السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أخبار

د. طارق فهمي يكتب: الرئيس ومكانة مصر الكبيرة في الخريطة الدولية

الرئيس نيوز

تشهد الدوائر السياسية المتخصصة للرئيس عبدالفتاح السيسي أنه استطاع بناء مكانة سياسية واستراتيجية كبيرة لمصر وأعاد تقديمها للعالم، وقد برز ذلك في الدور السياسي والاستراتيجي الذي تحرك فيه الرئيس بمعاونة أجهزة الدولة المتخصصة والتي كان لها الفضل في التحرك في مسارات متعددة من أجل بناء دوائر جديدة للسياسة الخارجية، وإيجاد مناطق نفوذ سياسي واستراتيجي للدولة على أسس جديدة ومن خلال منهج عمل واضح المعالم وعبر وسائل وأنماط وممارسات غير مسبوقة سواء في دوار دول الجوار الإقليمي أو مناطق جنوب الساحل والصحراء أو في منطقة إقليم شرق المتوسط وقبل ذلك الانطلاق نحو دبلوماسية الشرق حيث دول الصين والهند وكوريا الشمالية واليابان إضافة لروسيا والرسالة التي عمل عليها الرئيس السيسي، وأجهزة الدولة الانتقال بالأبعاد التاريخية والتقليدية في العلاقات لأسس جديدة حقيقية ووفق ركائز سياسية واستراتيجية جديدة انطلاقا من تنوع أدوات السياسة المصرية وقدرتها على إيجاد دوائر تأثير حقيقية وفعالة .

نجحت الدبلوماسية الرئاسية في تعميق أواصر العلاقات المصرية في مناطق جديدة من بيلاروسيا إلى المجر ومن أوزبكستان إلى جمهوريات آسيا الوسطي وروسيا بطبيعة الحال ووصلت العلاقات المصرية الدولية إلى مساحات  حقيقية من التوافق والاتزان خاصة وأن الرئيس السيسي - كان وما زال - متبنيا  لسياسة الندية في العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع التركيز على الشراكات غير التقليدية ، وهو ما برز بصورة جلية في الخيارات الوطنية المصرية والتي بدأت منذ سنوات في مجال تنويع مصادر السلاح من ألمانيا وفرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة ولم تعد مصر أسيرة الخيارات الوحيدة أو الضيقة بل صارت تتحرك في دوائر متقاطعة، ومتفاعلة في آن واحد وهو ما أكد مصداقية القرار المصري.

ولعل ما جرى في ملف العلاقات الروسية دليلا على هذا الأمر في ظل ما تقوم به روسيا في محيطها الدولي والإقليمي سواء في سوريا وليبيا بل وفي مناطق أخرى وفي ظل شراكتها مع مصر في ملف الضبعة الذي يمثل درة تاج العلاقات المصرية الروسية كما أن التحرك المصري في الدائرة الأوروبية يكشف عن بناء شراكات حقيقية وفقا لقاعدة الفوائد المتبادلة والمصالح المشتركة والتي ستكون عنوانا لما يجري مصريا وأوروبيا خاصة مع تميز العلاقات المصرية مع القطبين الكبيرين الألماني والفرنسي بصورة كبيرة ومن ثم فإن المرحلة الجديدة مع دول الاتحاد الأوروبي ستكون عنوانا لتأكيد العلاقات المصرية الأوروبية بعد الخروج البريطاني وبناء مجالات تعاون في مناحي مختلفة تتجاوز قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية التي كان البرلمان الأوروبي يتحدث فيها على أسس غير واقعية وعن عدم إلمام بمنظومة العلاقات المصرية الأوروبية خاصة مع الدور الكبير للدولة المصرية في حماية المصالح الأوروبية في مجالات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومواجهة الإرهاب وغيرها من الملفات التي يمكن أن تشغل بال وعقل الأوروبين ويروا أن مصر دولة محورية كبرى في الإقليم وأنها تعد رمزا للاستقرار في الشرق الأوسط .

لاعتبارات عديدة ينظرون للرئيس السيسي في الدوائر الدولية على أنه رجل دولة بمعنى الكلمة وأنه يحمل طموحات شعب كبير يريد أن يحقق تجربة وطنية كبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية وأن لديه كافة المقومات الرئيسية لهذا مع رئيس يحلم لمصر واستطاع أن يحقق لمصر الكثير في سنوات قليلة وأنه يحظى بتقدير دولي لافت من قبل زعماء وقيادات العالم وأنه أبهر العالم بجسارته وجرأته التي مكنت مصر من تحقيق الاستقرار السياسي والتحول الاقتصادي الكبير، وهو ما سيبنى عليه في السنوات المقبلة.. نعم الرئيس السيسي وأجهزة الدولة المعنية أدت وتؤدي دورها الكبير في وضع  مصر على الخريطة العالمية، وفي ظل تحديات صعبة ومخاطر جمة تحيط بمصر من كل كل صوب وحدب .