تجدد الصراع بين "الصحة" و"الأطباء".. والنقابة: الوزارة تُصدر نفسها في أزمة أخرى
عاد الصراع بين وزارة الصحة والسكان ونقابة الأطباء، للاحتدام من جديد، وذلك بعد أن خرجت تصريحات بأن الوزارة تقدمت بلاغ ضد النقابة، تتهمهما فيه بإثارة الرأي العام، وتحريض الأطباء على عدم المشاركة في التدريبات، ورفض التسجيل في برنامج الزمالة، وغيرها من الأمور التي تخلق حالة من البلبلة.
رد الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء، على قرار وزارة الصحة بتقديم بلاغ للنائب العام ضد النقابة، تتهم فيه مجلسها، بإثارة الرؤأي العام وإحداث حالة من البلبلة والهجوم غير المبرر على الوزارة، ما يؤجج المواطنين في الشارع؛ بأنه لا يوجد أي إخطار رسمي بذلك.
وأضاف ر"الطاهر" - في تصريحات خاصة - أن البلاغ المقدم من وزارة الصحة للنائب العام، والذى يتهم فيه النقابة بتكدير الأمن العام واختلاق الأكاذيب، لا يخرج عن كونه تصريحات بوسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنه وفقًا للدستور والقانون، النقابة مهمتها الدفاع عن أعضائها ومصالحهم وحقوقهم.
وتابع: "هى سابقة لم نعهدها من وزارةالصحة، ولا تخرج عن كونها دلالات كيدية واختلاق لا أساس له، والمفترض أنه لا يغضب الوزارة ممارسة النقابة لدورها".
ولفت إلى أن نقابة الأطباء لديها كافة المستندات التي سترد بها بشكل رسمي، حال وجود بلاغات وتم الإخطار من قبل أي جهة للتحقيق، مؤكدًا: أن "الوزارة تصدر نفسها في أزمة جديدة مع عموم الأطباء وليس مع النقابة وحدها".
أما عن اتهام وزارة الصحة للنقابة بتحريض أعضائها بعدم التقدم لتلقي التدريبات، أكد "الطاهر": أنه "لم يحدث ذلك وفي كافة البيانات الرسمية الصادرة من النقابة خلال الفترة الماضية، أكدنا على أن التدريبات غير العاجلة يجب الإخطار بها، قبلها بفترة كافية، وأن يكون التدريب في المحافظات، تسهيلاً على الأطباء".
وشدد: على أنه "إذا كان هناك ضرورة قصوى لتدريب الأطباء خارج محافظتهم لا نمانع، ولكن يجب توفير وسيلة نقل آمنة باعتبارها مأمورية تدريب"، مؤكدًا: "لم نرفض التدريب نفسه، بالعكس فنحن دائماً ما كنا نطالب بإجراء تدريبات مستمرة للأطباء، وعلى الوزارة تقديم المستندات الدالة على صحة ما تدعي".
ولفت: إلى أن "النقابة لم تحرض أي طبيب على عدم التسجيل في التكليف، وإنما شباب دفعة 2019 هم من اعترضوا على شروط التسجيل ووصفوه بأنه ظالم جدًا، وسجلوال فور تعديل بعض البنود بعد مفاوضات طويلة بين النقابة والوزارة"، مشددًا: على أن "النقابة بيجب أن تقف بجانب أعضائها وهو بالمثل دور النقابات كافة.
وأنهى "الطاهر" حديثه بالتأكيد على أن "نقابة الأطباء تؤدي بدورها الدستوري والقانوني بالدفاع عن مصالح أعضائها، ولن تثنينا أو ترهبنا مثل هذه الدعوات الكيدية من وزارة الصحة".
يذكر أن مصادر بوزارة الصحة والسكان، قد أعلنت عن تقدم الوزارة أول أمس السبت، ببلاغ رسمي للنائب العام المستشار حمادة الصاوي، ضد النقابة العامة للأطباء، رصدت فيه عدة مخالفات ارتكبتها نقابة الأطباء، من شأنها تكدير الأمن العام باختلاق الأكاذيب وافتعال الأزمات، وإثارة الأطباء، والتسبب في إهدار المال العام.
وتضمن البلاغ اتهام النقابة بتعمد لي الحقائق في والعمل على إفشال جهود الوزارة في الارتقاء بالمستوى التعليمي والمهني للأطباء، من خلال إثارتهم ومحاولة منعهم من التسجيل في برنامج الزمالة المصرية، والتسبب في امتناع نحو نصف دفعة سبتمبر 2019 عن التسجيل.
كما تضمن البلاغ اتهام موجه لنقابة الأطباء بتضليل وتحريض أعضائها على عدم الاستجابة لمناشدة وزارة الصحة للأطباء بالتقدم لتلقي التدريب على كيفية التعامل مع أي حالات محتملة للإصابة بالكورونا والتأثير على بعض المتدربين؛ مما تسبب في تراجع البعض عن الموافقة على الالتحاق بالحجر الصحي المخصص للعائدين من دولة الصين، بعد انتهاء التدريب، وهو ما كان من شأنه إهدار المال العام وضياع مخصصات التدريب هباء.
واتهمت وزارة الصحة، نقابة الأطباء، بتعمد تأجيج الرأي العام، وتوجيه التهم لمسئولي الوزارة بالتسبب في وفاة 3 طبيبات وإصابة 14 طبيبة في الحادث الذي وقع بطريق الكريمات خلال توجههم للتدريب في أكاديمية الأميرة فاطمة، إلى جانب اتهام مسئولي الوزارة بالتعسف الإداري ضد أي طبيبة، وهو ما أثبتت الوزارة عدم صحته بالمستندات.
