الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صحيفة أمريكية تتهم ماكرون بالنفاق وتملق روسيا

الرئيس نيوز

خلال حديثه في بولندا الثلاثاء الماضي، أظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إتقانه الكبير للنفاق. بعد شهرين فقط من إلقاء اللوم على أمريكا بسبب ما وصفه بـ "السكتة الدماغية" لحلف الناتو، أعرب ماكرون عن أسفه للقوى الغربية التي تعارض الاستسلام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وقال ماكرون إنه "مقتنع بأنه لا يمكننا بناء بنية من الاستقرار والسلام والثقة في أوروبا إلا إذا تحدثنا مع روسيا. لن نتخلى عن أشياء لصالح روسيا، ولن ننسَ ما فعلته أو ما تفعله، ولكن مطالبتي تختصر في وقف  التصعيد الحالي".

وتابع ماكرون قائلاً: "أعتقد أنه من الخطأ الكبير أن ننأى بأنفسنا عن جزء من أوروبا لا نشعر بالراحة تجاهه". 

ولفتت صحيفة "واشنطن إكزامينر" إلى أن ماكرون استخدم في خطابه لغةً مزدوجة: يقول ماكرون إنه يجب على الغرب "ألا يتنازل عن شيء لروسيا"، ولكن أيضًا إنه "خطأ كبير في إبعاد أنفسنا عن روسيا".

والمشكلة في تصريحات ماكرون، وفقًا للصحيفة الأمريكية، هي أن المسافة السياسية الحالية بين روسيا والغرب ليست نتيجة للصدفة، إنها نتيجة لقرارات بوتين وهجماته المستمرة على النظام الدولي والقيم الديمقراطية. 

وخلصت الصحيفة إلى أن ماكرون يريد استرضاء المصالح الصناعية الفرنسية المستميتة لزيادة التجارة مع روسيا ويعرف أنه لا يستطيع أن يدافع عن تلك المصالح بشكل مباشر، لأن القيام بذلك سيتطلب منه التخلي عن عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم. وسيثبت ذلك الأساس الخاطئ لعرض ماكرون كضامن للنظام الدولي الليبرالي في عهد ترامب.

وتذهب الصحيفة الأمريكية إلى أنه بدلاً من الصراحة، يعمد ماكرون لإخفاء سياسته وراء ذريعة مزيفة حول ما يصلح وما لا يصلح للتطبيق العملي وحديثه عن العقلانية. إن استراتيجية ماكرون هنا هي نفسها التي يطبقها على الصين الشيوعية: ادعاءات مخادعة بوضوح تسعى إلى تحقيق مصلحة وسلام متبادلين بينما تضحي بالقيم الغربية تقديراً لبكين.

وأضافت الصحيفة: "بغض النظر عن حقيقة نواياه، فإن الحقيقة واضحة للغاية. قد يزعم ماكرون أنه المدافع العظيم عن الأممية الليبرالية. لكن في النهاية، إنه مجرد سياسي آخر يجيد الرقص على الأحبال".