السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"جريمة أردوغان".. العدوان التركي في سوريا يفتح الباب لعودة داعش

الرئيس نيوز

منذ بدأ الجيش التركي اجتياح مناطق شرق الفرات في سوريا، الأربعاء الماضي 9 أكتوبر، والمخاوف تتصاعد من انتعاش تنظيم داعش الإرهابي، بعدما انكسرت شوكته؛ بفضل جهود الجيش السوري والحلفاء من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى، والتي حاربت التنظيم في معقله في الرقة والعديد من مناطق شمال شرق سورية.

ومع انصراف المقاتلين الأكراد للتصدي للغزو التركي على مناطق وجودهم الحدودية، على حساب فرض الأمن هناك والتصدي لمحاولات التنظيم الإرهابي للعودة مجددًا، فضلًا عن أن انسحاب القوات الأمريكية خلف فراغًا أمنيًا كبيرًا استغله أردوغان في اجتياح تلك المناطق.

يقول الباحث في الحركات الأصولية، مصطفى أمين، إن عودة "داعش" باتت منتظرة بين ليلة وضحاها، فلا شك أن العملية التركية فتحت شهية التنظيم على العودة وإعادة ترتيب صفوفه، وتابع في تصريحات لـ"الرئيس نيوز": "حتى وإن زعم أردوغان أن العملية تستهدف قتال الجماعات الإرهابية بما فيها داعش، فإن الواقع يظهر عكس ذلك".

أوضح أن السبب الرئيس من العملية هو قتال الأكراد وإخراجهم من تلك المناطق، ظنًا منه أنهم يستعدون لإقامة دولة لهم، الأمر الذي يفتح شهية أكراد تركيا في الجنوب والجنوب الغربي التركي على الإنضمام لهم. وتابع: "أما الدواعش فلتركيا تاريخ طويل في التعامل معهم سواء بالاستضافة أو إقامة معسكرات تدريب لهم وكذلك مشافي ميدانية، فضلًا عن فضيحة تورط بلال نجل أردوغان في تهريب النفط لداعش".

لفت أمين إلى أن "قوات سورية الديمقراطية"، تحتجز 12 ألف مقاتل داعشي داخل 7 سجون بشمال سوريا، بينهم 4 آلاف أجنبي. وان هؤلاء الإرهابيين ينتظرون تحريرهم من قبل التنظيم. وأشار إلى أن أبو بكر الغدادي في إصداره الأخير دعا أعضاء التنظيم في العمل على تحرير ما يعتبرهم "أسرى".

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك اليوم السبت، عن نزوح نحو 100 ألف شخص في شمال شرق سورية، بسبب العملية العسكرية التي أطلقها الجيش التركي الأربعاء.

وقال المتحدث بالإشارة إلى تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة: "أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو 100 ألف شخص قد نزحوا بالفعل عن مناطقهم".

وأشار المتحدث إلى أن العملية التركية يجب أن تتقيد بالقانون الدولي، مؤكدا أنه يجب حماية المدنيين من هذه العملية. وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم أنها بدأت تتلقى تقارير عن وقوع إصابات وجرحى مدنيين بعد انطلاق العملية التركية.

وبحسب التقارير الإحصائية فإن عدد الدواعش في شمال وشمال شرق سورية يبلغون نحو 18 ألف إرهابي، يقع بحوزة الأكراد نحو 12 ألفًا، يقبعون في 7 سجون تنتشر في الحسكة والرقة ودير الزور.

وبدأت المؤشرات على رغبة التنظيم في العودة مستغلاً الغزو التركي لشرق الفرات، تتجلى في الأفق بتبني التنظيم تفجير مفخخة قرب أحد السجون المركزية في "قامشلي" أمس الجمعة، وزعم بيان نشرته وكالة "أعماق" الذراع الإعلامية لتنظيم "داعش"، إن التفجير محاولة لنصرة السجناء القابعين في السجون الكردية، لكن التنظيم الإرهابي لم يزعم أنه تمكن من تحرير سجنائه، لكنه اكتفى بالقول إن التفجير أسقط عشرات القتلى من صفوف قوات "وحدات حماية الشعب" الذراع العسكرية لحزب "الاتحاد الديمقراطي".

ومنذ الأربعاء الماضي، (يوم انطلاق عملية ما تسمى نبع السلام لاجتياح شرق الفرات) ويكثف التنظيم الإرهابي من عملياته ضد القوات الكردية، وهو الأمر الذي يعكس رغبته الملحة في العودة للمشهد مجددًا، فضلًا عن كونه يعزز من مخاوف التحذرات الدولية بما فيها (الأمريكية والروسية) من أن العملية العسكرية ستحفز "داعش" على إعادة ترتيب صفوفه؛ للعودة، لكن أردوغان يروج إعلاميًا أن العملية في الأساس تستهدف الجماعات الإرهابية، (PKK/PYG) الكردية من جهة، و"داعش" من جهة أخرى. بحسب زعمه.

ومنذ احتلال تركيا للشمال الشوري، فبراير 2018، وتحديدً منطقة "عفرين" الحدودية، وجيش الاحتلال العثماني والمرتزقة التابعين له، يمارسون أفعالًا وفق خط مدروسة تستهدف إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة؛ إذ تشهد المنطقة اعمال تتريك ممنهج، بينهتا نشر اللغة التركية هناك والتعامل بالليرة التركية، ورفع الأعلام التركية على المؤسسة الرسمية، وتهجير السكان الأصليين، (الأكراد) واستبدالهم بأسر وجماعات موالية لتركيا.