الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تصرف سريع من سيد طنطاوي عندما أُغمى على "مبارك" في مجلس الشعب

شيخ الأزهر السابق-
شيخ الأزهر السابق- الرئيس الأسبق

10 سنوات مرت على وفاة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر السابق، والذي توفي في مثل هذا اليوم، 10 مارس، عام 2010، عن عمر ناهز 72 سنة، بمدينة الرياض السعودية.

تخرج "طنطاوي" في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر 1958، ثم عمل أستاذا جامعيا لسنوات عديدة، إلى أن أصبح مفتي الجمهورية عام 1986 ولمدة 10 سنوات، قبل أن يصبح شيخا للجامع الأزهر عام 1996 وحتى وفاته.

وارتبطت شخصية "طنطاوي" بالعديد من الآراء والمواقف المثيرة للجدل، خصوصا ما تعلق منها بالشأن السياسي، لاسيما بعد مصافحته شيمون بيريز رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2008.

كان سيد طنطاوي معروفًا بتأييده لنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. وزمنيا، نستطيع أن نقول أن مسيرته في الإفتاء والمشيخة ارتبطت بعهد مبارك، منذ منتصف الثمانينيات وحتى قبل عام واحد من تنحي "مبارك".

لذلك، ارتبط "طنطاوي" بالعديد من المواقف مع الرئيس الأسبق، واحد منها حكاه الكاتب الصحفي ياسر ثابت في كتابه "قبل الطوفان"، وحدث خلال الإغماءة الشهيرة التي تعرض لها "مبارك" وهو يلقي خطابا عبر التليفزيون خلال افتتاحه دورة برلمانية جديدة لمجلسي الشعب والشورى يوم 19 نوفمبر 2003.

فبينما كان "مبارك" يقرأ خطابه أمام الملايين، أخذ يتصبب عرقا، وظهر أمام المشاهدين وهو يغالب الإرهاق ويمسح وجهه بمنديل أكثر من مرة، قبل أن يصمت ويقول: "هو التكييف عالي؟"، بحسب ما ورد في تسجيل الخطاب.

وفجأة، أوسعت كاميرا التليفزيون الحكومي الصورة بعد أن كانت مركزة على "مبارك" ثم توقف الإرسال، وبدا أن هناك هرجا ومرجا سمعه الجميع من خلال الصوت.

كان ما حدث أن الرئيس أغمى عليه وهو لم ينهِ خطابه بعد.

يقول ياسر ثابت: "مرت الدقائق ثقيلة وتسمر المشاهدون أمام التليفزيون المصري والقنوات الفضائية لمتابعة صورة غاب عنها البطل الرئيسي. كان الكل في انتظار معرفة ما جرى ومدى تدهور صحة الرئيس المصري الذي نُقل على الفور إلى قاعة جانبية في البرلمان".

ثم يروي ما حدث في الكواليس قائلا: "سارع الحرس الجمهوري إلى إغلاق قاعة مجلس الشعب على من فيها، وكان قائده صبري العدوي أول من سُمح له بدخول الغرفة التي نُقل إليها الرئيس، وبحث طبيبه الخاص عن قطعة حلوى تعوض نقص السكر بسبب الصيام، فوجدوا بعضا منها في درج مكتب رئيس المجلس د. أحمد فتحي سرور، ثم قدم الوزير كمال الشاذلي المزيد من الحلوى التي كان يحتفظ بها. وبعد جمال مبارك توالى دخول كبار المسئولين وكان آخرهم رئيس الحكومة آنذاك د. عاطف عبيد".

وفق ما يريه المؤلف، كانت حالة من الهرج والمرج سادت بين أعضاء مجلس الشعب والشورى وباقي كبار الضيوف المدعوين لحضور الحدث، والكل لا يعرف ما تخبئه الدقائق المقبلة، إلى أن كسر شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي الصمت الثقيل.

يحكي الكاتب: "فتح الله على شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فقرر الدعاء بصوت عالٍ أن "يحفظ الله مبارك".. في حين ردد وراءه باقي الحاضرين وأغلبهم من جوقة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم – الذي كان يسيطر على أكثر من 90 % من مقاعد البرلمان – كلمة واحدة: "آمين.. وغرق بطريرك الكرازة المرقسية الأنبا شنودة في صمته وبدا في حالة ابتهال ودعاء".

أكثر من 40 دقيقة استغرقها "مبارك" قبل أن يتم إسعافه سريعا، خلالها وردت تساؤلات عديدة عن مستقبل الحكم إذا حدث شيء للرئيس، قبل أن يعود البث التليفزيوني مرة أخرى ويظهر "مبارك" مقررا أن يستكمل خطابه بعد اختصار عدة فقرات، بينما دوت القاعة بالتصفيق.