الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

من بودابست إلى واشنطن.. الاحتجاجات تلاحق أردوغان

الرئيس نيوز

في المرة الأخيرة التي زار فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن، قام أفراد من فريق حراسته بالاعتداء على أفرادمن الشرطة الأمريكية والخدمة السرية، والتقطت العدسات حرس أردوغان بينما كانوا يضربون المتظاهرين في ميدان شيريدان، وهي اشتباكات عنيفة وجهت بسببها إدانات وتهم جنائية ضد أكثر من عشرة من حراسه.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست، إلى أن مذكرات وزارة الخارجية السرية التي تم الكشف عنها حديثًا تظهر أن الزيارة التي استمرت يومين في عام 2017، كانت مليئة بالغرائي والخلافات الأخرى المثيرة للقلق، وكان ضباط الشرطة والموظفون الفيدراليون الذين كان من المفترض أن يساعدوا في حماية رئيس الدولة التركية الزائر، قد اشتبكوا مع حراسته منذ لحظة هبوط طائرتي الوفد التركي في قاعدة أندروز المشتركة. 
وفي موقف ما تدخلت السلطات الأمريكية في فض اشتباك بين الحرس التركي والخدمة السرية الأمريكية، وفي حالة أخرى، صودر سلاح أحد حراس أردوغان وتم تقييد يديه.
ومن المقرر أن يعود أردوغان في زيارة أخرى إلى العاصمة واشنطن يوم الأربعاء، وتستعد شرطة العاصمة ووزارة الخارجية لاحتمالات اندلاع مظاهرات جديدة وسط مناخ أكثر تقلبًا مما كان عليه الوضع في عام 2017، في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية الشهر الماضي من شمال شرق سوريا واستهداف تركيا الأكراد السوريين وتوغل قواتها المسلحة في مناطقهم.
ورفض قائد شرطة واشنطن العاصمة بيتر نيوزهام الإفصاح عن تفاصيل الخطط الأمنية، لكنه قال إن وزارة الأمن الداخلي "ستتخذ كل الإجراءات الممكنة للتأكد من عدم وجود أي خلاف أو نزاع آخر مثلما حدث في المرة الأخيرة". وتابع أن موظفيه على اتصال وتنسيق دائم مع وزارة الخارجية.
لم يعلق المسؤولون في العديد من الوكالات الفيدرالية - بما في ذلك الخدمة السرية ووزارة الخارجية والبيت الأبيض على ترتيبات زيارة أردوغان.
كان أردوغان قد فكر في تأجيل الزيارة بعد اعتراف مجلس النواب الأمريكي في 29 أكتوبر بتورط تركيا في الإبادة الجماعية للأرمن على يد الأتراك العثمانيين منذ قرن من الزمان، وفقًا لعدة وسائل إعلام. لكن الرئيس ترامب غرد عبر تويتر يوم الأربعاء: "نتطلع إلى رؤية الرئيس أردوغان الأربعاء القادم، 13 نوفمبر في البيت الأبيض!"
وقالت لوسيك أسويان، إحدى المتظاهرين التي أصيبت قبل عامين، إنها تجد أنه من غير المفهوم أن تتم دعوة أردوغان إلى البيت الأبيض. وقالت المحامية البالغة من العمر 36 عامًا: "ليس الأمر كذلك".
وأضافت أسويان، وهي كردية يزيدية من مواليد أرمينيا تعيش الآن في الولايات المتحدة، إنها تعرضت للركل بشكل متكرر في رأسها بعد إلقائها على الأرض وعانت من فقدان الذاكرة وهي غير قادرة على العمل.
وتابعت: "في هذا البلد، كنت أشعر دائمًا بالأمان"، وأعربت عن خشيتها من أن يعود إلى واشنطن بعض رجال أمن أردوغان أنفسهم يوم الأربعاء. ولفتت إلى أنها لم تتخيل شيئًا كهذا سيحدث لها من قبل، قائلةً: "ظللت أفكر، أنا مستلقاة على الأرض، لماذا يواصلون ضربي؟ أنا لا حول لي ولا قوة" 
وقالت أسويان، وهي من بين العديد من المتظاهرين الذين يقاضون جمهورية تركيا بسبب الهجوم، إنها ستحتج على زيارة أردوغان القادمة، وتنضم إلى الآخرين "لترفع أصواتنا كما يسمح التعديل الأول". وقالت عن عزمها المشاركة في الاحتجاجات اقلادمة: "لن نراقب بهدوء".
وكان رئيس بلدية موريل "إي. بوسر" قد أعلن عن توجيه تهم جنائية ضد أعضاء فريق حراسة أردوغان في يونيو 2017. بعد زيارة عام 2017، أدين اثنان من أنصار أردوغان بالاعتداء وحُكم عليهما بالسجن لمدة 366 يومًا خلف القضبان. غادر الحرس التركي البلاد قبل رفع التهم الجنائية. في نهاية المطاف، أسقطت النيابة العامة جميع الدعاوى باستثناء أربعة منهم، الذين ما زالوا متهمين بجرائم تهم الاعتداء، ويجري طلبهم بموجب أوامر اعتقال من قبل الإنتربول. لا يمكن تحديد ما إذا كان هؤلاء الضباط ما زالوا ضمن فريق حراسة الرئيس التركي أو ما إذا كانوا سيحاولون دخول الولايات المتحدة خلال رحلته القادمة.
بدأت زيارة أردوغان ووزير خارجيته في عام 2017 بداية صعبة بمجرد وصول الوفد التركي إلى ماريلاند في 15 مايو. تم الحصول على مذكرات وزارة الخارجية من خلال قانون حرية المعلومات من قبل مكتب محاماة مشارك في دعاوى مدنية ضد تركيا وهي مدرجة في ملفات المحكمة العامة.  وفي اليوم التالي، وبخ مسؤول أمني في وزارة الخارجية حارسًا تركيًا أمسك رجلاً وأمره بالتوقف عن تصوير المسؤولين الأتراك أثناء سيرهم من فندق سانت ريجيس إلى مقهى بالقرب من البيت الأبيض.  
في سياق متصل؛ زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجر، الجمعة، حيث التقى الرئيس يانوس إيدر ورئيس الوزراء فيكتور أوربان. كانت هناك عمليات إغلاق للطرقوالمحاور المرورية في جميع أنحاء المدينة طوال اليوم بسبب زيارة أردوغان - تم إخلاء شارع أندراسي بالكامل من السيارات والمشاة. في الوقت نفسه، تم تنظيم العديد من المظاهرات وعقدت في جميع أنحاء العاصمة، وكذلك التجمعات المناهضة للرئيس التركي من الأكراد والمتعاطفين مع قضيتهم.
وفي بودابست أيضًا احتجت أحزاب المعارضة على الزيارة بالملصقات واللافتات، في حين أعرب عمدة بودابست جيرجيلي كاركسوني أيضًا عن رأيه في زيارة الرئيس التركي.
في الوقت نفسه، نُظمت ثلاث مظاهرات على الأقل في المدينة. تظاهر المحتجون ضد أردوغان بأعلام كردية وهتافات معادية لأردوغان. بدأت المظاهرة الأولى في الساعة الثانية بعد الظهر بخطب، ثم غادر المتظاهرون مدينة أوكتوغون وساروا إلى ساحة سيل كيلمان، حيث تضخم الحشد مع الآلاف من الناس. المظاهرة، التي نظمها مدنيون يساريون، افتتحت ببيان: "نحن هنا لحماية الأكراد".
بدأ المشاركون في السير نحو محطة سكة حديد نيوجاتي في الساعة 3 مساءً وانضم إليهم المارة بتزايد لافت. ووفقًا لموقع إندكش الإخباري المجري، احتل المتظاهرون المسافة من شارع أرادي إلى محطة سكة حديد نيوجاتي بالكامل لذا توقف الترام 4-6 عن السير وتوقفت حركة السيارات أيضًا مؤقتًا. في الرابعة والنصف، حول ساحة جاسزي ماري  كان الحشد يتألف من حوالي ألفي شخص. وانتظر الآخرون ورفعوا أعلامًا كردية كبيرة بالألوان الأصفر والأحمر والأخضر فوق رؤوس المتظاهرين. في ميدان زيل كالمان، كان عدة مئات من الأشخاص ينتظرون بالفعل المحتجين بالأعلام والملصقات، واستمرت الاحتجاجات تؤججها الخطب. في نهاية المظاهرة، حاول الآلاف المغادرة ولكنهم وجدوا صعوبة في الحركة بسبب عمليات إغلاق حركة المرور وعلق عدد كبير في الزحام بالقرب من ميدان سزيل كالمان وجسر مارجريت. وفي وقت لاحق، ذهب جزء من الحشد إلى مقر زيارة الرئيس التركي.
عند الساعة السادسة مساء، تم الإعلان عن مظاهرة أخرى للأكراد. تم الإعلان عن المظاهرة التي تحمل عنوان "ليس باسمي!" في محيط السفارة التركية في شارع أندراسي، حيث أشعل المتظاهرون الشموع لتأبين ضحايا الغزو والتوغل التركي في المناطق الكردية.