السبت 06 ديسمبر 2025 الموافق 15 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

صحف بريطانية تنتقد العقيدة السياسية للرئيس الفرنسي

الرئيس نيوز



تسببت تعليقات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي في إثارة عاصفة والكثير من القلق.

وقال موقع "السياسة تعني السياسة" البريطاني إنه على الرغم من إجماع الصحف البريطانية على هذا التحليل، إلا أن استنتاجات ماكرون وملاحظاته وتعليقاته عن حلف الناتو جديرة بالمناقشة.
 ونُشرت بعض تعليقات ماكرون عقب مقابلته مع صحيفة الإيكونوميست، في حين يعود معظم القلق إلى الملخص المخل الذي أثار معظم الانتباه (واشتعل الغضب ضد ماكرون إلى حد كبير بسبب ما رجحه عن أن الناتو يمكن أن يتعرض للخطر بطريقة أو بأخرى - وهي حقيقة يجرؤ عدد قليل من السياسيين على النطق بها)، ولكن نشر النص الكامل لتصريحات ماكرون أضاف الكثير من الإيضاحات.

وبحسب الصحيفة،  هناك شيء مثير للإعجاب حول الرئيس الفرنسي. من الصعب التفكير في أي شخص آخر لديه مثل هذه الاستراتيجية الجيوسياسية الواسعة والشاملة والذي ينظر في أغلب الأحيان لمستقبل أوروبا من منظور طويل الأجل في حين يميل السياسيون الآخرون إلى الحديث أكثر عن المدى القصير، ما يعني أن رؤية ماكرون للمستقبل غالبًا ما تكون صادمة ونادرة بل ووحيدة.  

من الناحية الإيجابية، فإن الأهداف الفعلية التي حددها ماكرون لها قيمة كبيرة وينبغي أن تشكل جوهر استراتيجية طويلة الأجل لأوروبا. النقاط الرئيسية هي:
• إقامة أوروبا ذات سيادة (من خلال مسار مزدوج لمزيد من التكامل وزيادة مساحة الممارسة الديمقراطية)؛
• جعل أوروبا قوة موازنة حقيقية في العالم؛
• إعطاء الأولوية لأمن أوروبا.
• وباختصار، الجمع بين معطيات القوة والسلام.
فيما يتعلق بإرساء الديمقراطية في أوروبا على سبيل المثال، يميل ماكرون إلى العودة إلى فكرتين كبيرتين فقط: إدخال التصويت بالأغلبية على المزيد من القرارات السياسية على مستوى الاتحاد الأوروبي وإدخال قوائم عبر وطنية لانتخابات البرلمان الأوروبي، وهي أفكار لا تزال بعيدة عن نوع التغيير الجذري والفرعي الذي سيكون مطلوبًا لإحياء الثقة في الديمقراطية الأوروبية والتكامل بين أعضاء الاتحاد الأوربي. 

وتكمن الانتقادات الموجهة للعقيدة السياسية التي يتبناها ماكرون في أفكاره عن السوق الأوربية، فوجهت له صحيفة الجارديان انتقادات لأن عضوية الاتحاد الأوروبي تنطوي على ما هو أكثر من مجرد الوصول إلى السوق الأوربية دون أي احتكاك، وحديثه عن توسيع الاتحاد الأوربي وعضوية الناتو يعززه انضمام دول أوروبا الشرقية الذي جاء موازيًا لتأثير أكبر على هذه البلدان تمثل في مؤشرات إيجابية للنمو الاقتصادي وأكثر من ذلك، ولكن الصحف البريطانية اعترضت على رأي ماكرون زاعمة أنه "لا أحد يتصور حقًا توسيع الاتحاد الأوروبي بلا حدود". لأن توسيع العضوية ينتهي عمليًا بمجرد انضمام جميع الدول الأوروبية (وفقًا لتعريف أوروبا التي تمتد إلى الحدود الروسية والتركية)، وكان الغموض الذي يكتنف أفكار ماكرون بشأن التوسع المستمر من عوامل زعزعة الاستقرار التي هاجمتها الصحف البريطانية. 
وبحسب الصحيفة فإن أي محاولة جادة لتحقيق ديمقراطية أكبر تحتاج إلى النظر في مسألة أين تكمن القوة في الاتحاد الأوروبي وكيف يتم مساءلة تلك القوة. وبالتالي فإن الإجابة على ذلك تتمثل في وجود صلاحيات أكبر للبرلمان الأوروبي والمزيد من الإجراءات التنفيذية الممنوحة لقيادة البرلمان الأوروبي. أفكار القوائم العابرة للحدود تتسم بالحداثة ولكنها مجرد تدابير رمزية لخلق شعور أوروبي عام، وتعد أفكار ماكرون غير مسبوقة في القارة العجوز، ما يفسر ما تعرضت له عقيدة ماكرون من الانتقادات.