الأحد 28 أبريل 2024 الموافق 19 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

لماذا يغيب الاتحاد الأفريقي عن ملف سد النهضة الإثيوبي؟

الرئيس نيوز

بعد سنوات من المفاوضات، كتبت مصر إلى مجلس الأمن الدولي حول إخفاق إثيوبيا ومماطلتها في التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. فقد حاولت الولايات المتحدة وروسيا والبنك الدولي، من بين آخرين، التوسط في النزاع. ومع ذلك، فإن الغياب الواضح لقيادة الاتحاد الأفريقي في المفاوضات من المحتمل أن يقوض مصداقية المنظمة الرئيسية الأولى في القارة السمراء.

وفقًا للتوقعات الأخيرة، إذا ملأت إثيوبيا السد على مدى عشر سنوات، فستشهد مصر انخفاضًا بنسبة 14 بالمائة في إمدادات المياه من النيل وستفقد 18 بالمائة من أراضيها الزراعية. وبدلاً من ذلك، إذا كانت إثيوبيا ستملأ السد في غضون ثلاث سنوات، فإن إمدادات المياه في مصر ستنخفض بنسبة 50 بالمائة ويمكن أن تشهد انخفاضًا بنسبة 67 بالمائة في مساحتها الزراعية. في ظل هذه السيناريوهات، تعتبر مصر هدف إثيوبيا لملء سد النهضة بسرعة بمثابة تهديد مباشر لأمنها.

إفريقيا في المرحلة الانتقالية

أكد تقرير نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي المستقل أن غياب الاتحاد الأفريقي في ملف السد الإثيوبي لا يتطابق مع جدول أعمال 2063. يهدف هذا الإطار الاستراتيجي إلى تحقيق الرخاء الجماعي والتنمية المستدامة. وبشكل أكثر تحديداً، تدعو الخطة إلى "إفريقيا متكاملة ومزدهرة ومسالمة يقودها مواطنوها وتمثل قوة ديناميكية على الساحة الدولية". علاوة على ذلك، وعد الرئيس رامافوسا فقط باستخدام مقعد رئيس جنوب إفريقيا لدى الاتحاد الأفريقي للمساعدة في حل النزاعات بشكل عام، وليس ذلك فحسب، بل إنه في وقت سابق من هذا العام، دعاه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علنًا للتوسط في محادثات السد.

رجح التقرير أن الاتحاد الأفريقي قد يفتقر إلى الإرادة السياسية والخلفية التقنية لتقديم يد العون في مفاوضات السد، أو انه في الواقع يفضل البقاء على الهامش. ومع ذلك، فإن السد والآثار المترتبة عليه يطال دولاً أفريقية تعد الثانية والثالثة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، مع إمكانية التأثير على دول أخرى أيضًا.