الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

درس من زمن "الفاروق".. عندما أوقف عمر بن الخطاب حد السرقة في عام المجاعة

الرئيس نيوز

رغم أنه الأديان السماوية أعلت منزلة العلماء وأهل الاختصاص في أوقات الأزمات، وأمرت بالاستناد إلى آرائهم لتحقيق صالح العباد، فإن الكثيرين يتجاهلون هذه البديهيات ويتعمدون خلط الأمور.

وفي ظل تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، أجبر الوباء القاتل الدول على منع التجمعات في كل العالم، ومنها الصلوات في المساجد أو الكنائس أو المعابد، منعا لانتشار المرض بين المواطنين.

ما زاد الأمر صعوبة وارتباكا هو حلول شهر رمضان في وقت ربما لم يصل الوباء في مصر لذروته، فترددت أقاويل عن نية البعض في إقامة صلوات التراويح فوق أسطح المنازل، ما يعد تحايلا على قرار إغلاق المساجد، وخلق تجمعات جديدة قد تتسبب في تفشي الوباء.

ومع أن البديهي أن نحتكم للعلم الذي أمرت به الأديان السماوية، إلا أنه لدينا درس من التاريخ الإسلامي مبكرا، بعد وفاة الرسول محمد بسنوات قليلة، يقول لنا كيف أن الدين أمر بالمرونة الشرعية في وقت الكوارث والأوبئة.

في خلافة عمر بن الخطاب، وتحديدا في العام السابع عشر من الهجرة، حدثت مجاعة شديدة في الجزيرة العربية، وهي الأزمة التي سميت بـ"عام الرمادة"، عندما انقطعت الأمطار لأشهر متتالية حتى اسودت الأرض وأصبح لونها مثل الرماد، بحسب روايات تاريخية.

في ذلك العام الكارثي على المسليمن الأوائل ضرب الجوع الناس، وهزلت الأجساد وتوافد الجميع على بيت المال حتى صُرفت لهم كل حواصله من أطعمة وأموال حتى نفذت تماما.

كان الخليفة آنذاك هو "الفاروق" عمر بن الخطاب الذي عُرف بعدله الشديد، فاتخذ الخليفة الثاني للمسلمين عدة إجراءات بدأها بنفسه.

في البداية، ألزم عمر نفسه بألا يأكل إلا القليل، وبعد أن كان يؤتى له بالخبر واللبن والسمن، جئ له بالزيت والخل حتى ضعفت قواه، لكنه رفض أن يتراجع عن هذه العادة حتى تزول الغمة.

وبدوره كخليفة للمسلمين، أخذ عمر بن الخطاب يصلي ويتضرع إلى الله، وخرج في صلاة استسقاء كي تنزل الأمطار.

لكن المجاعة استمرت في العام 18 هجرية، وانتشر الجوع أكثر، فكشف "الفاروق" عن شجاعة كبيرة كصاحب قرار وخليفة للمسملين، فقرر تعطيل حد السرقة طوال الأزمة.

بناء على ذلك، كان عمر يرفض قطع يد السارق كما يأمر النص القرآني، لأنه أدرك أن من سيسرق في تلك الآونة مجبر على تلك الفعلة، لكنه في النهاية جمد نصا قرآنيا صريحا.

ومما ينقل عنه وفق مصادر تاريخية أنه واجه بعض الولاة المعترضين على عدم قطع يد السارق بأنه إذا جاءه أحد جائع فسيقطع يد الوالي نفسه.