السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
أراء كتاب

الدكتور طارق فهمي يكتب: مقترح انشاء "اتحاد أفريقي شعبي"

الرئيس نيوز

 


حقَّق الرئيس عبد الفتاح السيسي في رئاسته للاتحاد الأفريقي حضوراً عالمياً للقارة ونجح بمهارة  القائد في أن يضع أفريقيا على خريطة العالم بعد سنوات من الغياب، وعدم الخصور في الأوساط الدولية، حيث نجحت الدبلوماسية الرئاسية تحديداً في فتح آفاق رحبة أمام مصر لحل كثير من الصعوبات والإشكاليات التي عبرت عن نفسها في  دوائر متعددة في القارة، ونجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في التعامل معها بل وشارك من خلال سلسلة اتصالاته ولقاءاته المكثفة في تقريب وجهات النظر بين القادة والزعماء الأفارقة من واقع خبرته المتراكمة،.

الواقع أن أجهزة المعلومات في مصر شاركت بدور كبير أيضاً في تنمية العلاقات الأفريقية والدولية، وجعلت فترة رئاسة مصر مختلفة شكلاً ومضموناً عن سابق الرئاسات الأخرى، التي كانت في إطارها القاري، أما فترة مصر الراهنة فقد تميزت علي مستوى السياسات العامة والأداء بالحضور المبهر لمصر من خلال الرئيس السيسي، وتفاعله مع قضايا القارة وتقديمها إلي العالم، لهذا فإن الرئيس السيسي ووفقاً للحسابات الأفريقية وكتابات متخصصة من بعض مفكري القارة وعدد من خبرائها يرونه صاحب الإحياء الثاني لمصر في أفريقيا، بعد الإحياء الأول لمصر أيام الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر، ويُحسب  للرئيس السيسي أنه استطاع قراءة الصورة عن أفريقيا جيداً وطالع مكامن قوتها، وعمل على إظهارها دولياً باعتبارها قارة جاذبة ومهمة للعالم، ومن خلال ثرواتها ومعطياتها أمكن فتح مجالات جديدة ومستحدثة  للاستثمار والتنمية والدخول في مجالات متعددة من المشروعات المشتركة لهذا تتنافس الصين وروسيا وألمانيا وفرنسا  والولايات المتحدة على التواجد في القارة التي ما تزال في حاجة لحضور على خريطة العالم، وقد عبرت اللقاءات الدولية الأفريقية التي شارك فيها الرئيس السيسي، ودعمها في تركيز الاهتمام الدولي  الحقيقي بالقارة والسعي لتطوير علاقاتها الاقتصادية معها عبر مخطط طويل الأجل .

إن السؤال المطروح والذي يحتاج إلى إجابة هو: ماذا بعد انتهاء مدة رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي.. وماذا بعد كل هذا النجاح الكبير والذي يحسب للرئيس السيسي وأجهزة الدولة المصرية الكبيرة...؟ أعتقد أننا في حاجة إلى استمرار الدعم المصري واستثمار الحضور الأفريقي الكبير في العالم عبر مخطط مصري لافت ومدروس، يمكن العمل من خلاله ويؤكد على الاهتمام  المصري بإفريقيا عبر مؤتمرات دورية لشباب أفريقيا والعالم وهو ما حققت فيه الدولة المصرية وجوداً كبيراً وتميزاً مهماً عبر التواصل مع الشعوب الأفريقية المتعددة، حيث يمكن التأكيد علي هذا الحضور المصري الدائم والمبهر  من خلال  تبني الدعوة لإقامة اتحاد أفريقي شعبي تدعو لإقامته مصر، حيث يمكن أن يكون مستمراً ودائماً وعبر رؤية مصرية أفريقية شاملة، وبما بخدم القارة وقضاياها الملحة التي تفرض وجود على الجميع داخل القارة وخارجها.

إن إقامة "اتحاد أفريقي شعبي" سيؤسس لشراكة كاملة ومن نوع آخر مع القارة، وسيحدد جدول أعمالها عبر استمرارية وديمومة كاملة بدون انقطاع ، كما سيضع فكرة المؤتمرات المتخصصة في إطارها وضمن برامجها السياسية والاقتصادية المتخصصة،  وستدفع الي مزيد من التواصل مع القارة.

ولعل هدف هذا المقترح يمكن بلورته في الاستثمار في نجاحات الدبلوماسية المصرية في إطارها الثنائي والمتعدد والعمل وفق برنامج تضعه الدبلوماسية الرئاسية والحضور الكبير للسيد الرئيس ، واعتراف كبار قادة أفريقيا بأن مصر ورئيسها منحوا القارة فرصة الحضور إلى العالم والتعرف على القارة والانفتاح علي  القارة .

إن الدعوة لاستحداث مؤسسات تعاون وتكامل القارة يصب في إطار ومصلحةً مصر وإفريقيا معاً، وسيدفع بالعمل المشترك لمرحلة أكثر تقدماً وتخصصاً، وبما يخدم المرحلة الراهنة من العلاقات لقارة باتت قبلةً لمصالح دولية متعددة، تبحث عن فرص أفضل للاستثمار وتحقيق مصالحها العليا، الأمر الذي يشير وبعمق إلى القارة، ومن  خلال الدور المصري الرائد وبفضل الدبلوماسية الرئاسية القادرة على تحقيق الكثير من الانجازات في الفترة المقبلة، وعبر خطة مصرية ممنهجة تستطيع التعامل مع أي متغيرات،  أو تحديات تواجه دول القارة.

وتبقى الإشارة إلى أن قدرات مصر الكبيرة وإمكانياتها الهائلة يمكن أن توجه إلى خدمة القارة وفقاً لقاعدة المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة.