الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

عادل إمام في معرض الكتاب 2000: اسمي أهم من لقب "الزعيم".. وهذا رأيي في أمريكا (1- 3)

الرئيس نيوز



- المثقف الحقيقي "لازم يكون دمه خفيف".. فخور باختياري سفير نوايا حسنة.. ومتفائل بالجيل القادم
- الستات بتروح تولدو في أمريكا عشان الجنسية.. وزعماء اليسار حاطين فلوسهم هناك
- ما حدث في قريح "الكُشح" قلقني.. ولا بد من التعامل بحسم مع الأحداث الطائفية
- ذهبت لمخيم اللاجئين في أول زيارة لغزة.. وعلاقة مصر وفلسطين زي الأب والابن


نشرت القناة الرسمية للهيئة العامة للكتاب على "يوتيوب"، لأول مرة، عن الجزء الأول من تسجيل ندوة للفنان عادل إمام بمعرض الكتاب عام 2000، أدارها الدكتور سمير سرحان، رئيس الهيئة آنذاك.
عُقدت الندوة، كما نفهم من تفاصيل الأحداث، في يوم 2 فبراير، أي قبل أربعة أيام من نهاية المعرض الذي كان قد بدأ في 26 يناير. وكان اللقاء تحت شعار "تحديات القرن القادم".
في البداية، يدخل عادل إمام لتحية الحضور الذي كان أغلبه من الشباب بالملابس الشتوية المميزة لتلك الفترة، وسط تصفيق وهتافات "عادل.. عادل". ثم يبادر الفنان لإبلاغ الحضور قائلا: "إحنا كسبنا الماتش 4-2"، لأنهم كانوا قد حرصوا على التجمع مبكرا في انتتظار الندوة ولم يشاهدوا المباراة.
وبالرجوع إلى الأحداث الرياضة التي زامنت تلك الأيام، سنكتشف أن المباراة كانت بين منتخب مصر وبوركينا فاسو، والتي انتهت بفوز الفراعنة برباعية مقابل هدفين، سجلها أحمد صلاح حسني وحسام حسن وهاني رمزي وعبد الحليم علي.
وبعد مقدمة قصرة دعا مقدم الندوة، الدكتور سمير سرحان، الحضور لطرح الأسئلة على الضيف، قائلا إن إمام "ليس مجرد ممثل لكنه يعتنق مبادئ وطنية وفكرية وله موقف سياسي وفكري وفني محدد، فهو يوظف فنه من أجل هذا الموقف ونحن نشهد ذلك في أفلامه ومسرحياته".
كانت الأمم المتحدة قد اختارت عادل إمام سفيرا لها للنوايا الحسنة، فيما يخص مشكلة الإغاثة وللاجئين، وهو ما كان موضوع السؤال الأول، الذي سأل عما سيفعل الفنان مع أزمة "أطفال البوسنة والشيشان".
بدأ "إمام" يجيب على السؤال متحدثا بشكل عام عن المفوضية العليا لللاجئين التي تتبع الأمم المتحدة، ومعنية بالدرجة الأولى باللاجئين في جميع أنحاء العالم، وعددهم 21 مليون حسبما قال.
وحكى "عادل": "شفت مرة صورة لأودري هيبورن (الممثلة البريطانية) كانت ماسكة طفل إفريقي مش لاقي ياكل، وفضلت الصورة عالقة بذهني، ولم أكن أتصور أني في يوم من الأيام سأكون مثل هذه الفنانة العظيمة سفيرا للاجئين. أنا فخور بهذا".
سؤال آخر كان عما يمثل الشباب بالنسبة للفنان الكبير، فرد: "أنا همي كله الناس. بحب الناس والشعب المصري وجمهوري العربي، وأسعد لحظاتي لما بشوف السعادة بترتسم على وجوهكم".
وأردف: "ومهما اتشتمت أو حد تطاول عليا أو قلل مني أنا بعتمد على جمهوري بالدرجة الأولى".
شخص آخر أرسل سؤال يسأل عن تطور أدوار عادل إمام، قائلا إن شخصية "دسوقي أفندي" التي لعبها في عمله الأول مسرحية "أنا وهو وهي"، تمت ترقيته إلى الأفوكاتو ثم إلى الزعيم ثم إلى سعادة السفير فهل من الممكن أن يكون وزيرا؟".
ضحك عادل إمام قائلا إن السائل نسى مرحلة "الهلفوت، والمشبوه، والمتسول"، مضيفا أنه سُئل مرة: "إنت لما عملت مسرحية الزعيم هل كان قصدك إن يتقال عليك الزعيم؟، فقلت لهم: "ما أعتقدش إني لما عملت فيلم المتسول كان غرضي إني يتقال عليا المتسول".
وأتبع: "أنا عندي اسم عادل إمام. أعتقد إن اسم عادل إمام يصل للقلوب أكثر من أي لقب".
وارتباطا بالأحداث التي كانت ساخنة آنذاك، سأل أحدهم عادل إمام في الندوة: "هل فكرت في زيارة قرية الكشح؟". وكان يقصد قرية تابعة لمركز دار السلام بمحافظة سوهاج وقعت فيها أحداث "فتنة طائفية" في 31 ديسمبر 1999 بين مسلمين ومسيحيين، ونتج عن ذلك سقوط ضحايا.
كان رد عادل إمام: "أنا فكرت في زيارة القرية بالفعل، بس قلت هل زيارتي هتفيد"، مضيفا: "اللي حصل قلقني جدا، لأني الأمور امتدت لكذا قرية، ولو ما اتعاملناش مع القضية دي بحزم فستمتد للصعيد والدلتا، وإحنا كمصريين، مسلمين وأقباط، لن نقبل بأن يفرق بيننا أحد".
وأخذ "إمام" يتحدث عن اعتزازه بمصريته قائلا: "أنا فخور بالأزهر لأنه مصري، وبالكنيسة لأنها مصرية. وسعيد إن أي حد بييجي مصر بيُصبغ بالصبغة المصرية"، مضيفا: "أنا متفائل بالشباب والأجيال القادمة".
سؤال آخر طالما طُرح على عادل إمام، كان: "من الذي يُضحكك؟"، فرد قائلا إن أي شخص "دمه خفيف". ثم داعب الدكتور سمير سرحان الذي يدير الندوة، وأردف: "المثقف الحقيقي لازم يكون دمه خفيف، نجيب محفوظ مثلا من الناس اللي دمهم زي العسل".
بعد ذلك انتقل إلى الحديث عن نجله رامي إمام، وتعامله معه لأول مرة خلال إخراجه مسرحية "بودي جارد"، فرد الفنان: "المخرج الوحيد اللي اتخانقت معاه هو رامي إمام. هو استغل إن أنا أبوه وأنا عاملته كابني".
وشرح: "رامي أصر على حاجات في المسرحية أنا كنت مستغربها، بس اتضح بعد كده إن رأيه سليم، خاصة إنه منحاز لجيله من الشباب. ومرة اتنرفزت وضربت الكرسي برجلي، ودي أول مرة يحصل كده، بس احترمت فكره، وبعد أن أخرج المسرحية حسيت إنه كان له وجهات نظر مخدتش بالي غير لما اتعرضت".
وتابع متحدثا عن الشباب في الفن: "الموجة الجديدة من الشبان اتأخرت، كان المفروض يطلعوا قبل كده، وأنا أرحب بأي حاجة من إنتاج الشبان، بس أشوفه الشغل الأول، مايجيش واحد يقولي أنا عايز أخرج وأنا معرفوش! لازم أشوف له حاجة وأحس بموهبته".
سؤال جديد كان عن فيلم "هالو أمريكا"، والذي كان أحدث عمل سينمائي لعادل إمام آنذاك، وكان السؤال: "ماذا كنت تقصد بالفيلم صراحة؟"، فرد الفنان: "بالنسبة لأمريكا فيه موضوع بيحيرني في مواقفنا السياسية عموما".
ثم أوضح: "نقعد نشتم أمريكا ونقول الشيطان الأعظم، وبعدين أفاجأ إن فيه ستات من هنا بيروحوا يولدوا هناك عشان ولادهم ياخدوا الجنسيية الأمريكية، وأفاجأ إن ناس حاطة فلوسها في بنوك أمريكية، أكبر علماء خدوا نوبل من أمريكا، الزعماء اليساريين حاطين فلوسهم في أمريكا".
وتابع: "لازم نفرق بين المواقف السياسية والأمور الأخرى، ما أقدرش أقول إن أمريكا وحشة على طول أو حلوة على طول، ما ينفعش نقول عن ناس بتقدس العمل والإنتاج ونقول عليهم شعب منحل، إنما فيه مواقف سياسية أنا فيها ضد أمريكا".
ثم ختم في إشادة بالسياسة الخارجية للدولة آنذاك: "أعتقد إن سياستنا كدولة واعية جدا لهذه الأمور".
السؤال الأخير كان عن دوره كسفير للأمم المتحدة، وماذا سيفعل لمشكلة اللاجئين الفلسطينين، فقال: "أنا لما روحت زيارة لافتتاح مطار غزة، أول لمشوار روحته كان لمخيم اللاجئين".
ثم أكمل: "المشكلة الفلسطينية من أهم هواجس المصريين من بدايتها"، وشببها بعلاقة الأب بابنه: "عاملة زي الواحد لما يربي ابنه صغيرا ويعلمه ويجوزه وبرضه يفضل الأب عاتل هم هذا الأبن"، وهنا هتف شخص بلكنة غير مصرية من القاعة "كل الفلسطينين بيحبوك".