الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

رحلة عشماوي الدموية.. تزعم تنظيمين إرهابيين خلال 5 سنوات

الرئيس نيوز

حسم مقطع الفيديو الذي بثه المتحدث العسكري، العقيد تامر الرفاعي، العديد من النقاط التي دأب المُتخصصون في ملف الحركات الأصولية، ترديدها عند التطرق إلى شخص الإرهابي هشام علي العشماوي، الذي تم توقيفه في ليبيا مؤخرًا، وخضع لمحاكمة أمام إحدى المحاكم العسكرية المصرية، والتي قضت عليه بالإعدام شنقًا، ونفذ الحكم صباح اليوم. ليتضح أنه تولى زعامة تنظيمين إرهابيين الأول "أنصار بيت المقدس"، والثان هو "المرابطون"، في مدة نحو 5 سنوات.  

وأشار مقطع الفيديو (نحو 5 دقائق) إلى أن هشام عشماوي، تولى إمارة تنظيم "أنصار بيت المقدس"  - قبل أن يبايع التنظيم زعيم تنظيم "داعش" في نوفمبر 2014 ويغير اسمه إلى "ولاية سيناء" – وأضاف مقطع الفيديو: "عشماوي تولى إمارة التنظيم الإرهابي عقب مقتل زعيمه الإرهابي المٌكنى أبو عبيده لينتقل إلى التمركز شرق نقطة حرس الحدود بمنطقة الفرافرة".

مناصب قيادية
يقول الباحث في ملف الجماعات الراديكالية، مصطفى أمين، لـ"الرئيس نيوز": "قبل أن يبايع تنظيم "أنصار بيت المقدس"، زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، في نوفمبر 2014، كان أيديولوجيًا ينتمي لفكر تنظيم "القاعدة" الذي أسسه الإرهابي أسامة بن لادن، وهو الأمر الذي جعل عشماوي ينضم إليه في بداية الأمر، وأخذ يصعد في المناصب القيادية في التنظيم حتى تولى إمارته؛ بعد قتل الجيش المصري زعيم أنصار بيت المقدس وقتذاك، المدعو أبو عبيدة، لكن بعدما قرر التنظيم مبايعة "داعش" رفض عشماوي وقرر الانفصال بمجموعته ليغادر سيناء شرقًا، ويتوجه إلى المنطقة الغربية؛ ليتمركز فيها.

عشماوي اتخذ من المنطقة الغربية ممرًا آمنًا إلى ليبيا التي تشهد انفلاتًا أمنيًا منذ تم الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي؛ إذ يتحكم في مقدارات الشعب الليبي حاليًا مجموعات إرهابية مختلفة التوجهات ما بين (داعش والقاعدة والإخوان المسلمين).

مرحلة جديدة
بحسب الفيديو الذي بثه المتحدث العسكري، فإن عشماوي دخل الأراضي الليبية واستقر في منطقة إجدابيا، وكان تحت رعاية تنظيم "أنصار الشريعة". وتنظيم "أنصار الشريعة" هو تنظيم إرهابي معروف بدمويته، وهو ينتمي فكريًا إلى تنظيم "القاعدة" ووجد عشماوي ضالته في التنظيم الذي قدم له الدعم اللوجستي؛ ليبدأ من ليبيا مرحلة جديدة من إرهابه، إذ نفذ العديد من العمليات الإرهابية في الداخل المصري. 

يقول الفيديو: "عشماوي دشن تنظيمًا إرهابيًا جديدًا في ليبيا وحمل اسم "المرابطون" وتزعمه. والتنظيم الإرهابي، تم الإعلان عنه في مقطع صوتي في يوليو 2015، ولم يصدر عشماوي أي مقطع فيديو ظهر فيه بصورته، لكنه كان يكتفى بالكلمات المسجلة. وتضمنت أول كلمة كلمات تحريضية إذ قال: "أناشد أهلي وإخواني المسلمين، هبوا لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم، هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين”.
عشماوي، (53 عاما)، انضم إلى القوات المسلحة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والتحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين عام 1996، لكنه نقل إلى الأعمال الإدارية داخل الجيش، بعد ورود معلومات بشأن أفكاره المتشددة، كما أحيل إلى محكمة عسكرية عام 2007، بعد التنبيه عليه بعدم تكرار كلماته التحريضية ضد الجيش. وإثر محاكمة عسكرية عام 2011، تم فصل هشام من القوات المسلحة.

وأعلن العقيد أركان حرب تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، صباح اليوم الأربعاء، تنفيذ حكم الإعدام على الإرهابي هشام عشماوي.

واحترف الإرهابي هشام عشماوي القتل والتفجير والإرهاب، بعد تجرده من نعمة الولاء والانتماء لمصر، تطرفه واعتناقه للفكر التكفيري المنحرف، تكفيره للدولة والشعب وخيانته لبني وطنه وأهله، انضمامه للتنظيمات الإرهابية وارتكابه العديد من الجرائم، وقيامه بالتخطيط لعمليات القتل والإرهاب في سيناء والصحراء الغربية.

واشتملت المسيرة الإجرامية لهذا الإرهابي على ارتكابه للعديد من الجرائم الإرهابية في سيناء، منذ انضمامه للتنظيم الإرهابي «‬أنصار بيت المقدس» في عام 2012 إلى أن سقط أخيرا في أيدي رجال الجيش الليبي بقيادة المشير ‬خليفة حفتر.

وتسلمت مصر الإرهابي هشام عشماوي، في إطار الاتفاقية القضائية المبرمة بين مصر وليبيا لتسليم المجرمين، والإعدام جاء تنفيذًا للحكمين الصادرين من المحكمة العسكرية بعد استنفاذ كل درجات التقاضي.