السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"لازم يخلص تعادل".. لماذا تدخل ممدوح سالم في نتيجة قمة الأهلي والزمالك؟

الرئيس نيوز

في يوم 24 مارس 1978، كانت مصر على موعد مع مباراة قمة بين الأهلي والزمالك، في الدور الثاني من بطولة الدوري العام لموسم 1977- 1978. كانت الأجواء مشتعلة وأنصار الفريقين متحمسين للغاية لمشاهدة 90 دقيقة نارية بين القطبين الكبيرين، لكن "السياسة" كان لها رأي آخر.

قبل دقائق من انطلاق المباراة، فوجئ لاعبو الزمالك بدخول لاعبي الأهلي عليهم في غرفة خلع الملابس الخاصة بـ"الأبيض"، ثم فوجئ الجميع برئيس الوزراء ممدوح سالم يقف أمامهم.

هذه الواقعة رواها فاروق جعفر، لاعب الزمالك السابق، قبل خمس سنوات، وفق لما رواه لاعب الزمالك السابق، فإن رئيس الوزراء ممدوح سالم قال للاعبي القطبين: "هذه المباراة يجب أن تنتهي بالتعادل"، مضيفًا: "عندما كان يتحدث عن تلك المباراة التي شهدت: "لا يجب أن يذهب أي جمهور إلى منزله غاضبا".

تصرف "سالم" يستدعي تساؤلات عدة عن أسباب رغبته في عدم فوز أي فريق على الآخر، لماذا كان يخشى غضب الجماهير الحمراء أبو البيضاء؟ ماذا كان يحدث في مصر في ذلك الوقت؟.

إذا عدنا إلى الخلفية التاريخية لتلك الفترة، ربما نستطيع أن نفهم هذه الواقعة، خصوصا أن شهر مارس الذي أقيمت المباراة في أيامه الأخيرة لم يشهد أحداث اضطرابات شديدة، ولو حدث ذلك لكان الأولى عند الحكومة إلغاء اللقاء أو تأجيله على أقل تقدير.

بداية، لا بد من الإشارة إلى الطبيعة الشخصية لممدوح سالم، الذي لم تكن مضت على تشكيله لحكومته الرابعة في ٢٦ أكتوبر ١٩٧٧، ستة أشهر، بعد ثلاثة تعديلات سابقة كان يضطر لها بسبب استقالات بعض الوزراء أو عدم رضا "السادات" عنهم.

بخلاف ذلك، كان "سالم" ميالا إلى العقلية الأمنية في التعامل مع الأمور، إذ أنه عمل قبل رئاسة الحكومة وزيرا للداخلية، كما أن عهده شهد خروج مظاهرات تحتج على الأوضاع الاجتماعية، وأشهرها "انتفاضة الخبز" في 18 و19 يناير 1977.

سياسيا، كان الرئيس أنور السادات ماضيا في طريقه لتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وهو ما حدث بإعلان اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر من نفس عام لعب المباراة، وهو الأمر الذي كان يشهد معارضة في الأوساط السياسية آنذاك.

من ناحية أخرى، كان هناك حادث وقع قبل نحو شهر من لعب المباراة، في 18 فبراير 1978، وهو اغتيال وزير الثقافة المصري يوسف السباعي في قبرص، وأشارت أصابع الاتهام وقتها إلى ضلوع جهة فلسطينية في الحادث.

في عام ملتهب سياسيا مثل هذا، سبقته تظاهرات غاضبة ومتسعة اضطرت إلى نزول القوات المسلحة لحفظ الأمن، كان من الطبيعي أن يريح ممدوح سالم باله في حدث رياضي مهم للجماهير مثل مباراة القمة.

تلك كانت فلسفة بعض المسئولين، خصوصا لو كان يجمع بين المنصب السياسي والخبرة الأمنية، مثل "سالم" الذي نفذ لاعبو الأهلي والزمالك تعليماته بالحرف الواحد.

ووفقا لبقية حكاية فاروق جعفر، فإن الفريقان وجدا نفهسما في موقف حرج، فلم يكن يريدا أن يكتشف الجمهور الأمر فيصب غضبه عليهم، فأخذا يتناقلا الكرة في وسط الملعب دون أي ضغط على الخصم، مع محاولات اصطناع هجمات شكلية غير فعالة.

انتهت المباراة بالتعادل السلبي، إذ يبدو أن كل فريق خشى أن يسجل هدفا فلا يستطيع المنافس أن يعادله بهدف آخر، لتخرج هذه القمة بلا تسديداتن أو ضربا ركنية تقريبا.

في ذلك الموسم، كانت بطولة الدوري مشتعلة حتى المباراة الأخيرة، وهو ما تثبته الأرقام، إذ أنهى الأهلي البطولة بـ41 نقطة وحقق الزمالك نفس العدد أيضا، أما الأهداف فكانت 34 للأبيض و33 للأحمر، فذهبت البطولة إلى "أبناء ميت عقبة" بفارق هدف وحيد بعد موسم ساخن.