداماته المعاصرة- هو مصطلح حديث يعود للفترة ما بعد الكولونيالية، وهو مصطلح حداثي مثله مثل مصطلحات القومية أو الوطنية، ومن هنا فيجب أن نعي منذ البداية أن ربط ابن تيمية بالإرهاب أمر خاطئ ومعيب، لأن ما نقصده بالإرهاب حالياً لم يكن موجوداً زمن ابن تيمية، فهذا نوع من أنواع المغالطات التاريخية، والتي يتم فيها تلبيس الشخصيات التاريخية بأحكام معاصرة.

أما عن الارتباط بين ابن تيمية والإرهاب يضيف أبو هدور في تصريح لـ"الرئيس نيوز": "هنا يجب أن نلفت النظر منذ البداية إلى أن تأثير ابن تيمية الفكري في جماعات الإسلام السياسي المعاصرة ليس كبيراً مثلما يُروج له في الإعلام وفي الخطابات الشعبوية".

ابن تيمية في مسلسل الاختيار


وتابع: "توجد دراسة مهمة للباحث المصري الدكتور هاني نسيرة بعنوان "متاهة الحاكمية"، أثبت فيها بالدليل القاطع أن كلاً من المودودي وسيد قطب وحسن البنا –وهم الأباء المؤسسون لتوجه الإسلام السياسي المعاصر- لم يتأثروا كثيراً بابن تيمية، وعلينا فهم الظروف والسياقات التاريخية التي عاش فيها، وكيف أثرت تلك الظروف في إنتاجه الفكري، وهو الإنتاج الذي ستتلقفه الجماعات المتشددة في العصر الحديث، لقد عاصر الغزو المغولي لبلاد الإسلام، وأيضاً عاصر الوجود الصليبي في بلاد الشام، ومع مطلع القرن الثامن الهجري، كان ابن تيمية في دمشق يدعو لجهاد المغول الذين استعدوا لغزو بلاد الشام، باعتقادي، تلك اللحظة مهمة جداً في فهم ابن تيمية المغول في تلك الفترة كانوا قد تحولوا للإسلام، وكانوا يميلون للتشيع ابن تيمية الذي كان سنياً –جداً- رفع ضدهم السلاح، وافتى بضرورة قتالهم، ومال لصف المماليك الذين يحكمون في مصر".
 
فيما قال الدكتور محمد عبدالعاطي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: "مهما كان علم العالم فإنه يخطئ ويصيب ويأتى منه الحق والباطل ولا يوجد معصوم وما ينطق عن الهوى سوى الرسول محمد عليه الصلاة والسلام".

تابع أيضاً:


وأوضح عبد العاطي في تصريح لـ"الرئيس نيوز"، أن كل ما جاء على لسان ابن تيمية يجب أن يوضع في إطاره الفكري الديني، وهنا يجب أن نفرق بين الفكر والدين ومن المغالطات الجمع بين الاثنين في بوتقة واحدة، إذ أن الدين نص مقدس أما الفكر وهو نتاج عقلي فيؤخذ ويرد عليه دون حرج.

وتابع: "يجب الربط بين الرأي في أية اشكالية دينية والزمن الذي قيلت فيه، فلكل زمان اشكالياته وأزماته التي تتطلب أراء فقهية تتناسب مع الوضع العام"، مؤكدا أن "أبن تيمية" عالم من علماء الإسلام له ما له وعليه ما عليه، كان يخدم الإسلام في عصره، ورغم ذلك فإن العلماء الذين عاصرة منهم من عادوه ومنهم من كفروه، مؤكدًا أن "ابن تيمية" ليس هو الإسلام وإنما هو عالم من علماء الإسلام يصيب ويخطيء ومثلما له أراء تؤخذ عليه كان له العديد من المواقف التي أجاد فيها".