مصر تواصل التصدي للاحتكار غير القانوني لحقوق البث
حققت مصر انتصارًا قانونيًا في طريق كسر احتكار شبكة تليفزيونية قطرية لحقوق بث الفعاليات والأحداث الرياضية في إفريقيا، عندما قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، إلغاء اتفاقية تسويق بقيمة مليار دولار مع شركة "لاجاردير سبورتس".
يعود توقيع الاتفاقية الملغاة إلى عام 2016، وكان من شأنها تكريس الاحتكار واستبعاد كافة الوكالات الأفريقية والدولية لمدة 20 عامًا من امتلاك أي حقوق بث. وجعل الاتفاق من الشركة المتعاونة مع الشبكة التليفزيونية القطرية الوكيل الحصري للكاف فيما يتعلق بحقوق التسويق والإعلام طوال فترة التعاقد دون أن يطرح ذلك في مناقصة مفتوحة تتسم بالشفافية.
ومنحت لاجاردير، بموجب الصفقة، حقوق البث لجميع المسابقات الرياضية الأفريقية لشبكة beIN القطرية للقنوات الرياضية.
وقال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) إنه ألغى الاتفاقية لأنها تنتهك قواعد المنافسة المعتمدة في جمهورية مصر العربية عضو الاتحاد الأفريقي.
كان إلغاء الاتفاقية هو آخر جولة في تجاذب إعلامي بين مصر وقطر، وبسبب سياسات الدوحة العدائية ضد مصر ومحاولات التدخل في الشؤون المصرية وتعد مصر أحد دول الرباعي العربي الذي اعلن مقاطعة لقطر منذ يونيو 2017.
وتواجه قطر، التي تعتبر راعياً رئيسياً للإسلام السياسي، المقاطعة من قبل السعودية ومصر والإمارات والبحرين بسبب دعمها للإرهاب. واتخذت دول الرباعي العربي مواقف حاسمة ضد عدد من السياسات القطرية بما قفي ذلك محاولات الهيمنة على مجال البث الرياضي.
وقال عزمي مجاهد، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم: "إلغاء الاتفاقية سيوجه ضربة مؤلمة للاحتكار القطري للأحداث الرياضية في إفريقيا سيفتح الباب أمام المنافسة الشريفة على بث البطولات الأفريقية."
تمتلك هيئة الاستثمار القطرية، التي تعمل كصندوق للثروة الوطنية في قطر، 13٪ من لاجاردير، مما يجعلها أكبر مستثمر في المجموعة الإعلامية متعددة الجنسيات. وتعتبر القاهرة لاجاردير من الأدوات التي توجهها الدوحة للتحكم في البث الرياضي في الدول العربية والإفريقية.
وقال أمير نبيل، رئيس هيئة المنافسة المصرية، التي تنظم الممارسات التجارية في السوق المصرية: "لقد انتهك لاجاردير حقوق التسويق والإعلام الممنوحة بموجب الاتفاقية وقد تسبب هذا الانتهاك في إلحاق الضرر بالاقتصاد المصري وأثر سلبًا على حقوق المصريين في مشاهدة البطولات الرياضية الأفريقية".
وبدأت هيئة المنافسة المصرية دعوى قضائية ضد لاجاردر منذ عام 2017، قائلة إن اتفاق 2016 بين الشركة والكاف ينتهك قواعد المنافسة المصرية. وطالبت الهيئة الكاف بإنهاء تلك الاتفاقية.
وفي عامي 2018 و 2019، قالت المحاكم الاقتصادية المصرية إن رئيس الاتحاد الإفريقي السابق عيسى حياتو والأمين العام السابق للاتحاد الإفريقي هشام العمراني، اللذين وقعا الاتفاق مع لاجاردير، متورطان في سلوك احتيالي مناهض للمنافسة. وفرضت المحاكم غرامة قدرها 31 مليون دولار على كل منهما، وتم تخفيض المبلغ في وقت لاحق إلى حوالي 12.4 مليون دولار.
في عام 2017، قالت لجنة المنافسة في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا إن الاتفاقية تنتهك لوائح المنافسة. أوصت اللجنة بفرض عقوبات مالية على الكاف وإنهاء الاتفاقية المجحفة.
وقال الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، في بيان، إنه ليس لديه خيار سوى إنهاء الاتفاقية.
ومع ذلك، قال خبراء مصريون إن نهاية الاتفاقية لن تنهي على الأرجح الحرب الإعلامية التي تصر قطرعلى إشعالها متى سنحت الفرصة. وأضافوا أن القاهرة ستواصل حماية مصالح المستهلكين المصريين ومنع الإمبراطورية الإعلامية القطرية من السيطرة على المشهد الإعلامي العربي والإفريقي.
وقال المعلق الرياضي المصري حسن المستكاوي: "يمكن أن تثبت الوكالات المصرية قوتها وجدارتها بالمنافسة ويمكنهم البدء ببث الفعاليات الرياضية الأفريقية ثم الانتقال إلى المسابقات في مناطق أخرى."
